السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / كَي نَحيا و نَبنِي الإنسان

كَي نَحيا و نَبنِي الإنسان

بقلم الجامعيَّة تسنيم العابد

بعنوان : ” كَي نَحيا و نَبنِي الإنسان ”

الحياةُ ليست في الأشياءِ والجمادات.
الحياةُ فينا ما دامت أَفكارَنا سليمةً و عقولنا رزينة. الحياةُ في إعمارِ الفكرِ و من ثَمَّ هدمِ كلِّ ما يعتريه من فسادٍ وخراب.
وأنتَ في طورِ البناءْ، حدِّق بذكاء.
لعلَّكَ أخطأْتَ في اللَّبِنة.
حدِّق بذكاء.. كَيْ نَحيا..
هناكَ الكثير من المَحَطَّاتِ المُمِيتَة.و الأخرى منها مغمورة بالحياة و لا حَصر لَهَا.

ماذا نفعل كَي نَحيا؟

ماذا تفعل لتبُثَّ الحياةَ حتَّى في الجماد.

اقرأ أفكاراً و تأمَّل الأحوال من أمامكَ و من خلفكَ.

اقمع كلّ عُذر يخطرُ على بالك عند كل مهمة و كل واجب.

يعجبني مبدأ قمعِ الأعذارِ.

إن حدَّثتَني عنِ الفَشَلِ والعَجْز في إنجاز المَهمَّات، حدَّثتكَ عن ذوي حاجاتٍ خاصَّة يقهَرونَ ظروفَهمْ مُبْهِرِين مَنْ حَولِهم.

يا صَديق..

النَّاجحْ لا يرَى للأعذارِ طريق، ولا يُؤمنُ بالمبرِّراتِ و الظُّروف.

يصنَعُ ظُروفه و يقتُل الأعذَار الوَاهيَة.

نعم،صدِّقني، بمثلِ هذا تُبنَى الأُمَمْ و تُصنع الرِّجَال.

أَتُحَدِّثُنِي عن الإِيمانِِ و أنتَ تَحمِلُ الأَعْذَارَ على كَتِفِك الأيْمَن، و الظُّروف المُثبِطة للأَعمَال على كَتِفِكَ الأيْسَر. ناسِيَاً صُندوقًا وضَعهُ اللهُ بَين كَتِفَيكَ لِتَعملَ و تَبني و تُجَمِّل.

نعم، تُجَمِّلَ هذا العالم.

العالمُ الذي غطَّ بالمَشاكِل و الأزمَاتِ بَدءًا من الإنْسانيةِ منها وصولاً للأزماتِ غير الإنسانية.

لَكَ عقْلٌ فأعملهُ بالخير،والبناء،و الهدم أحياناً.

ستجدُ كثيراً من الأبنية حولك تحتاجُ للهدمِ و البناءِ مجدداً.

فعليكَ أن تتَعَلَّم جيداً ثقافة الهدم لأجل البناء.

لا أقصدُ بقولي بناءُ الحجرِ وزراعةُ الثَّمر.

فالحجَرُ بعدَ هدمهِ يُبنَى ويَعود، والشَّجرُ ينبتُ و يخضَرُّ بإِذن خالقهِ،لكنَّ الجهلَ هو الدَّاءُ العُضَال.

لا بناءَ بَعيداً عن العلمِ سَينفَع.

لا قوةٌ تَهزِم قوة الأفْكَار.

لا حياة دونَ علمٍ تُحيا بحق.

فقاعدة و قانونٌ بغيرِ علمٍ لا يرسُخ.

إذا أردتَ بناءَ شيٍ فابدأ بالفكرة.

الفكرة التي تبنِي بها أيّ عملٍ كان.

ابنِ إنساناً،ابن عقلاً وفكرة و طفلاً.

لا تنسى الأخيرة منهم. لا تنسى الطفل.

ابن كل طفلاً و ازرع أملاً فِيه.

قل له أنتَ بطَلٌ شجاعٌ.

لا تُثْبِط ما فيه من آمالْ.

لا تُسَفِّه ما عندهُ من أَحْلام.

أجْزِمُ أنَّك تَذْكُرُ مَا قِيلَ لَك في سِنِّكَ الصَّغِير.

وكما أجزِمُ أيضاً أنَّ ما قِيل لكَ ومَا سَمِعتَهُ قَدْ سَاهمَ فِيْ تَكْوِينِك.

أرأيتَ كيفَ تبنِي الكَلمة؟

وكيف تَرسو فِكرة فِي ميناءِ حياةِ أحدِهم لتَصلَ مَشارقَ الأرض بمغارِبها.

لكلِّ شيء قيمةٍ كبيرة و غاية مرجوة؛ ما دُمْنا لا نُهمل حقّها.

كي لا أَنسى..فالعلمُ وسيلةٌ ،و العَملُ هدفٌ ،والرُّقيّ غايَةٌ سَامِيَة من وجودنا.

انظر حولك جيداً، كثيرٌ من الوجوه.

ملايينَ العابربن العابرين .

عند كل مفترق طُرق، سَترى أُلوفاً مؤلفةً منهم.

منهم من سَيبقى معَك،و مِنهم مَن يُغَادرك بعدَ لَحَظَات.

و أَنت لِغَيْرِكَ عَابِرٌ و في نَفسِك مُستَقلٌ و باحثٌ عن وجودِك الفَاني.

فابنِ نفْسَكَ ومن حولكَ و رَمِّم ما اسْتَطَعتَ من جروح.

لعلَّ الأممَ تَعْلو و تَسمو.

لعلَّ الحياةُ تدُبُّ في حيٍ على قيدِ الموت.

رسالتي إليك..ابنِ ما استطعت..كَي نَحيا..و نبني الإنسان..