السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / بعضٌ من فيضِ العطاء

بعضٌ من فيضِ العطاء

بعضٌ من فيضِ العطاء

بقلم ا. حسن هشام وهبي مغنيّة

أيّها المعلم و المربي لن ننعيكَ أبداً .. فمن صنعَ أجيالاً ستخلّدهُ الأبجديةُ و الحروف .. حيًّا .. و بصمةَ عزٍّ تزيّنُ كلَّ النفوس .. هذه المرةُ لم يمهلنا الدّمعُ برهةً ليغطي حقولَ الشّوق ..
سلوا العلمَ عنهُ من يكون .. سلوا الموقفَ معهُ كيفَ يكون .. سلوا الكلمةَ الحرّةَ منهُ متى تكون .. سلوا قافلةَ الزمنِ عندما مرّت بين يديهِ مفعمةً بالعملِ و التضحية .. سلوا تلكَ الجفونَ التي ما غفتْ لا على سلمٍ متعبٍ و لا حتى تحتَ ضجيجٍ ملوّثٍ بنكهةٍ باهتة .. سلوا الأناملَ التي خطَّت طريقَ الوصولِ لطالبي العلم .. يا صاحبَ الشخصيّةِ الجامعةِ بينَ زواياها فصولاً من الخير ، و ألواناً من العطاءِ المتجدّد .. يا جميلَ المعشر .. نحكي عنكَ كما أنت .. فكلّما تمادت الكلماتُ ازدادت وهجاً، فأبَتْ أمواجُ الصّمتِ أن تغادر .. ما بين سطورٍ لا تُحصى؛ سرٌّ عميقٌ أولى صفحاتهِ حرارةٌ من حضوركَ الذي يُشعل الذاكرة، و أناقةٌ من قلبكَ تَلمسُ المشاعرَ بشغفٍ عند ذكرك .. الرّحيلُ موجعٌ بلى لكنّهُ محتّمٌ علينا و مرجعُنا الى الله الواحد الأحد ..
الآنَ أيُّها الحبيب ترقدُ بارتياح .. فما أجملَ ما زرعت و ما أغنى زادَك ممّا قدّمت ..
إلى روح عمّي العزيز المرحوم الأستاذ نجيب محمّد مغنيّة.(١٢/٢/٢٠١٨)