كتب فتحي نصر الدين
لا زلت أذكر وهج قنديل الكاز يتراقص على إيقاع القذائف . محور الزعرورية مزرعة الضهر 1983/85.
كنا صغارا في ملاجئنا المتواضعة نحتمي بأكياس رمل ملقاة على شبابيكنا ، مكدسة فوق بعضها كجثث المقاتلين.
عبثية كانت حرب لبنان مثل عبث حاضرنا.
هم ذاتهم من تقاتلوا آنذاك لا زالوا يتقاتلون بذهنية واحدة لكن بوسائل مختلفة..
ونحن ، نحن ذاتنا لم نعتبر ولن نتغير إلا بتطوير نظام قادر على تنشئة جيل مؤمن بذاته لأن تقاتلنا باسم السماء قد أفقدنا الأرض والسماء . ورؤية الأديان من منظار جهنمي جعلنا نتشبه بإله يحرق البشر حتى الغليان. فالإله هذا ، هو المثل الأعلى للمؤمن به. فكيف بنا والأرض تغلي بالحرمان والمشقة والأمراض والفقر والظلم؟
الله هو العدل في جوهر الأديان بعيدا كل البعد من تفاسير البشر وتحريفاتهم، ومحترفي الدين على مر السنين . هذا الدين الذي لم يتجرد يوما من ثوب السياسة والأهواء الشخصية..
قطرة دم أو دمعة واحدة ، لها قدسيه أكثر من شعارات تجار الدين ورؤوسهم الحامية..
نحن بحاجه لفهم جديد وجوهري وموحد للدين
وللمجتمع وإلا . . . . “تقاتلوا فبكينا ونتقاتل فيبكون” . . .🙏 ثم يتقاتلون . . وهكذا نعاني ونختلف ونتخلف . والعالم يتقدم حتى الى السماء.