السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقالات / إشكاليات استقلالية الجامعة اللبنانية وموقف الأساتذة الحزبيين من الإضراب و قادتهم!

إشكاليات استقلالية الجامعة اللبنانية وموقف الأساتذة الحزبيين من الإضراب و قادتهم!

بقلم أ د أنور الموسى

إشكاليات استقلالية الجامعة اللبنانية وموقف الأساتذة الحزبيين من الإضراب و قادتهم!

يطرح إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية مسألة استقلالية الجامعة اللبنانية على بساط البحث والمساءلة والنقاش… ترى، هل يعد مطلب استقلالية الجامعة منطقيا؟ ولماذا تصر بعض الأحزاب على التدخل في كل شاردة وواردة في الجامعة الوطنية؟ ولماذا لم يستثمر المتحزبون علاقتهم بأحزابهم لرفعة الجامعة اللبنانية والدفاع عن مطالبها؟ وقبل هذا وذاك، هل السلطة هي المسؤولة عن التدخل أم أن بعض الأساتذة هم الذين يستقوون بها ليتبوأوا منصبا ما؟
الواقع أن أهل الجامعة هم وحدهم الأخبر في الإجابة عن تلك الأسئلة.. ولكن المسألة أكثر تعقيدا من الإجابة بكلمة أو اثنتين… إذ إن السلطة شئنا أم أبينا هي الطرف الرئيس في تقرير مصير الجامعة.. سواء في بعض التعيينات أو في إدخال متعاقدين أو تفريغ أساتذة أو التعيين أو… ولا ننسى ما يسمى بالتوازن الطائفي الذي يجعل من التدخل بحكم تحصيل الحاصل.. وكذلك المصالح الانتخابية وغيرها!
ولكن الإضراب الأخير أتى بما لا تشتهيه تلك الأحزاب والسلطة.. إذ على الرغم من وجود أساتذة متحزبين أو مناصرين للأحزاب…إلا أن ذلك لم يمنع من تباين وجهات نظر غالبيتهم مع الأحزاب.. ولكن ما حدود هذا التباين؟ ولم لم يضغط المحازبون أكثر على أحزابهم خصوصا أن مطالب الجامعة تصب في خانة تحصين الوطن وتخدم مناصري الأحزاب؟
من المؤكد أن هناك إشكالية تطرح نفسها في الأحزاب نفسها.. فهل من يتبوأ المناصب في الأحزاب ممن تعنيه الجامعة اللبنانية؟ وهل له منفعة شخصية أو علاقة بجامعات خاصة؟
إذًا نحن أمام إشكالية حقيقية.. تجعل بعض الأساتذة المتحزبين في موضع حرج أو ملتبس.. (تشدد على بعض) … ترى ما موقفهم من أحزابهم إن استمرت في موقفها غير الداعم لهم ولزملائم الأساتذة ومن خلفهم الجامعة؟

وقضية ملتبسة أخرى لا تقل أهمية عما سبق، تتمثل في مجالس الطلاب.. فكما هو معلوم أن الانتخابات الطلابية معطلة.. ويعلم القاصي والداني أن تلك المجالس تابعة إجمالا لأحزاب السلطة.. ولذا، لا غرابة في أن تدير غالبيتها ظهرها لمطالب الجامعة والأساتذة والطلاب.. بل الأسوأ ان قسما منها يحرض الطلاب على أساتذتهم مع تشويه الحقائق والمطالب…
وإذا ما أضفنا إلى ما سبق التعتيم أو التحيز الإعلامي إجمالا.. ولا سيما الموجه من السلطة والأحزاب.. يلاحظ أن الأستاذ الجامعي بات إجمالا في وضع محاصر… وحتى لا نعمم.. يبقى الرهان على وحدة الأساتذة وتضامنهم… لإحراج العديد من الأحزاب وجعلها تضغط على كتلها من أجل إنقاذ جامعة الوطن..
لكن مهما يكن، فإن الرأي العام يفهم تماما ألاعيب السلطة.. والطلاب أيضا… ولكنه الحصار الحزبي هو الذي يؤخر الحل.. مع أنه قادم لصالح الجامعة…لكن الأسئلة الكبرى المطروحة ههنا: ما سر هذا التضامن الحزبي إجمالا بخصوص عدم التحرك حتى الآن؟ ولماذا هذه النقمة والحقد من بعض الأطراف على الجامعة اللبنانية؟!

وحدها الايام كفيلة بالإجابة عن غالبية الأسئلة الملتبسة…!