لمن أغني
انا اغني لأمي
فليس لغيرها
يحلو الغناء
وعلى هدبها
يحل أمني
وإن ضللت طرق الميناء
فضوء عينيها إليها يرشدني
والربيع في نظراتها
ملجأي للعون
فليس لغيرها
يحلو الغناء
فمن صرير السرير في
ذاك المساء
يلوكه عطر من الرجاء
كان وكان تغنج لحني
ومن شفة هدية السماء
ترجو الحروف مني
أن يعلو بحضرتها الثناء
وأن يحل الحمام
أرجاء كوني
وكيفما تناوبت
مرابع الرجاء
لن ألقط التمني
لمن أغني؟
أنا أغني لأمي
بدونها ما كان كون
ولا أطلت نجمة في الشتاء
بدونها ما كان كون
وكسفت صباحا شمس اللقاء
وغيب الكفر وجه الاتقياء
لمن أغني؟
أنا أغني لأمي
لأنني منها استمديت لوني
فلمن إذن يبزغ فني؟
بدونها يزهو الصقيع
ويخرس في الفم حلو النداء
وأعرف أعرف أني
في الريح بين الجميع
نسمة تلهث نداؤها هباء
نداؤها هباء
د. ناريمان محمد فتح الله عساف.