بارعة محمد عكر
أنا عروس فلسطين !
أراها هناك
عروساً تألّقت
بثوبٍ أبيضٍ أنيق
بالدّماء لوّثوه
بالنّار أحرقوه
من خيوطه فاح
أريج الشهادة
أربجُ حُروب
في عينيها الدّمعُ استقرّ
بحناجرها ألف غصّة
تكاد تختنق من شدّة اللوعة
تناظِرُ بشجن من حولَها
امّها وجميع أهلها
والأب الساديّ
الذي سبق وزوّجها
من جزّار ستينيّ
يفتك بها كل ليلة
يغتصبها أمام الملأ
يعيرُها للأرذلين
واشترك في ظلمها
إخوانها و أخواتها
والمقرّبين
يا للعار!
باعوها في المزاد العلنيّ
لم تعاني من غريب
طعنات لها وُجِّهت
من أهلٍ و قريب
للمجرم السفيه
يسّروا الطريق ..
باعوا
دون فكر او ضمير
لكن .. بقت هي
شامخة الرأس
عالية الجبين
تراقص حبيبها في أحلامها
وتسمع أجراس الكنائس
أصوات المساجد والمعابد
تعلو بالنداء
وهي
تقف بين الزحام
تنشد ..تصيح
أنا العروس انا فلسطين
انا سيّدةالحبّ و المدائن
أنا الطّهر في زمن الخبائث
انا من اغتصبني الجميع
وحبلت بالأسى ومرارة السنّين
انا من شَهِدْتُ ظُلمَا كثير
انا يا سادة فلسطين
في صدري ألف سكّين
انا من صبرت على الأذى
انت من تلوّت وجعا
انا العروبة التي سُرقت
انا العرض الذي انتُهك
انا فلسطين
انا من القدس الجليّة
عاصمتي
انا الأقصى الأبيّ مسجدي
انا طريق التائبين
من الأرض الى جنّة النعيم
انا روح القرآن
والتوراة و الإنجيل
انا نصر الله القريب
انا العروس فلسطين
بارعة محمّد عكر