بقلم سعدى حمية
تسلّل النّعاس إلى جفوني فأثقلها
و الحلم أسر مخيلتي و بدأ يداعبها
فاستسلم وعيي ورحت انا ضحيتها
فأحلامي أخذت الحب عنوانا لها
فنسجت لي خيوط حياة.. السلام يملؤها
واستوحت من الرّحمة كلمات لنظم قصيدتها
وأبدعت في انتقاء كلمات لأغنيتها
و عزَفَت أجمل الألحان على وترها
فبدت حياةً لا يضاهى جمالها
ابتسمت في نومي و نجحت خطّتها
جعلتني أرتاح بعد تعبي من الحياة و مرّها
لكن للأسف لم تكن ماكنة خيوطها
فكل صباح تضعف قوتها
و يستيقظ الوعي و يتحرر من أصفادها
و يخيب أمله في هذا الواقع و يحن إليها
ظننته سجن و لكن الأمان كان في أحضانها
فالواقع زنزانة كبيرة أخشاها
و العالم أسدٌ هصور و أنا فتاة تضعفها طيبة قلبها
لا أستطيع التمييز بين محبّ و بين من يتمنى لروحي هلاكها
من يضحك في وجهي أرتاح له و في قلبه يتمنى لابتسامتي زوالها
و أعطف و أسامح و القريب الخناجر في ظهري يغرزها
و كم من أشخاص أكرمتهم لكنهم تحولوا لأفعى ترش عليّ سمّها
وكم من مرّة فتحت باب داري لهم لكنهم كانوا كالعقربة تلدغ حتى نفسها
لا أقصد التّعميم لكن الطّيبة في هذه الحياة ندر وجودها،
و أصبحت محبّة الآخر جوهرة نفيسة يصعب امتلاكها
رغم كل هذا سأظل أفتخر بطيبة قلبي و لن أهجرها
و ستظل ابتسامتي على وجهي لن أمحوها
و سأزرع ورد من المحبّة و أزيد في سقايتها
بماء من صفاء القلب حتى ينتشر عبقها
فأنا لا أعامل بالمثل و لست فتاة تنزل من مستواها
مهما فعلتم و مهما جربتم فأنا فتاة تستمد قوتها من أبيها
و لا يستطيع أحد طعن من كانت أمها بئر أسرارها
والضحكة باقية فشريكي دائما ما يرسمها
و لا أظن أن هناك من يهدم من كان أخويها سندها
سأبقى فتاة طاهرة القلب رغم عصبيتها
و لن أحقد فأنا التي توكل أمرها لربها
و تصفي نيتها كما أمرها رسولها
و حلمها سينتقل إلى الواقع بإرادة ربّها
و ستكون مثلا للطيبة رغم كثرة القساة حولها
و ستنام قريرة العين على وسادتها
و ستجتاز شوك الحياة بإذن الله لتصل لزهرها …