حاوره أ. د. أنور الموسى
شاعر لاجئ من مخيمات لبنان، موهبته منذ الطفولة الرسم والتخطيط، فكان له ما أراد، إذ أضحى مهندسا وشاعرا يهندس قصيدته من قلب إبداعه.. وهو طموح متواضع يقبل النقد وملتزم بالهم الذاتي والعام.
أثرت فيه فاجعة موت طفلته مظلومة، كما أثرت فيه مرارة اللجوء وإعدام المخيم… دخل ميادين التكريم في المجموعات الأدبية فكرم مرارا، وأشيد بنصوصه، ووجد في نشر نصوصه متنفسا وتساميا عن الواقع المهترئ وانقلاب المعايير والقيم…
إنه الشاعر المهندس مصطفى إسماعيل الفرماوي الذي كانت لمجلة إشكاليات فكرية معه هذا الحوار..
١_ما الوصف الذي تطلقه على نفسك؟ وما بواعث نظمك الشعر؟
أنا شاعر التجربة أوثّق تجاربي الحياتية وأزماتي شعرا …هناك أحداث وابتلاءات عظيمة مرت في حياتي (مثلا موت طفلتي اسراء في حادث سير والمتاجرة بدمها، ظلم مدير الهندسة الفاسد لي في وكالة الانروا حيث استطاع أن يبعدني ويتسبب في قطع رزقي وكذلك تبني فكرة تعدد النساء والمعاناة التي واجهتها من المجتمع وكذلك معاناتي من البطالة والحرمان في الوقت الحالي) كل هذا يدعوني الى كتابة الشعر لأنه المتنفس الوحيد والسلاح ضد من ظلمني…اذن السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
هل هناك من أحداث جسام مرت في حياتك تدعوك دائما الى كتابة الشعر؟
٢-ما قاعدة تجربتك الشعرية؟
الشاعر اذا أُحسن له كان مدّاحا، واذا أُسيء اليه كان هجّاءً.
٣-ما الاغراض الشعرية التي كتبت فيها؟
كتبت في الغزل والشعر الوطني وشعر الحكمة والشعر الديني (الشعر الذي هو بمنزلة فرض كفاية في الجرح والتعديل) والشعر في الزهد والتوبة والتقرب الى الله وفي المدح والهجاء والشعر القصصي وشعر الاحجية …وهناك شعر في المدح خاص في العمل للخروج من مأزق ما أتقرب فيه الى المدير لمصالح مفيدة منطقية!
4—من أثر فيك من الشعراء؟
أنا متأثر جدا جدا بالشاعر أحمد شوقي، وهو في نظري ليس أميراً للشعراء فحسب، بل لم يأت قبله مثله ولن يأتي بعده مثله..
ومن شعراء الجاهلية متأثر بشعر عنترة بن شداد.
ومن شعراء العصر العباسي تأثرت بالشاعر المتنبي الذي أعشق شعره كثيرا.
٥—ما مراجعك في الشعر؟
المراجع التي أستفيد منها:
أولا القرآن الكريم، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم… ومنها أقتبس في الشعر، وأستفيد من علم المعاني وفصاحة الكلمة والكلام والنحو أيضا..
ثانيا قاموس علم المعاني…..
ثالثا كتب النحو والعروض
كل هذا من طريق السيد الباحث جوجل.
٧-ما مواهبك؟ وما أول قصيدة لك؟ وهل الشعر موهبة؟
أنا نشأت عندي موهبة الرسم والتخطيط…وأول قصيدة كتبتها كنت في سن السادسة عشرة هي قصيدة (همّت الى الفرار).
-قال الله تعالى:
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ.
تفسير الآية أنّ الله سبحانه وتعالى ما علّم الشّعر حبيبهُ النّبيّ محمّدا وما ينبغي له أن يكون شاعراً.
ونستشفّ من هذه الآية حقيقة أنّ الشّعر علم من العلوم، وفنّ من الفنون له أدواته، ويُعلّم للنّاس فلا تكفي الموهبة فقط.
٨-ما أثر اللجوء في شعرك؟
عندما ارتحلت إلى مخيم نهر البارد، والتقيت بالشعراء هناك، وأسسنا الملتقى الأدبي الثقافي الفلسطيني برئاسة الشاعر مروان الخطيب…تأثرت بنكبة نهر البارد فكتبت شعرا عن هذه النكبة، أذكر قصيدة (من صميم القلب) ثم ظهر أثر هذه النكبة في كتاباتي الشعرية، فكنت أذكر نهر البارد في معظم قصائدي، مثل قصيدة (نزيف اليراع)…اخترتها اسما لديواني الأول هو (نزيف اليراع).
٩-ما قصيدتك الأولى؟ وما ظروفها؟
قصيدة “هَمّتْ إلى الفِرار”
(هي أوّل ما نظمتُ حيث كنت أبلغ من العمر آنذاك ستّ عشرة سنة وكانت قصيدة غزليّة على البحر الكامل وقد جاريتُ في مطلعها سياقا قصيدة عنترة.)
أَفَهَلْ سَلَبْتِ العَقْلَ بِالنَّظَرِ؟!
أمْ هَلْ جَذَبْتِ القلْبَ بِالخَفَرِ؟!
هَلّا سَأَلْتِ العَيْنَ يا أُذُنِي
إنْ كُنْتِ عاجِزَةً عَنِ البَصَرِ؟!
تُخْبِرْكِ عَمّا باتَ يُسْهِدُها
لَحَديثُ عَيْنٍ لَمَّا تَنْكَسِرِ!
حَسْناءُ كُلُّ النّاسِ يَعرِفُها
كَالشَّمْسِ فَوقَ أَعيُنِ البَشَرِ!
شَقْراءُ كُلُّ العُرْبِ تَعشَقُها
حُورِيَّةٌ نَزَلَتْ مَعَ المَطَرِ!
رَمَشَتْ عُيُوني فَهْيَ عاشِقَةٌ
كَاللَّيلِ يَعشَقُ نُورَ ذَا القَمَرِ!
اخْتَرتُها مِنْ جَنَّةِ الزَّهَرَا
تِ وَرَأْسُها في مَوْضِعِ الفَخَرِ
اللهُ يا (أزْهارُ) ما جَفَلَتْ!
أفَلَمْ تَخافي عاشِقَ الزَّهَرِ؟!
عَيْني كَخَطفِ البَرقِ قَد غَمَزَتْ!
وَعُيُونُها هَمَّتْ إلى الفِرَرِ!
الخَفَر: الحياء الّذي ينتاب المرأة بشكل خاص.
الفرر: يعني الفرار
١٠-من هي إسراء في شعرك؟
ابنتي…!