سيناريوهات إقرار الموازنة نهائيا بلا إنصاف اللبنانية وأهلها… من الفوضى العارمة إلى شلل المؤسسات!
2019-06-05
مقالات
422 زيارة
بقلم أ د أنور الموسى
بعد أن تحولت حقوق الجامعة اللبنانية إلى قضية رأي عام، وإدارة السلطة ظهرها للأساتذة والسخرية من مطالبهم! سؤال يفرض نفسه بقوة، بعد أن علم القاصي والداني أن القوى السياسية تصم آذانها عن حقوق الجامعة اللبنانية وأساتذتها!: ماذا لو أقرت الموازنة بلا إنصاف للجامعة وأهلها؟
وما يسوغ طرح هكذا سؤال أن القوى السياسية النافذة حسمت خيارها لصالح الإصرار على تمرير الموازنة من دون الالتفات للجامعة الوطنية ومستقبل الطلاب، وكأني بها تعتقد أن التراجع انكسار لهيبتها أمام الناس والمناصرين! فضلا عن أن المصالح المادية للأحزاب والسلطة بشكل عام ترجح الخيار المربح ماديا؛ أي توجيه ضربة قاضية للجامعة اللبنانية لدعم الجامعات الخاصة التي تنتفع من غالبيتها أحزاب السلطة أو أقرباء الزعماء الكبار!
وما يعزز هذه الفرضية شبه الاجماع من القوى السياسية على التآمر على الجامعة اللبنانية، بل ضربها بالصميم، وتشويه صورتها..
فتلك القوى متأكدة أنها فوق المساءلة الشعبية والداخلية، فبعضها ينال قوته من الأكسجين الطائفي والآخر من الدعم الخارجي أو الاثنين معا!
وهكذا، فإن سيناريو كسر الجامعة ومطالب أهلها وارد بقوة، ويتضح يوما بعد يوم! ولكن ما النتيجة..؟
الواقع أن قوى السلطة حتى الآن تراهن على أن عدم المحاورة الجدية مع الرابطة وضغط الوقت.. والمطالب الطلابية الموجهة حزبيا لوأد الإضراب.. كفيلة بشرذمة صف الأساتذة والعودة إلى بيت الطاعة أي فك الإضراب والعودة إلى الصفوف! وهنا تنهال اللكمات على الأساتذة ورابطتهم من الطلاب كافة والرأي العام بذريعة أن لا شيء تحقق، بل تدمر مستقبل كثر من الطلاب في إضراب عبثي!
وهنا ندخل في سيناريو موجع آخر.. هو الاستمرار في الإضراب مع إقرار الموازنة.. والدخول في العطلة الصيفىة أو الدخول إلى عام جامعي جديد.. فندخل في كارثة متوقعة! إذ سينتفض الطلاب هذه المرة على السلطة، وتعم الفوضى والمشكلات، وسيخرج الموضوع عن السيطرة؛ لأن الطلاب وذويهم هذه المرة سيتحركون.. ويتوقع أن تشهد الأحزاب استقالات جماعية، وتغيب الثقة بشعارات السلطة وأحزابها.. ولا سيما إذا ما أقرت أيضا البنود المتنوعة التي ستطال جيوب المواطنين!
ولا يستغرب أن ينفذ أساتذة الجامعة مع الطلاب والأهالي اعتصامات مغايرة لما حدث سابقا.. ومواجهة حقيقية قد يدخل فيها العامل الحقوقي والدولي والقضائي!
نحو ٨٥ ألف طالب ومئات الآلاف من ذويهم لن بسكتوا طويلا على تدمير مستقبلهم.. ولذا، فإن الوقت الذي يمر سينبههم أكثر فأكثر على أن السكوت على حقوقهم يعد بمنزلة مشاركة للسلطة على خراب عامهم الجامعي.. ولذا، يتوقع منهم أنهم سيثورون صونا لحقهم في التعلم.. ومن المتوقع أيضا أن يطالبوا أساتذتهم بالنزول معهم إلى ساحات الاعتصامات…
ولا ننسى أن المجالس الطلابية المسيرة من السلطة ستحاول التشويش بعدما فعلت ذلك مرارا… ولكن الطلاب لن يغامروا ويقفوا مع من يغامر بمستقبلهم!
وسيطال الشلل ليس فقط الجامعة اللبنانية بل الدولة كلها! ولا سيما أن قطاعات متعددة ستؤازر الجامعة اللبنانية في التحركات والهبات والصيحات…!
نعم، إقرار الموازنة سيحدث فوضى عارمة وتحركات مطلبية لن تقتصر على الأساتذة، بل سينضم لهم الطلاب وذووهم والمنهوبون من الشعب… ويتوقع أن تشل بموجبها المؤسسات!
وفي المقابل يخشى من سيناريوهات ميليشيوبة قد تفكر بها السلطة.. للتشويس على التحركات المطلبية.. ولذا على الأساتذة توخي الحيطة والحذر!
في المحصلة، عدم انتباه السلطة لما تفعله الآن عمدا من إدارة الظهر لجامعة الوطن… فضلا عن تشويه صورتها، سيدخلها في متاهات شعبية لا تحمد عقباها… فهي كمن يهمل صيانة قنبلة متفجرة ويلعب بها، مع انه يدرك تماما مخاطر اللعب بالنار!