الشاعر محمد البندر: لقب الشاعر خطير ولا أحد يمنحه… والتواضع طريق النجاح!
2019-02-03
مقابلات وتحقيقات
365 زيارة
حاوره الأستاذ محمد عمرو
رئيس منتدى كل الألوان الشاعر محمد البندر لمنبرنا :
لقب الشاعر خطير ولا أحد يمنحه … والنجاح يكون بالتواضع لا بالغرور
الشاعر محمد البندر رئيس منتدى كل الألوان ، غني عن التعريف ، له مكانته وموقعه في الساحة الثقافية والأدبية ، شاعر مبدع ، إعلامي ناجح ، ناشط أجتماعي وثقافي .
جنوبي من بلدة زبقين قضاء صور ، نال العديد من الجوائز وشهادات التقدير ، وشارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات المحلية والعربية .
جريء ، صاحب موقف ، دبلوماسي بامتياز ، نال شهادة مستشار في العلاقات الدبلوماسية من جامعة الدول العربية ، محاور لبق ، لا يحب المجادلة ، عملي جدا ، يحترم الوقت ، يعمل كخلية نحل ، متواضع ويكتسب محبة الجميع .
يقول : لقب الشاعر خطير جدا ، ولا يمكن لأحد منح هذا اللقب ، القصيدة وحدها هي التي تقبل بالشاعر وتسلمه نفسها ، مؤكدا أن نجاح الشاعر بتواضعه لا بغروره .
يصف الإمسيات الشعرية بالممتازة ، ويعتبرها ليست حكرا على أحد ، ومتوقعا ولادة شعراء جدد لأن تناسل الشعراء محتم لأستمرار السلالة الشعرية والأدبية .
دعا الى أعادة النظر في هويتنا الثقافية ، قائلا لا نريد منظرين ولا من يظهر علينا عبر الشاشات ويتخمنا بكلام هو جائع اليه …
يقول الأقطاع السياسي اليوم مستشريا ببلدنا ، مهما لعنوا الأقطاع فهم ما زالوا أربابه وأسياده …
منبرنا التقى رئيس منتدى كل الألوان الشاعر محمد البندر وكان لنا معه هذا الحوار :
س :الإعلامي والشاعر ورئيس منتدى كل الألوان محمد البندر أين أنت اليوم ؟
ج : كل إنسان حي هو موجود ويأخذ حيزاً ما في مكان ما. اما على الصعيد الساحة الثقافية والاجتماعية فكلنا مدعوون للحضور بقوة للرقي بهذا المجتمع نحو الافضل ، .. كل منا على قدر بساطه.
فالساحة مفتوحة وتستوعب الجميع لذا الحضور لا يفرق ان كان خجولا او كثيفاً الاهم هو الأثر الذي يتركه هذا الحضور . نحن نسعى للحضور النوعي وليس المشاركات العددية وهذا ما نصبو اليه.
س : في ظل غياب الدعم الرسمي للمنتديات الثقافية ، برأيك هل تتوقع أستمرار هذا النشاط او سيخف تدريجيا ؟
ج : اقل ما يمكن تقديمه للمنتديات هو الدعم والرعاية للعطاء والابداع اكثر. حيث تشهد الساحة اللبنانية اليوم طفرة فنية وادبية وهذا ان دل على شيء انما يدل على عافية وخير. ولكن كل يعطي غلى قدر استطاعته. نحن كمنتدى نعمل باللحم الحي ونشق طريقنا بأظافرنا لا نتلقى دعما من احد انما من الطبيعي ان تكون اغلب انشطتنا برعاية جهات رسمية او بلديات . ولكن بالاعم الاغلب كل الانشطة التي تقوم بها المنتديات الموجودة على الساحة اليوم هي عبارة عن جهود خاصة. باستثناء بعض المنتديات المحسوبة على جهات معينة فهي تتلقى الدعم ولكن المفارقة ان حضورها لا يختلف كثيرا عن المنتديات والجمعيات التي تتكل على ذاتها وافرادها.
س : هل تشعر أننا أمام أزمة ثقافة أو أزمة أنسان ؟
ج : الازمة اليوم هي ازمة انسان ومثقف في آن وليست ازمة ثقافة . لان الثقافة هي عنوان عريض فهي هوية لا يمكن الانتساب اليها بدون إنسان . للأسف في مجتمعنا العربي نفتقد الى المثقف بل حتى الى تعريف صريح حول المثقف . قد ينظر الناس الى المرء الذي يتأبط الجريدة ويضع قلما في جيب قميصه انه مثقف من مبدأ البرستيج. ولكن الجوف يمكن ان يكون مثقوبا .
من هنا نحن بحاجة الى إعادة النظر في هويتنا الثقافية. لا نريد منظرين . ولا نريد من يظهر علينا عبر الشاشات ويرهقنا بكلام يتقيأه من لا يحمل فكرا ولا ثقافة ويتخمنا بكلام هو جائع اليه.
س : الإعلامي والشاعر محمد البندر كيف يتعامل مع واقعنا الأجتماعي والسياسي ، وما هي رؤيتك للمستقبل ؟
ج : واقعنا يا صديقي كالمثل القائل عندما تسأل شخصا عن احواله فيقول : حالي كأمتي وأمتي كما ترى. وعلى هذا الاساس يمكنك ان تنظر الى المستقبل وتستشرف الآتي . اما بالنسبة للواقع السياسي ليس جيدا وليس غريبا علينا هذا نتيجة التوزع الطائفي والمذهبي الذي لا يمكن للنظام السياسي ان يكون غير ذلك مهما تنادوا بالغاء الطائفية السياسية فهم سيقعون في شراكها مهما حاولوا لان الاقطاع السياسي اليوم مستشريا ببلدنا اكثر مهما لعنوا الاقطاع فهم ما زالوا اربابه واسياده. اما بخصوص الواقع الاجتماعي فهو حتما سيتأثر بالواقع السياسي ومع هذا كله نرى في الافق المظلم ضوءاً سيسطع يوما ما.
س : ما هو ردك على مقولة ما أكثر الشعراء وما اقل الشعر ؟
ج : هذا صحيح خصوصا مع هذه الاجتياح الإلكتروني والافتراضي ليس لفضاءاتنا وحسب انما لغرف نومنا ومطابخنا . وبقدر ما هذا الأمر يشكل خطرا على مجتمعنا الا انه يحمل في طياته ايجابيات عدة منها فتح منابر اوسع للشعراء واعطاء مساحة انتشار واسعة لهم وبنفس الوقت يشكل خميرة وارضية خصبة لنمو الكثيرمن الغاوين الذين يتهافتون على اطلاق القاب فضفاضة لهم كشعراء .
ومع هذا كله انه مساحة حرة للتعبير وبقدر ما هو منبر اعلامي الا انه منبر حر للجميع. ومن الجيد ان يحاول الجميع الكتابة والنشر ولكن ليس على قاعدة اطلاق الالقاب العشوائية . فهذا المنبر تحول الى ساحة للمجاملات وليس للنقد الحقيقي البناء رغم غيابه.
س : ما صحة ما يتردد أن بعض الأمسيات تقام لبعض المحسوبيات ؟
ج : الامسيات ليست حكرا على احد فهي ليست دكاكين أدبية . هناك الكثير من المنتديات والجمعيات تنظم امسيات عديدة واصبحت وازنة على الساحة الأدبية . ولكن هذا الامر اوقعها في كمين التكرار والاجترار حيث اصبح لكل ناد رواده . بل هناك جمعيات وملتقيات بدأت من صالونات ضيقة الأن تخطت حدود الوطن واصبحت رقما في الساحة العربية.
س : هل تتوقع ولادة شعراء جدد ؟
ج : هذا من الطبيعي ولادة شعراء جدد وشعراء كبار ايضا لان تناسل الشعراء محتم لاستمرار السلالة الشعرية والأدبية والا انقرضت سلالتهم منذ زمن بعيد.
س : هل يسبب لك الأحراج تسميتهم ؟
ج : لا داعي للدخول في متاهات الأسماء.
س : برأيك من يمنح لقب الشاعر ، الجهات الرسمية كوزارة الثقافة او اتحاد الكتاب او نقابة الشعراء او الجمهور ؟
ج : لقب الشاعر لقب خطير لا يمكن منحه هكذا ببساطة . لا يحق لأحد منح هذا اللقب الا القصيدة لا المؤسسات ولا الاتحادات ولا الجمهور ولا حتى الشاعر نفسه. انما القصيدة هي التي تقبل بالشاعر وتسلمه نفسها ليفتضها وتمنحه لقب والد أبنائها.
س : ما هي المشاريع والخطط للعام الحالي على صعيد منتدى كل الألوان ؟
ج : لدينا مخطط سنوي نقوم بتنفيذه تباعا ضمن مراحل فصلية وحسب المناسبات . ولكن الفارق هذا العام انه نقوم بدراسة عدة مشاريع على نطاق كبير وواسع ربما سيكون الاضخم والنوعي على صعيد الفنون. نترك الافصاح عنه لحينه.
س : تابعنا نشاطك وزياراتك لشخصيات سياسية ، هل هناك المزيد من الزيارات أم أنها مقتصرة على مناسبة الأعياد ، وهل تتوقع الدعم من تلك الشخصيات للنشاط الثقافي ؟
ج :الانشطة والزيارات واللقاءات ليست بجديدة ولن تكون الاخيرة . فمن طبيعة الزيارات انها تأتي في إطار مناسبات وطنية او اجتماعية . وبعضها يأتي في اطار الصداقة والعلاقات الشخصية.
وعندما نفكر او نحضر لزيارة او مشروع ما لا نفكر في ما سنجنيه من دعم او اطراء حتى . انما هذا يأتي في سياق العمل الفني والثقاقي والاجتماعي . مع العلم هناك الكثير من الانشطة تنفذ عبر دخول بعض المؤسسات او الجهات الرسمية والوزارات كراعي لهذا النشاط فقط، ولكن دعني اعترف بأمر اننا لا نهلل كثيرا لانشتطتنا ولا نصنع من حبة قمنا بها الى قبة نظهرها للاخرين. وقد يكون هذا الشيء غير صائب من ناحية ما.
س : هل من جديد على صعيد اصدار كتب لك ؟
ج : لا احبذ فكرة النشر للنشر ولمراكمة عناوين واصدارات في رصيدي الادبي . مع العلم ان التهافت على طباعة ونشر مجموعات ربما تستعمل للافران الثقافية اكثر منها للثقافة كثقافة.
بالنسبة لي الان لا افكر بإصدار قريب حتى ولو كان جاهزاً وحاضراً.
س : هل يمكن أن تعرفنا على العناوين التي صدرت لك ؟
ج : صدرت المجموعة الاولى بعنوان عيناكِ بستان القصيدة عام 2003 عن دار الفكر العربي. وهي باكورة مسيرتي الادبية . ثم صدر لي مجموعة ثانية بعنوان دموع البيلسان عام 2009 عن اتحاد الكتاب اللبنانيين . وفي العام نفسه صدرت المجموعة الثالثة بعنوان حين يكتب البحر شعرا ايضا عن اتحاد الكتاب اللبنانيين وتوزيع دار الامير للثقافة والعلوم. والمجموعة الرابعة لجمالكَ الوحشي عام 2016 عن دار الامير للثقافة والعلوم.
س : ما هي نصيحتك للشعراء الجدد ؟
ج : نصيحتي لنفسي قبل غيري ان لا تأخذنا البهارج ولا نقع في فخاخ الطاووسية لننسى انفسنا وان نتواضع لانفسنا قليلا حتى نتواضع لغيرنا. لان الشاعر يكبر بتواضعه لا بغروره . وان لا نقع جميعا في فخ الذات كما وقع بعض اسلافنا المعاصرين.
س : ما هي كلمتك الأخيرة ؟
ج : في الختام اشكرك صديقي محمد عمرو لانك رغم هذا السواد الحالك الا انك قد يسجل لك انك حاولت ان تشعل شمعة في ظلام هذه الامة .
س : ما هي القصيدة التي ستقدمها عبر منبرنا ؟
حين تقرعني الطبول
لا ارض تعلو فوق منسوب التراب
المستفيض على
الحقولْ
لا ماء يثقلُ كاهل الوديان
والغيم المضرّج بارتخاء الريحِ
في وجه السماء
ولا سماء تكدست في سقفها
مدنُ الرحيل الى الرحيل
بدون تأكيد
الوصولْ
منْ ذا يرافقني الى ملكوتي العلوي
ان ابصرتُ نهر الإثم تكسرهُ
مراياي الجريئةُ
وهي تعبرُ في خطاياي القديمة
كي اعودَ عن ادّعاء نبيةٍ
كانت تسميني
الرسولْ
أنا عاشقٌ لا قلب لي
الا فقاعاتٌ تجلت حينما اهترء
الصباحُ
وسال من دمه ضبابٌ ليس تدركه
الحكايا او تجاريه
العقولْ
لا غيمَ يفرشه الطريقُ
ولا شتاءَ يظله شجرٌ بقارعة
النهارْ
لا صيفَ يحتملُ البقاء على سطوح
بيوتنا يمحو بكفيه
الغبارْ
لا شيء يمكنه انتشالي من غيابة
جبها المرصود بالحمى
هي القديسة العذراءُ
تحمل مشعلا في الريح تغدو
آيتي العظمى
هي الصوت الذي بجداره يتصادم
الضدّان
قلبي والحروب العاطفية
حين تقرعني
الطبولْ