أساتذة “اللبنانية” من الدفاع الإعلامي إلى الهجوم وتعرية الفساد!
2019-05-31
مقالات
1,332 زيارة
أ. د. أنور الموسى
(متخصص في الإعلام المكتوب والمرئي والمواقع)
يبدو أن أساتذة الجامعة اللبنانية قد مسكوا زمام المبادرة الإعلامية… إذ بعد تضليل إعلامي سلطوي وحزبي ممنهج ضد حقوقهم، استوعبوا الهجوم بإتقان وادركوا جيدا أهمية السلاح الإعلامي ودوره في توعية الرأي العام، على الأقل في ما يتعلق بحقوقهم، ومن خلالها فضح مكامن الفساد!
ويلاحظ أن السلطة تصرفت وتتصرف حتى الآن كمن يثير أو يحرك عش الدبابير في وجهه، أو كمن بيته من زجاج ويرمي بيت جاره المحصن بحجر فيرتد عليه وبالا!
ويبدو أن حملة إعلامية مغرضة خاسرة لذوي السلطة امتصها الأساتذة بكل جدارة، ليشنوا حملات إعلامية ممنهجة مضادة، مستخدمين بداية وسائل التواصل الاجتماعي حين عتم الإعلام السلطوي على قضاياهم المحقة، ثم ليضطر لاحقا إلى تبني وجهة نظرهم بحذر ثم لاحقا سيتبناها بكل صدق قريبا!
فالإعلام في المرحلة الأولى كان منه الساكت عن خبث، ومنه المزيف أو الناقم على الأستاذ، ومنه الراضخ للسلطة، ومنه المضلل أو المضلل، ومنه المصدوم وغير المبالي إجمالا، مع قنوات قليلة تبنت الهم الجامعي لا بد من انصافها!
وفي المرحلة الثانية وعي الدكاترة التعتيم المغرض، فلجأوا إلى وسائل التواصل التي صدحت في كل أنحاء المعمورة، موضحة الحق، وفاضحة ألاعيب السلطة في الإيقاع بين الأستاذ وطلابه.. وكاشفة الفساد في الموازنة ثم مظهرة المقارنة بين ما يدعيه المسؤول والواقع.. ومفندة كلام الوزير القائل: لا مس بالموازنة ومكتسبات الأساتذة..!
وفي المرحلة الحالية وقبلها اشتعلت حرب المواقع، والتلفار… متتبعة حتى زلات اللسان وردات فعل المسؤولين… لتصبح المعركة ناجحة في يد الأساتذة أمام سلطة رسبت في الإعلام والكلام، حتى إن كتابات الوزراء والمسؤولين الركيكة والمفعمة بالأخطاء فضحت إعلاميا!
وطالت المواجهة زلات لسان المسؤولين ونياتهم المبيتة وفضح وعودهم وتعهداتهم…
خلاصة القول: بتنا اليوم مع إعلام حقيقي ضد الفساد يقوده أساتذة انتفضوا على الظلم والنفاق والتلاعب.. فاضحين المنافق الذي إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر!
وفي نصيحة أخيرة، على المسؤولين الآن قبل غد أن يسارعوا إلى الاتصال بالاساتذة ورابطتهم لانصافهم قبل أن يتماهى الشعب بمعلميه في الجامعة اللبنانية وهنا تكون الخسارة الحقيقية وبداية التغيير!