السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / المهاجر.. ونهاية قلبه!

المهاجر.. ونهاية قلبه!

بقلم د. أنور الموسى

ومسافر إلى بلاد واسعة
يحمل حقيبة أحلام هاربة…
يفكر في مجهول
وتذرف منه دموع جائعة…
خلفه وطن وأحلام
وأطفال وزوجة باكية!
وذكريات طفولة كجنان
وحنين بين تربة زاهرة…!
***
وقف المهاجر بين نارين
مدركا فناء عمره كالذائبة
اختار نار غربة
لينقذ أسرته الصارخة..!
***
مشى بين أشواك
وتاه في أعمال حارقة
تحت أشعة شمس
وبين الصخور الجارحة…
يفنى جسده كل يوم
ليطعم أمه النابضة
ويعالج أباه المريض
من جهد صاف.. كالطاهرة!
***
وصل إلى درب جهاد
وكفاح مر كالنائحة
نسي جسده وكل حياته
ليحيا أولاده كالشاعرة…
***
أرسل ماله كل شهر
او شهرين كالماردة…
ليلا ونهارا عمل بكد
ومرضه نساه من الذاكرة..
نظر إلى لون شعره
إذ بشيب يغزوه كالغازية..
وقبل أن ينقطع نفسه
قال سأعود إلى فردوسي كالشاعرة
جهز حقيبته وقال
ساحضن ابنائي كحاضنة
مهندسا بات ابني
وطبيبة ابنتي كالمحاربة
***
وصل المكافح إلى مطار
فيه أبناؤه كالوالدة
لكنه لم يلق زوجته
قيل له دفنت… في الناصرة!