الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / مقالات / فجوة الأجيال في ظل الثورة العلمية

فجوة الأجيال في ظل الثورة العلمية

كتب الأستاذ الدكتور أنور الموسى

فجوة الأجيال في ظل الثورة العلمية

أ د. أنور الموسى
كيف يمكن أن يستفيد الجيل القديم من الجيل الجديد والعكس؟
وكيف يمكن تقليص الهوّة بينهما ؟
… أسئلة جمة تتزاحم في هذا العصر، نتيجة الهوة التكنولوجية الكبيرة أحيانا كثيرة بين الجيلين.
فالجيل القديم ترعرع على قيم وظروف تختلف تماما عما نشهده اليوم، فهو عرف التماسك الأسرى، والتواصل الاجتماعي المباشر مع الآخر، بلا أي وسيط، وعرف الدراسة والبحث من المصادر الرئيسة كالكتاب والورق، وتلذذ بمطالعة الصحيفة الورقية، ولم يعرف الإدمان على النت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولم يعرف السرعة والقرية الكونية.. ومع ذلك كان متفاعلا مع محيطه على رسله وفطرته..
وفي المقابل، يلاحظ أن جيل اليوم هو جيل السرعة والتطور المتسارع تكنولوجيا وعلميا، ومع ذلك زادت فيه مشكلات نفسية وصحية كالقلق والإدمان، وزاد انطواء المرء على نفسه وعزلته احيانا..
ومع ذلك، فإن التفاعل بين الجيلين ممكن، إذ يمكن للفرد في هذا الزمن الاستفادة من تجارب الماضي وجيله وقيمه وطيبته، وقدوته واماله..
ويمكن للجيل الماضي الاستفادة من الجيل الحالي في ميادين العلم والتواصل والتكنولوجيا..
فصحيح أن الفجوة بين الجيلين تزيد مع تقدم الوقت، لكن على الجيل الماضي أن يعلم أن الزمن تغير، وأن التفاعل والتأثير والتأثر أمور ممكنة بين الجيلين..
فحتى لا يتحول الأمر إلى صراع أجيال حقيقي، فإن التفاهم والتفهم بين الطرفين هو الأساس، لأن الزمن لن يعود إلى الخلف.. فالمسالة ليست جديدة.. لكن الجديد فيها التطور المتسارع…
والسؤال الكبير.. كيف سننظر إلى هذه الإشكالية بعد مئة عام؟!