بقلم نبيل مملوك
امرأتان من ومض وغسقْ
تعمّدان وهجا مضى ويمضي
تتكئان على
ما تركه حضْنٌ من عسل وسكّرْ.
امرأتان
أولّهما يحضنها غبار الدهر
وٱخرهما انسدال لحقيقة فتيّة.
تقطفني من شجر الصدفة
كأنّ جلدي لم يشرب من
كأس الطفولة فجرًا
لم يكن في خاطرتي
أنّ أدغال وجودي تتقلب
عند عتبة المعنى
لذا كان عليّ التعثر
أمام (تائي) للتسكين
أو ربّما للملمة مفاتيح
أوردتي الغريبة
كان عليّ الهدوء وسط
زحمة البراكين لأسألها
عند سكاكرًا ترضع فم الحكمة
عند صديقتي
فانعكست مرايا نظّاراتها
على علبة تدلّت
قطعها نحو أرجوحة دمي.
امرأتان الأولى ولّت معاملتي
معها
فاندلقت اجراس نزعتي
نحو أقواس الثانية
سألتها هل الروح تبدّل
ألوانها لتدفن أفيائها
فغاصت بسمتها تحت
أنفاق الدروب
لأراني كذئب يهرب من ثلج الفراغ
نحو صيف انثى عميقة
امرأتان
اخر النهاية ترتسم في
هوة ما يفرقهما
من تواريخ وحروب
سوّغت غيابي عن بداوة
عفويتنا
مشطّبًا كل ايقاع تشكيلي
عدت إلى كهف واسع
ضليع رماده
علّها منضفة الذي مضى
تنحتي
سطرًا أغوى لفظة
عند “دكانة المعنى”
(نبيل مملوك)
28/2/2018
8:32pm