السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / ندوة حول كتاب “احكي يا شهرزاد” للدكتورة درية فرحات في الآداب

ندوة حول كتاب “احكي يا شهرزاد” للدكتورة درية فرحات في الآداب

كتبت الطالبة مهى هسي:

نظمت اللجنة الثقافية في الفرع الخامس لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، ندوة ناقشت فيها كتاب “احكي يا شهرزاد” للدكتورة درية فرحات، شارك فيها د. خديجة شهاب وحشد من الدكاترة والطلاب.

“احكي يا شهرزاد” عنوان اختارته الكاتبة الدكتورة “درية فرحات” لكتابها الصادر عن “دار الأمير-بيروت”. وهو عبارة عن مجموعة قصصية. .

وقدمت للقاء د داليا خريباني، فأشارت إلى أن كلية الآداب “هي البستان الثقافي الذي ينتج كتّاباً وأدباء ونقّادا، وأشادت بهذا العمل الثقافي مشيرة إلى أهميته في إظهار صوت المرأة المثقفة، الصادقة، الحرة، صانعة المستقبل… وتابعت: “أنتن ياسمين يفوح منهن أريج الثقافة والإبداع والرقي…” وشكرت الطلاب الذين لهم دور فاعل في اللجنة الثقافية.

ثم تحدثت الدكتورة درية فرحات عن مجموعتها القصصية انطلاقاً من العنوان: “احكي يا شهرزاد عنوان أخذ ما يتعلق باسم شهرزاد، فكان لهذا الاسم رمزيته ودلالته حكماً بالإشارة إلى شهرزاد التراث والتاريخ”. وفرقت بين شهرزاد القديمة التي كانت تحكي حكاياتها ليلاً وشهرزادها الآن- شهرزاد العصر التي تقول ما في داخلها في الصباح والمساء، في الظلام والعلن… والكاتبة كما قالت هي التي جعلت من كلام شهرزاد كلاماً مباحاً في كل وقت لأنها جزء أساسي من هذا المجتمع وقضاياه المهمة. وأشارت الى أن مجموعتها القصصية بشكلها العام ترتبط بالمرأة وبأحاسيسها ومشاعرها وانفعلاتها، وبالمرأة العاملة المنتجة والأم وعلاقتها بالطفل والوطن، فقد كان للوطن أيضاً نصيب في هذه المجموعة. أما من حيث الشكل، فقد أوضحت أنها قسمت هذه المجموعة إلى قسمين: في القسم الأول تم اعتماد البناء القصصي المتعارف عليه وفي جزء بسيط من المجموعة اعتمدت القصة القصيرة جدًّا من خلال الإيجاز والتكثيف والمفارقة.

وقد كان للدكتورة “خديجة شهاب” كلمة نقدية عن المجموعة واصفة كلمتها بالقراءة الأولية لضيق الوقت. وجاء في كلمتها: “حين تصطاد شهرزاد من مكتبتك لتقرأها يتبادر إلى ذهنك للوهلة الأولى حكاية تلك الأميرة القادمة من التاريخ… الأمر ليس نفسه مع د. درية، فقد حاكت التاريخ في عنوان مجموعتها التي أضحى خلافها أن الأميرة شهرزاد تركت عالمها وعصرها وزمنها الغابر وجاءت إلينا لتواكبنا في حياتنا”. ثم انتقلت في الحديث عن الإهداء وبعدها عن القصص القصيرة التي تضمنتها المجموعة من “حكايات شهرزادية” التي هي البوصلة للمرأة وقضاياها، وتتوقف في قصة “تعويض” عند علاقة الزوج بين الرجل والمرأة الذي يرتبط بعقد شراكة نتيجة اختيار عقلي لا عاطفي، وتذهب الى قصة “أربعون” حيث تسلط الكاتبة الضوء على نظرة المجتمع إلى المرأة في مراحلها العمرية المختلفة وخصوصاً عندما تصل إلى “سن اليأس مستشهدة بعبارة من المجموعة: “ما مشكلة عمر الاربعين؟ لماذا تخافه المراة؟ لماذا تخشى الوصول اليه؟ الا يقال ان الحياة تبدأ في الاربعين؟” في مقابل ذلك يرى المجتمع انه سن التقهقهر والتراجع للمرأة. وتقول د. خديجة: “في هذا السياق تشير الكاتبة الى ان المرأة إن خسرت شيئاً مهماً في حياتها فإنها لم تخسر كل شيء إذ لا يزال لديها الكثير لتقدمه للمجتمع ولا يمكن اقتصار دورها على الإنجاب والأمومة”. وثم تنقلنا معها الى قصة “صدى الزمن” حيث يتم الربط بين الخيبة في الحب والنجاح في العمل والدراسة وتبين لنا أن المرأة تنتصر على نفسها ومجتمعها حين تؤكد أنها لم تعد تعيش في الماضي وأن المستقبل هو الأكثر صلابة ووضوحاً . أما المجموعة الثانية فهي تحت عنوان “وطنيات شهرزادية” حيث تستوحي قصة الرسالة الأخيرة من قصة “قميص صوف” للأديب “توفيق يوسف عوّاد” وغيرها من القصص التي تدل على معاناة الشعوب العربية جرّاء الاحتلال الصهيوني وموقفنا الدفاعي عن كرامتنا وعزتنا. وأبدت مؤاخذتها البسيطة على الجزء الأخير الذي هو بمثابة خواطر تتراوح بين الوهن والكبرياء، الفرح والغضب، وتتناول فيه قضايا مثيولوجية بلمحة خاطفة ولا تنسى أن تعود الى عرس شهرزاد في زمننا الحاضر وتلفت الى مسائل العمر والسرور، قائلة: “في سياق ما تقدم كنت أتمنى أن تبقي الصديقة العزيزة خواطرها بعيدة من القصص، لأن لكل منهما مكانته الخاصّة”.
وأيضاً، كان للطالب “محمد علي رضا” مداخلة في النقاش حيث ألقى كلمة وجدانية: “أن تقرأ الأدب الأدب يعني أن تطهر يديك وعقلك من كل دنس وخطيئة لتقف عارياً خاشعاً في معبد الحرف متوضئاً بالكلمات وما يحتويها…” ثم انتقل للقراءة في المجموعة مبدياً رأيه: “شهرزاد هي الحبيبة التي تحمل حبيبها على كتفها اليمنى وحب الوطن على كتفها الأيسر وتمضي طليقة الجناح. العجوز الثكلى معفرة بغبار الذكريات، التي انتظرت ولدها وخبأت صورته بين أضلعها، الحبيبة التي انتظرت عريسها ليأتي بباقة الورد ويقطفها، هي الأربعينية التي يتوقف ضخ الدم النابض بالحياة في شرايينها، شهرزاد التي لا تخفي التجاعيد حملها وروحها النضرة… هي شهرزاد التي لم يوقفها ظلم شهريار فهي التي ستقول الحقائق ولن تسكت، وهي التي تمردت وثارت وخرجت خيطاً أبيض من عباءة الكون السوداء…” وهنّأ أخيراً الدكتورة درية قائلاً: “أضيئوا أصابعكم شموعاً لها وألبسوها الغيم والغيث، فهي الباسقة كنخل العراق، السامقة كجبل صنين، شاهقة طولاً وعرضاً، فحري بنا ان نكرمها ونحتفل بها يا أصدقاء…”
أخيراً، قُدّمت في الجلسة مداخلات وأسئلة من الحضور الذين كانوا قد اطلعوا على الكتاب مسبقاً، ما جعل الأجواء نقاشية تفاعلية، وهو ما أثرى النقاش حول محاور الكتاب.