السبت , فبراير 22 2025

زمنٌ غريب ..

بقلم الجامعية زهراء أحمد حيدر
زمنٌ غريب

نحنُ في زمنٍ أصبحَ فيهِ الصديقُ عدواً و العدو صديقا !
أصبَحَ فيهِ القريبُ غريباً و الغَريبُ قريبا !
أصبحت الأم ملقبة “بالأم الأب” تعمل ، تشقى ، تسهر، تربي لتبقى حاضنة لأولادها و لتكون قدوة لهم .
نرى ذاكَ الفقير اليتيم يتجولُ على قارعةِ الطريقِ يلملمُ صور أمه التي سرقها منهُ الخريف،  و ننظر إليه كأنهُ تمثال صُلِبَ للعابرون .. نرى تلكَ الفتاة المهدورة الحقوق التي تُرشق بأنظارٍ ملونةٍ داكنة و لا نسأل ما حالها !
ماذا عن حال الأم التي تدور بين السيارات حاملة طفلها بين ذراعيها ، تدق على النوافذ باحثة عن لقمة تسد جوعها لعل أحدهم يشفق عليها من غدر الأيام .
هم الذين يتصارعون ليتملكون الكراسي الخشبية لا يعرفون حتى القليل عن أحوال بلدهم .
نرى منهم من يقود سيارته دون رخصة سوق محتميا تحت لقب “وزير أو نائب” و غيرها من ألقاب !
منهم من يأكل و يسد جوعه دون علمه كم سعر السلعة التي يتناولها !
و منهم من ينام على وسادته مرتاح البال دون علمه كم مسلوب حق يعاني بسببه !
نحنُ في زمنِ الأوراقِ الخريفية ؛ زمن غريب ، حقاً غريبغريب!