السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / شموع وتسبيحات

شموع وتسبيحات

بقلم ربيع عرندس

شموع وتسبيحات

يراودني إلهام غريب بأن الناس الذين يؤمنون برسالة السماء المنزلة لإرشاد الناس لحياة مستقيمة أبدية سيكونون على موعد مع فريضة موحدة يؤدونها بروح مليئة بالصفاء والإيمان.

مما لا شك فيه أن من يأنس الشموع ويقف أمام المذبح، رافعاً يديه، وهو يدعو طلباً للسكينة والأمان والسلام وعودة الأحباب والإعانة على التحلي بفضيلة المخلّص التي تميز بها في عهده، يود بكل جوارحه أن يكون بجانب المعلم الذي غير وجه البشرية نحو إنسانية لا حدود لها.

ولنقل إن من آمن بشريعة احتضنت الشرائع السماوية السابقة – واحترمت مبادئها والطقوس التي قامت عليها، ولم تمنع من زواج المؤمنين بها ممن يؤمنون بمثيلاتها من الرسالات السماوية والتي ترتكز جميعها على الإيمان بإله واحد أحد صمد لا شريك له – قد نشأت لديه أفكار جلية جليلة في قيمتها، فبالرغم من العبادات والفرائض والأدعية، هناك ما ارتكزت عليه هذه الشريعة من السعي وراء الحكمة والموعظة الحسنة وحوار الحضارات وأخذ العلم بما ينفع ولو من بلاد المشركين.

ويمكن القول اننا موعودون جميعاً للذهاب يداً بيد إلى أرض الميعاد، قبلة جميع المؤمنين، إلى قدس الأقداس من أرض الحكمة المقدسة وأرض قبلة أحفاد إسماعيل ومقامات بلاد ما بين النهرين وصولاً إلى أرض البرابرة وغيرها من الوجهات المقدسة، كلنا سنقف يوماً في أورشليم عند معبد سليمان، حيث تؤنسنا شموع الوحدة متبركين بالوقوف أمام المسجد الأقصى رافعين أيدينا ممتنين لساعة نجتمع فيها ونحن نعتصم بحبل الله جميعاً مسبحين لمن أراد لنا الصراط المستقيم قبل فناء الحياة.

فلنأمل دائماً أن نصل إلى ذلك اليوم الذي يجعلنا تحت سقف واحد وعقيدة واحدة يأنس فيها الإنسان لنفسه ولغيره من المؤمنين.

ربيع عرندس