قراءة في قصيدة رمش لبنان لأنور الموسى
2019-03-10
قراءة في كتاب, مقالات
349 زيارة
بقلم الأستاذ حسين الريدى (من مصر)
حين يذوب الإنسان عشقا وهياما، فإنه يتماهى مع مفردات حياته، ويسبغ عليها من أنفاس اهتماماته، ما يجعله يشعر بالتحنان حين يجمع الكل فى واحد.. إنها “نوستالجيا” الحنين الخالص الذى يذوب فى قارورة من الشبق الإنساني المفعم بمزهرية الحب على كل الصعد.. فتراه يجمع بين أحبته فى كنف واحد، لأنه أصيل يرى حياته كل لا يقبل الانقسام.. ولذا، لا تنسى الذات الشاعرة ان يقفز اسم الزوجة فى مقدمة التامل الذى يضعها عند البداية فى قائمة التذكر، لنجد مكانتها لا تتجزأ عن الوطن الحنون الذى أخذ من صفاتها الرمش، فصار رمش لبنان ليكون التمازج بين الشخصيتين.. ثم بعد ذلك تتواصل سمات الوطن التي هى جزء من المحبوبة، فهي الارز وهى القد وهى العين.. ولكن لمن؟ للبنان الوطن الحبيب الغالي الذى يستمد مكانته… وهي أي الزوجة تستمد مكانتها من سمات هذا الوطن العجيب، ثم بعد ذلك يأتي نوع من فيضان الحب والمحبة على زوجة هي اكسير الحياة.. فهى الحبيبة الغالية… ليتحول الامر فى نهاية المطاف إلى قصيدة حب جارف، والى وله بالمحبوبة التى يتغزل بها على طريقته الخاصة، ليصل فى نهاية المطاف إلى الربط بينها وبين لبنان البلد الآمن الذى يتجذر وجوده فى القلب والوجدان.. إنه عبق الوطنية الخالص فى حب الأوطان الذى صار كما قال عنه شوقي: وطنى لو شغلت بالخلد عنه، نازعتنى إليه في الخلد نفسي، إنها الوطنية التي لا يشتريها الإنسان، لكنها سائل مسكوب فى وجدان محب تهفو نفسه إلى حب الأوطان والى كرامتها وكبريائها…
د. أنور الموسى، تمتعت بقصيدتك الإنسانية التى كانت شمعة ضياء فى دروب الظلام!