السبت , أبريل 19 2025
الرئيسية / غير مصنف / بيني وبينك سرطان!

بيني وبينك سرطان!

بيني وبينك سرطان

بقلم زهراء وهبي

 

أنا وأنت بيننا سرطان،

بعد أن أختارني السرطان لأكون الشخص المحارب أو الخاضع في ميدانه، بدأت بتأدية دور المؤرخ لهذه الحقبة..

في البداية، تملكني اليأس، جردتني الصّدمة من كل أفكارٍ قد كتبتها لمستقبلي، تهت في ذاتي..تارة تهمسني الآمال بكلماتٍ قيلت في حقي يوماً ما، وتارة أخرى تسيطر على عقلي الأحاديث المشؤومة، التفسيرات اللامنطقية ونسبة الشفاء الضئيلة..

في كل أسبوع كنت أقوم بما يسمى “الجردة” لأحصيَ ما خسرته بعد كل علاج كيميائي…بدأ وزني بالنقصان، تشرّبت ملامحي التّعب ،تخلّى عني شعري ،تقلّصت دائرة علاقاتي ،غادرتني كل ذكرى جميلة عشتها ،إلا أنت…

كنت خائفة، من توديعك لي وتركي وحيدة في صراع غير متكافئ مع المرض..كانت يداك المتمسّكة بيديَّ تشعراني بالأمان وبإصرارهما على بقائي، على الرغم من وصولي إلى الخط الفاصل بين الحياة والموت…وعيناك تُرياني حزناً غير معتاد عليه…و بالطبع لن أذكر تلك الابتسامة المزيّفة التي كانت محاولة منك للتخفيف عني، على الرغم من ذلك لقد أحببتها لأنها منك.

بعد تسعة أشهرٍ من الصراع والتّمسّك..ها أنا اليوم أفقد كل تفاصيلك..من دفء يديك، لنظراتك، حتى حزنك، وهذا يؤلمني أكثر….أنا اليوم أستسلم بعد فقدي لكل شيء..إلا احتواءكَ فيّ!