د.عاصي لمجلتنا: موسوعة “شعراء جبل عامل المعاصرون” ديوان الوحدة الوطنية والإنسانية!
2019-01-17
غير مصنف, مقابلات وتحقيقات
406 زيارة
حاورة ا. د. أنور عبد الحميد الموسى
د. حسن عاصي لمجلتنا: موسوعة “شعراء جبل عامل المعاصرون” ديوان الوحدة الوطنية والإنسانية!
أستاذ في الجامعة اللبنانية
موسوعة أدبية أكاديمية رائدة، جمعت شعراء جبل عامل المعاصرين، للمرة الأولى في تاريخ لبنان. وتعد بحق خطوة جريئة وديوان الإبداع والأدب… نظرا إلى شموليتها وموضوعيتها ودقتها، ولا سيما أن مادتها أشرفت على اختيارها لجنة أكاديمية رفيعة. وما يلفت الانتباه أنها لم نستثنِ أي مذهب أو طائفة، فهي حرصت على التنوع الذي وسمها بموسوعة الوحدة الوطنية الأدبية وكتاب الهم الإنساني العالمي!
“موسوعة” “شعراء جبل عامل المعاصرون” أطلقت مؤخرا، في مهرجان ضخم… ، فمن أعدها؟ وما البواعث والأهداف؟ ومن شارك فيها؟ وما منهجيتها؟ وما معايير انتقاء شعرائها؟ وما ثغراتها؟…
أسئلة جمة،طرحتها مجلة إشكاليات فكرية على الدكتور حسن عاصي، فأجاب عنها بكل صراحة…

١_من هو د. حسن عاصي؟ وما علاقته بجبل عامل وشعرائه؟
أنا دكتور في الفلسفة. أستاذ جامعي متقاعد. صاحب دار المواسم للطباعة والنشر،وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين ، وعضو مؤسس في حوار الثقافات والأديان؛ وحاليا الأمين العام لمركز البحوث والدراسات العاملية.
إلى جانب فخري واعتزازي بالانتماء إلى “العاملية”، نظرا إلى ما تختزنه من تراث وحضارة وثقافة، وما نبغ فيها من أعلام كانت لهم الريادة في كل الميادين التي خاضوا غمارها، في الوطن وما وراء البحار.
وعلاقتي بشعراء جبل عامل قوية ومتلاحمة، فقد كانوا باكورة إصدارات مركز البحوث والدراسات العاملية، نظرا إلى ما يمثله الشعراء العامليون من مظاهر فخر واعتزاز، من خلال الجوائز التي أحرزوها والمناصب التي تبوؤها في محافل الشعر ومهرجانات القوافي في العواصم العربية والعالمية.
٢_تعد موسوعة شعراء جبل عمل المعاصرون رائدة عالميا وعربيا، ما بواعث إعدادها ؟
موسوعة شعراء جبل عامل المعاصرون عمل غير مسبوق، نظرا إلى ما تتضمنه من سيرة الشعراء العامليين ونتاجهم، ومن خلال المنهج الذي اعتمد في إعدادها؛ تضمنت الشعراء المعاصرين، ونوهت بإنجازاتهم ونجاحاتهم.
فقد كانت الموسوعة الحلقة الأولى من الإضاءة على أعلام جبل عامل في سائر ميادين العلم والمعرفة: أطباء ومهندسين ورجال أعمال، وما إلى ذلك من مجالات النبوغ والمعرفة التي شهدت لهم بها جامعات العالم ومنابر الدنيا..
٣_ماذا عن توقيت إصدارها؟ وكم استغرق إعدادها من وقت ؟
منذ مدة، ونحن مسكونون بالشأن العاملي، وقد زاد حماسنا لذلك أمام تواضع الجهود المبذولة لإشهار ذلك التراث، مع تعدد تلك الجهود وأهميتها، قياسا لما يختزنه التراث العاملي من ذخائر ونفائس ومعالم وأعلام .
لقد استغرق العمل في الموسوعة ما يقارب سنتين، تظافرت خلالها جهود فريق عمل مثابر، تنسيقا وتشاورا ومراجعة.
٤_ما المنهجية التي تبنيتها في الكتاب؟ وما معايير اختيار الشعراء؟
كانت منهجيتنا في الإعداد أشبه بالعمل الميداني، حيث تواصلنا مع كل الشعراء شخصيا، ووافانا كل شاعر بالمادة التي تخصه، إعدادا ومراجعة وتصحيحا…
وكانت معايير اختيار الشعراء، موضوعية، فمعظمهم كان قد أحرز جوائز في مهرجانات الشارقة وأبو ظبي وبغداد، وسواها من العواصم التي تقيم نشاطات في ذلك السياق؛ ومن المعايير التي اعتمدت كذلك، ترجمة قصائد وأشعار بعضهم إلى الأسبانية والفارسية والفرنسية والإنكليزية ؛ كما كانت أشعار بعضهم مادة لبحوث ودراسات جامعية لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه ؛ إضافة إلى امتلاك الشاعر عدة دواوين منشورة ومطبوعة.
٥_ما الصعوبات التي واجهتكم؟
من خلال مركز بحوث ودراسات أجريناها ومن خلال إشرافنا على بحوث ودراسات جامعية، إضافة إلى تجربتنا في الطباعة والنشر ، كل ذلك ساعدنا على تخطي الصعوبات التي واجهتن… وكان لدينا جهد كبير من للتواصل مع الشعراء وإقناعهم بجدية عملنا ومستواه.
٦_هل اعتمدتم معيارا موضوعيا في اختيار الشعراء؟ و ما هي كلمتكم للمنتقدين؟
البديهي أن يكون معيارنا موضوعيا في إعداد عمل بهذا المستوى، لناحية فرادته من ناحية، وأهميته وتميزه من ناحية ثانية، والمعيار الذي اعتمدناه هو ما وردت الإشارة إليه أعلاه لناحية مستوى الشاعر ومكانته من خلال جوائز أحرزها، ومراتب وتنويهات ومناصب تبوأها.
وأبرز ما وقف عنده المنتقدون هو غياب أسماء بعض الشعراء، ما نال من شمول العمل، وهم محقون في ذلك من دون شك، ففي ذلك نقف عند نقطتين:
*تلمس بعض المنتقدين أهمية هذا العمل وفرادته وعدم أسبقية عمل من هذا النوع له، فلم يكن عنده ثقة بصدوره، يؤيد ذلك المفاجأة برؤيته يرى النور.
*ثانيا عدم علم بعض المنتقدين بالتحضير لهذا العمل، مع أننا لم ندخر جهدا ولم نعدم وسيلة إلا اعتمدناها في الإعلان عن ذلك .
٧_هناك من يتهمكم بالتسرع في طباعة الموسوعة، ما هو ردكم؟
منذ أن وردت فكرة الموسوعة في ذهننا، وضعنا خطة عمل وبرنامج زمني لإصدارها، وكان الإعلان عن ذلك… والتواصل مع الشعراء وإبلاغهم بالأمر ، حتى أننا مددنا موعد الإصدار بناء على رغبة بعض الزملاء والأدباء، مع مراعاة أن يتنافى ذلك مع المماطلة والتسويف؛ لذا، فإن إصدارنا للموسوعة لم يكن فيه أي تسرع، وإنما أتى التزاما بالموعد، ما يثبت صدقيتنا وجدية عملنا.
٨_أطلقت الموسوعة في مهرجان ضخم، ما هو شعورك حين وجدت هذا الاهتمام العارم من الجمهور؟
لقد كان الإقبال على حفل إطلاق الموسوعة مفاجئا لجهة عدد الحضور ومستوى المشاركين ومكانتهم، وفي الحقيقة كان مفاجأة غير متوقعة، يعود ذلك في رأيي إلى جدية العمل وفرادته ومن ثم مستواه، تجلى ذلك بالكلمات التي ألقيت وبإقبال المشاركين على اقتناء الموسوعة، وقد كان ذلك دافعا آخر أضيف إلى الدوافع التي كانت وراء مبادرتنا في تأسيس مركز البحوث والدراسات العاملية.
٩_ما الرسالة التي تطلقها الموسوعة؟ و ما رسالتك أنت؟
الموسوعة بحد ذاتها رسالة، ويأتي إصدارها إنسجاما مع توجهنا في مركز البحوث والدراسات العاملية في الكشف عن الوجه المشرق والوضيء للتراث العاملي، نظرا إلى ما يمثله الشعراء من جوانب الفخر في تراث جبل عامل .
من هنا فإن رسالتي أن يتلو ذلك العمل أعمال أخرى للتنويه باعلام الفكر.. ومباركة عملهم، وإشهار نجاحات العامليين وتميزهم في سائر المجالات والميادين التي خاضوا غمارها ، في الأدب والطب والإعلام والإقتصاد ، وسوى ذلك من ميادين العلم والعمل .
١٠_موسوعة ضخمة كهذه.. ما مصادر تمويلها ؟
سؤال في مكانه ، خصوصا أن أعمالا أخرى سوف تليها، في الحقيقة، مصادر التمويل هنا كانت ذاتية، رهانا على إقبال المهتمين بالشأن الثقافي باقتنائها، وقد كان رهاننا في مكانه، حيث كان هناك إقبال على شرائها، في حفل التوقيع وفي تسويقها في ما بعد .
١١_هناك من وصف عملكم بالمقاوم الجدي … ما رأيكم بذلك ؟
إذا كانت المقاومة كما نفهمها هي عمل يقوم به الإنسان للدفاع عن نفسه، ونشاط يعتمده المقاوم لدرء ما ينال من وجوده ويخدش إنسانيته ، فإن عملنا في هذا الإطار هو المقاومة بحد ذاتها، نظرا إلى ما نعانيه نحن المثقفين من تجاهل ذوي الشأن لدورنا ، وانتقاص لقيمة عملنا، وأهمية الدور الذي نؤديه على صعيد الفكر والتربية.
١٢_هناك شعراء لم يذكروا في الموسوعة وسقطوا سهوا ، ماالسبب وماذا تقول لهم ؟
في الحقيقة هذه مسألة توقفنا عندها، وكنا نتمنى أن يكون عملنا شاملا لكل الشعراء على مختلف مستوياتهم ، لكنه سقطت بعض الأسماء لسببين :
*لعدم علم بعض الشعراء بالموضوع، مع أننا لم ندخر جهدا ولم نعدم وسيلة في سبيل الإفصاح عن العمل .
*عدم ثقة بعضهم الآخر بجدية العمل ومستواه ومصداقيتنا في إنجازه ، بدليل أن الجميع من دون استثناء راح يسأل عن موعد الإعداد للجزء الثاني من الموسوعة، ويلح في ذلك.
١٣_حدثنا عن مركز البحوث والدراسات العاملية…
مركز البحوث والدراسات العاملية مؤسسة رائدة وطموحة، هو مبادرة قام بها زملاء من الأساتذة الجامعيين والباحثين والمثقفين من سائر التخصصات النظرية والعملية، شعارهم الكشف عن الوجه المشرق والمضيء لجبل عامل، من خلال الإطلالة على تراثه وحضارته واستنطاق معالمه من ذخائر ونفائس، للبوح بأسرار تاريخه وجوانب حضارته، ومواكبة نجاحات العامليين والتنويه بريادتهم في كل ميادين العلم والمعرفة التي خاضوا غمارها، والتي شهدت لهم بها جامعات العالم…
١٤_ما كلمتك الأخيرة ؟ و ما طموحك فيما يتعلق بالموسوعة؟ وهل سيتبناها القيمون في المراكز التربوية ؟
الكلمة الأخيرة في ذلك هي العزم على متابعة النشاط في السعي لبلوغ الأهداف التي رسمناها، والتي وضعنا الخطط للعمل في سبيل تحقيقها وإنجازها.
أما عن تبني القيمين للموسوعة فقد سعينا لذلك ونسعى، ونتواصل مع ذوي الشأن وأصحاب القرار ، عسى أن تنال الموسوعة ما تصبو إليه.