بقلم د. أنور الموسى
جرائم ضد الإنسانية.. بحق أطفال فلسطين
بقلم أ.د. أنور الموسى
يبدو أن السلوك السادي الإجرامي الصهيوني… يتضح أكثر فأكثر مع المعتقلين الفلسطينيين الأطفال في أثناء الاعتقال وداخل السجون… ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية والقوانين والشرائع الإنسانية…!
وبعيدا من السجن الكبير الذي يعيشه الفلسطينيون داخل فلسطين التاريخية المغتصبة، أو في الشتات، يرزح آلاف المعتقلين داخل سجون لا يمكن وصفها إلا بزنازين إذلال وظلم وإجحاف…!
لكن حكاية السجن تبدأ منذ لحظة الاعتقال، حيث «يتفنن» الجندي العنصري بالتنكيل بالمعتقل، حتى لو كان جريحا أو مريضا…!
وقد يترك الجريح المعتقل ساعات وهو يتعذب من دون تقديم يد العون الطبي له، وسجلت الكاميرات والوقائع صور معتقلين تنهشهم الكلاب، بتوجيه من مدربيهم الجنود…! وآخرين يضربون بالبنادق أو من المستوطنين وهم يساقون إلى السجن!
ويلقى المعتقل وهو يقاد إلى السجن كل صنوف الضرب وربما الجر والتنكيل… وحين يصل إلى قبو التحقيق يقع المراقب على مشاهد مؤلمة لنزع اعتراف أو إذلال أو تحقير…!
ويضرب المعتقل ضربا مبرحا، ويجلسه الجلادون على كراسي عذاب، ويربطونه بشكل مهين، وتطفأ على جسده السجائر، ويعذب بأسلاك كهرباء، ويجبر على الوقوف أو الجلوس بوضعيات مؤلمة، وقد يعذب بأصوات صاخبة، ويهدد بذويه وأبنائه، وفي أثناء البرد يرمى عليه ماء بارد، ويمنع من النوم لمدة طويلة…! ويمنع أيضا من تناول دوائه المزمن!
وإن كان المعتقل أنثى، فهنا العجب العجاب، إذ توجه لها الشتائم والكلمات النابية، وينزع حجابها وثيابها، ويعمد أحدهم إلى التحرش بها، مع التهديد بالاغتصاب، فضلا عن إرغامها على الجلوس بوضعيات غير ملائمة، وكشف شعرها أو جسدها، ومحاولة ابتزازها… وتعليقها من رجليها… وكي يكتمل المشهد، يفلتون عليها جنديا صهيونيا عربيا متمرسا على الكلام البذيء والنذالة…! وهم ينظرون إليه، قائلين لها: هذا عربي مثلك!
ولا يقتصر الاعتقال على الراشد، بل يشمل القاصرين والأطفال، حتى النساء المرضعات والحوامل… حيث يعامل الطفل معاملة في قمة العنصرية، وسط ضرب وتحرش مريب…!
وبعد التحقيق، قد يساق عدد من المعتقلين إلى زنزانة أو سجن انفرادي، لا يمت إلى العيش بصلة، لا يتسع سوى للجسد، فيه رطوبة وعفونة، خال من أي هواء نظيف أو حياة!
ومن الانتهاكات الخطيرة بحق الأسرى، التمديد الإداري بالاعتقال لمن انتهت مدة محكوميته، وغياب النظافة في السجون، والاقتحامات المتكررة للسجون، حيث يضرب فيها المعتقلون جماعيا بلا رحمة…! فضلا عن عدم تقديم العناية الصحية الملائمة، ورفض زيارات الأهل والأبناء في حالات كثيرة! ناهيك بحرمان الأطفال المعتقلين من مدارسهم، والجامعيين من جامعاتهم!
فصول إذلال المعتقلين الفلسطينيين جمة، فيها تعمد الإهانات… ولذا، لا غرابة في أن تجد بين الفينة والأخرى الأسرى يعلنون إضرابهم عن الطعام، فرديا أو جماعيا… جيث يحققون بعض التحسينات التي تتنصل منها ادارة السجون في وقت لاحق…!
هذه المشاهد تؤكد أن اسرائيل فوق القانون، وتنفذ شريعة الغاب، وتعلن ساديتها على الملأ بلا رادع او مانع…!
أمام هذا الكم الكبير من الجرائم التي تتفوق على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، على منظمات حقوق الإنسان وجانب الجامعة الغائبة عن الوعي، تحريك دعاوى عاجلة ضد الكيان الإسرائيلي السادي، وعلى كل شريف حر فضح هذا التنكيل…
فالصهاينة لم يكونوا ليتجراوا على هذه السادية، لولا السكوت عليها أولا من الجامعة العربية، وثانيا ودوليا…
لكن السؤال الكبير: حتام تبقى القيادات العربية نائمة وناسية الأسرى؟ ولم تتجاهل ان إسرائيل خارج العقوبة والقانون؟ ولم تنظر حكومات النخوة إلى تلك المشاهد بلا استنكار؟! أم أن هناك تماهي بالمعتدي يجعل الحكومات كافة تستلذ بمشاهد التنكيل…؟!
من الآخر.. اعتقال إرهابيين جنود وصهاينة وحده يحرر الأسرى المعذبين!