السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / … قلبا من الأحجار لا يتبدل!

… قلبا من الأحجار لا يتبدل!


من روائع الشاعر ناجي المخ في الغضب والشكوى من القلوب الراحلة.

يا غادُ إنّي عاشقٌ لا أُحمَلُ
كالوجْهِ في المِرآةِ لا أتَجَمّلُ
أنا غاضبٌ جدًا وأعرفُ أنني
أنا غاضب جدًا وذلك أفضلُ
لي مذهَبٌ في الحبّ لا ثانيْ لهُ
أنا أوّلٌ أو أوّلٌ أوْ أوَّلُ
وغَضِبْتُ أمْ لا فالصّراخُ عقيدتي
نَفَسي يَضيقُ بكُلِّ ما هوَ مُثْقَلُ
طِفْلٌ وأشْتمِلُ الرُّجولَةَ كُلّها
وجوادِيَ الفَرَسُ التي لا تَجْفَلُ
سأُكسّرُ البِلّوْرَ إنْ هو في يدي
يا غادتي الأعْرابُ لا تتَبَدّلُ
وأعيدُ فيك الظّنّ، منْ قالَ انتَهى!
عاداتُنا يا غادُ لا تتَعَدَّلُ
وأغارُ عمْدًا كيْ أصومَ عنِ النُّهى
والعقْلُ مَيّالٌ لمنْ هوَ يعقِلُ
مَنْ كلُّ من مرّوا على آثارِنا
مِنْ قَبلِنا مَنْ في الغداةِ سَيقْبِلُ
هذي الرّجالُ تُميتُني هذي الرّ
حالُ تُميتُني هذا الوِصالُ يُقَتِّلُ
ولقدْ شَرِبْتُ الخمرَ حتى لامَني
عَنْ كلِّ كاسٍ مِ الكؤوسِ الأثْمَلُ
رَجْعًا الى الأيامِ حين لقائِنا
والذّكرياتُ بطَبْعِها لا تَعْدِلُ
أنا غاضِبٌ جدًا وإنّ بداخِلي
قلْبًا منَ الأحجارِ لا يتَبَلّلُ
وأسيرُ كالمَشْبوهِ أُخفي جانِبًا
مِنّي وأُبدي جانِبًا وأُضَلِّلُ
أنا غاضِبٌ شَفَتايَ تعْتصِرُ الورى
وكأنّ أنْفاسي بهِنَّ الفُلْفُلُ
كمْ قلتُ أيّامَ المواعِدِ إنّنا
سنُعيدُ للهِ التُّرابَ ونَرْحَلُ؟
سأُعيدُ لي جَسَدي وما مِن تينَةٍ
إنّي بدونِكِ هكذا لا أَخْجَلُ
يا غادَتي غَضَبي غُصونُ مَحبّتي
فعَلامَ قلْبُكِ دائمًا يتَنَقّلُ؟