…ظلمة التساؤلات!
2019-03-31
نقد وفلسفات, واحة الشعر والخواطر
417 زيارة
بقلم الإعلامي نبيل مملوك
مذ أصطفاني والديّ لأكون عبدًا يستبشرُ حياته، وأنا أتساءل لم الرسالة أتت على شكل حروف مستترة في فضاء لا تعكس نجومه سوى الحاضر .وها هو الماضي كالعجوز يشدني إلى الوراء لأتذكر فنائي، غيابي ونسياني، لأسأل نفسي :”هل ذاكرتي وقتئذ كانت منديلا يعانق دموع من اشتهوا المرارة، أم مجموعة أحياء تلملم الموتى وتقذفهم كالمطر على جبين الأرض؟!
في حديثي مع ذاتي أول ما أمتلكته وٱخر ما سأمتلكه على ما يبدو توصلتُ إلى أن الموت هو العرس الذي نرفض الاعتراف به، كونه لا يتبرّج بالحركة، لا يوزع شهواته ونزواته على سوانا كما تفعل طليقته التي نعيش على سنّتها، حاولتُ أن أقول له باطمئنان: “مرحبًا” لم يجب، فأدركتُ أن علاقتي به منذ اثنين وعشرين عامًا قد تجاوزت السلام،بات صديقي المفروض عليّ،بات جلاّدي الذي لم أدرك حتى الآن كيف أفلت من سطوة أحزمته فأجعل ألسنتها حريرًا.
مذ اصطفاني والديّ لأكون عبدًا،قررتُ أن اكره الجميع وأهوى نفسي، لكني في كل مرة كنت أنفي وجود أناي بأخلاصي “لهم” و”لهن” والان تعلمت أن أكره سواي أو بعضهم، فهل سيصبح نحيبهم سنديانًا يحثني على تبتكار سفينة تبحر في دمي من ذاتي إلى ذات صديقي أو ذات لم اكتشفها؟
اثنان وعشرون عامًا وجمجمتي حبلى بالتساؤلات، ولستُ أدري هل يُحضَر لاجهاضي من رحم الدنيا أم زرعي وحيدًا في برزخ يستبد بظلمة انتظاره المخيف!
نبيل مملوك
#ظلمة_التساؤلات