في بداية كل عام يتهافت بعض الأشخاص خلف توقعات علماء الفلك والنجوم لمعرفة أسرار العام الجديد، وما يحمله لهم من مفاجآت تسرهم أو تعكر صفوهم، إذ تجد كتبا ومؤلفات صدرت للعام الجديد ترصد توقعات لأحداث يومية مفصلة كل حسب موقعه من البرج وتاريخ ميلاده.
الأبراج الفلكية
والأبراج الفلكية وفقا للتعريفات، هي تقسيمات دائرة البروج أو مسار الشمس باثنی عشر قسم سماوي، وتحمل الأبراج أسماء حيوانات وأشياء وشخصيات دينية وأسطورية، وتسمى في القرآن الكريم بالبروج، لكل منها 30 درجة قوسية علي مسار الشمس، والشمس تمر ببرج واحد في كل شهر، ویسمي الشهر الشمسي.
وظهرت العديد من التقاليد والتطبيقات التي تستخدم المفاهيم الفلكية منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ولعب علم التنجيم دورًا هامًا في تشكيل الثقافة، وعلم الفلك الأول، لم يكن من السهل التمييز بين علم التنجيم وعلم الفلك قبل العصر الحديث، بالإضافة إلى وجود الرغبة للمعرفة التنبؤية، والتي تعد واحدة من العوامل الرئيسية الدافعة للرصد الفلكي. وبدأ علم الفلك يتباعد عن علم التنجيم بعد فترة من الانفصال التدريجي تبدأ في عصر النهضة وحتى القرن الثامن عشر. وفي النهاية، ميز علم الفلك نفسه باعتباره دراسة الأجرام الفلكية والظواهر دون اعتبار للمفاهيم الفلكية لتلك الظواهر.
وجاء رأي الإسلام بالأبراج والتنجيم واضح، فهو يعتبرها خرافة إذ لا يوجد من يستطيع معرفة الغيب، كما أن الأخذ بصفات كل برج هو من فروع علم التنجيم لذا فهو حرام، ولا ينبغي على المسلم التصديق بهذه الأمور، فهذه كلها أمور من ادعاء معرفة الغيب، أي إن الشخص يتدخل في علم الغيب الذي هو بيد الله بغير علم دون استناد على أي علم أو إثبات، ولهذا لا يجب تصديق الأبراج وتوقعاتها ولا حتى الصفات التي تم تحديدها لكل برج، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرّافاً فسأله عن شيء فصدّقه، لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً”.
ويظل السؤال مطروحًا عالم الأبراج الفلكية علم أم بدعة؟ هذا ما يجيب عليه التحقيق.
حساب علم الأرقام والفلك
وعن كيفية معرفة توقعات الأبراج وحساب الفلك، توضح خبيرة علم الأرقام عضو الجمعية الفلكية الفرنسية المهندسة عبير فؤاد، أن هناك مواعيد يتم معرفتها من خلال المواقع الفلكية، والتي تحسب بالدقيقة والثانية، وذلك لدقة حساباتها ورصد دخول الكواكب على الأبراج، مشيرة إلى أن يوم السادس من مارس وتحديده بالذات لتغير توقعات الأبراج هو انتقال كوكب أورانوس والمعروف بكوكب المفاجآت والثورات من برج الحمل إلى برج الثور، فعند انتقاله من برج ناري إلى برج ترابي هذا الأمر يحدث كل سبع سنوات، وسوف يستقر في برج الثور لمدة سبع سنوات.
علم الذات
وعن التأثير النفسي لمعرفة توقعات الفلك والأبراج، ومعرفة الشخصيات، تقول الدكتورة هبه عيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، هناك عدة عوامل من خلالها تجعل بعض الأشخاص الانسياق وتصديق ما يقوله علم الأبراج بالفعل وتقتنع بها منها، الشخصيات الهوائية والتي تكون عرضه للإيحاء من أي شئ، كذلك بعض الأشخاص التي يؤثر عليهم نمط أسرهم واقتناعهم بعلم الأبراج كنوع من التقليد للأسرة كلها، هذا بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين يظهرون عدم اهتمامهم بالأبراج والحظ، وهم في الواقع عكس ذلك تماما، ويكون لديهم حرص شديد على قراءة حظك اليوم وكتب الأبراج.
وتنصح أستاذ الطب النفسي بدلا من التعرف على مميزات الأشخاص وعيوبهم والتساؤل عن المستقبل، أن يكونوا أكثر دقة وموضوعية بالاستناد واللجوء للعلم، فهناك “علم الذات” والذي يمكنهم من خلاله التعرف على سمات ومواطن قوة وضعف الإنسان، ويكون ذلك من خلال العلم وليس من الأبراج لأنه يزيد من الثقة بالنفس ويكون أكثر واقعية في المجتمع.
حرام شرعا
ومن الناحية الشرعية، يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في العقيدة الإسلامية لا يعلم الغيب إلا الله فقال سبحانه وتعالى”عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ”، وقال صلي الله عليه في الحديث الشريف “الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ” صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، فيحرم على المسلم اتخاذ أي وسيلة بها تنبؤ بالغيب، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد” رواه أبو داود، لافتًا إلى أن علم الفلك ليس له علاقة بحظوظ الأشخاص، ولكنه بمعرفه الأرصاد لأنه تغييب للعقل.
المصدر بوابة الأهرام