السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / قراءة في كتاب / بين النبضة والنّبضة، نبضةٌ خاصّةٌ بكَ!

بين النبضة والنّبضة، نبضةٌ خاصّةٌ بكَ!

بقلم الأستاذ حسين الريدى

بين النبضة والنّبضة، نبضةٌ خاصّةٌ بكَ!

بين النبضتين نبضةُ حبٍّ تحييني!
ترمي بي في حضن الحياة وتزرعني شمسا” في كبد السماء وقمرا” في أحشاء الليل!
بين شطَّيْ النَّبضتين يجري نهرُ مشاعرَ دفّاقة ،وينسابُ شلال العواطفُ العذب …
بين الخفقة والخفقة، خفقةٌ تنمو وتكبر وتتكاثر ﻷن كل أحاسيس العشق تنبثق فيها!
بين الخفقتين لغزٌ لا يفكُّ رموزه الّا من تخرَّج من جامعات الحب العريقة..
بينهما قيثارة هيام تعزف لحن اللهفة وشدو الشّباب والصّبا..
بين النبضة والنبضة ،ثغرُ نبضةٍ بسَّام ….
شُعلة حبٍّ صادق…
هتاف شغفٍ عارم…
اخترعت لغتي يا سيّدي ﻷشرح ما لا يُشرح
ولأقول ما لا يُقال!
فالنفس لا تسكت الا ليعلو صوتُ القلب فتنبثِق لغته من غور اﻹشتياق…!
وعندما يقوم بضخِّ الحبّ الى الروح ،بإيقاع موسيقي تحدده خلايا الغرام فهو يزوّدها بعمر طويل …
في ردهةِ القلب يا حبيبي، فتيت قمرٍ.. وبقايا نجومٍ.. ورذاذ سكونٍ وشعاع مغرّد منبعثٍ من حنجرة ليل مغروم!
أتمنى لو كان لي ألف قلب وآلاف النّبضات ﻷحبك مع كل نبضة حبَّا” جديدا” متجدِّدا” ومع كل خَفْقةٍ عشقا” كاملا” متكاملا”…!
تهاني جميل شعيب. التعليق :فى دراسة نقدية لشاعر لبنان الدكتور محمد على شمس الدين فى مجلة العربي عدد 224 مارس 2019

يقول عن تطور القصيدة فى نصف قرن (تحاور القصيدة ذاتها وتحاور غيرها على امتداد الزمان وذلك فى افق مفتوح من الحرية وحق التجريب والتوليد والرفض والقبول، ومن اسباب انفجار اى بنية ايقاعية الملل والرتابة وما يحصل من تغيرات فى العالم)

القصيدة التى بين ايدينا بهذه المقاييس لم تكن جديدة فى العاطفة التى تتحدث عنها، وهي عاطفة الحب الذي يبقى فى كينونة الانسان ما بقيت الحياة، بل يظل الحب ذلك الجين الوراثى المغروس وبقوة فى لحم الانسان لا يمكن ان يخرج الا بصعود النفس الاخير على ارض الحياة، لكن تبقى عملية التعبير عن ذلك الحب هي التي تجعل شاعرا يختلف عن اخر فى الأداء.

وكلما كانت العاطفة صادقة نافذة كانت القدرة على الوصول اكثر دقة وانسيابية وعذوبية، لانها تضرب على وتر انساني يتفق عليه انسان الارض سواء فى المشرق او المغرب، لكن بالطبع يختلف الاداء حسب طبيعة العصر الذى يعيش فيه الإنسان، وبتعبير مهندس الحداثة المعمارية فى فرنسا لو كور بوسييه (كلما تغيرت الحداثة تغيرت الشوارع والطرقات )من هنا فان مفردة النبضة فى القصيدة التى بين ايدينا والتى تتكرر وتلح عليها هى تعبير الجزء عن الكل، وهل الحب ليس اكثر من نبضات قلب يخفق ليندفع الدم بقوة الى الشرايين، لكي تخفف من غلواء الاجهاد والصمود امام فوران الانفعال؟ لكن ما تاثير تلك النبضة فى عالم الحياة ؟ انها التفسير الذى يتخذ من مظاهر الحب اداة للتعبير وذلك فى مجموعة من الصور المتراتبة والمتتابعة والتوضيحية والجمالية التي تؤكد المعنى وتصر عليه، فهذه النبضة تتحول الى شمس ظاهرة.. وهل اقوى من ظهور الشمس فى كبد السماء ؟ وماذا أيضا..؟ انها القمر المضئ فى احشاء الليل وتلك صورة قديمة لليل العشاق والمحبين فى استحضار الشمس والقمر لكن فى صورة حديثة ثم يأتى بعد ذلك الاصرار على ما لهذه النبضة من تاثير ومن عوامل الدفق الشعوري حيث تتحول النبضة الى تفريع جديد بين شطآن النبضة التى تحول الى بحر دافق يرغي ويزبدبالانفعالات ومن هنا مفردات تؤكد هذه الصورة انها نهر وشلال الحب الدافق ثم ياتى بعد ذلك التاكيد على معانى النبضة من خلال ذلك الخفقان الملازم للنبض والذى يسرد بعضا من تلك المشاعر فى مجال التعبير عن الحب وهنا ياتى تاثر الشعر الحديث بمعانى جديدة وهى ان هذا الحب انما لا يدرك كنهه الا من تخرج فى جامعات الحب العريقة وهل هناك جامعات فى العصر القديم لا ولكنه التاثر والتثير بواقع الحال الذى يعيشه الانسان ويستمر الهمس الحالم الناعم القدر على استكناه معانى الحب حيث تبقى النبضة هى سيدة الموقف فى التعبير عن هذا الطود الشامخ فى معانى الحب وتاتى تلك النبضة المتفرعة انها نبضة ثغر باسم وتاتى بعد ذلك عملية اللوعة والربكة والارباك ماذا حدث وكيف يتم تفسير ما يحدث لنصل فى نهاية المطاف الى ذلك القلب الذى هو بيت الحب الكبير بيت يملا نفس الانسان ويعيش معه ويدفعه دوما على ان يكون عند امره هذا القلب الذى هو مركز الحياة وبقاء الحياة ونجد ان مهمة القلب ليست دفع الدم الى اجزاء الجسد المختلفة لكن فى منظومة الغرام والعشق فالقلب له مهمة اخرى لانه يجمع فى داخله جميع مفردات العشق والتخيل الانسانى من القمر والشمس وغيرها وغيرها لكى ينتظم الجميع فى جوقة واحدة تعزف سيمفونية الحب الخالد خلود الحياة تلك اذن شذرات من معاناة شاعر العصر الحديث بكل تجلياتها فى التعبير عن عاطفة جميلة فياضة لا يملك الانسان نحوها الا ان يزعن لنداء الحب ويتماوج معه لحظة بلحظة من اجل استكمال تلك الدفقة الشعورية التى تؤرق ذات الانسان وتدفعه الى التماهى مع حقيقة الحياة ونبضها والابقاء على جذوة وشعلة الحياة قصيدة بالفعل ربما كان اهم ما يميزها ذلك النفس التصويرى المتتابع فى مجموعة من الاخيلة التى تمثل الحب فى شريط سينمائى ينقل واقع الشعور بقوة واتقان

أ