الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / الزعيم العربي.. وداء السلطة!

الزعيم العربي.. وداء السلطة!

بقلم د. أنور الموسى

الزعماء العرب مصابون بداء السلطة

تسابق غير معهود يسجله الحكام العرب على السلطة والمناصب… وتنافس غدا مريبا، بحيث يمكن وصفه بالداء… لكن الأكثر أهمية التحليل النفسي لتلك الظاهرة!
فكما هو معروف، فإن السلطة تذكر بسلطة الأب… من منظار سيكولوجيا القيادة، فالطفل يجد في أبيه السلطة والحرية والقوة… فيتماهى بهذه الخصال… لكنه يصاب بمنافسة حقيقية مع أخيه أو إخوته، فيقع أحيانا ضحية عقدة قابيل وهابيل، حيث يسعى إلى كسب محبة الأب… حتى لو أذى أخاه.
ولعل هذا ما يحدث فعلا للاهث وراء السلطة، حيث يعيد التصرفات الطفولية الوصولية لينال رضى الحاكم أو المتنفذين في صنع القرار دوليا، كي يكسب ودهم وينال منصبا، غير مكترث بمنافسية حتى لو كانوا إخوته الحقيقيين…! فهو قد يلجأ إلى قتلهم أو اعتقالهم كي يصل إلى السلطة، وقد يفرط بعرضه وشرفه… كي يصل إلى منصب ما..
والواقع أن مريض السلطة هذا، وقع في عقدة نقص، فيحاول جاهدا التعويض من خلال الوصول إلى السلطة بأي ثمن…! وكأني بهذا التصرف اوالية دفاعية مريضة تضاف إلى التسامي والإعلاء!
وهو مستعد لقتل كل معارضيه وقومه… لأنه يريد إشباع نرجسيته ورغباته، غير عابئ بمنطق الأنا الأعلى الضعيف…
وهو يغدو مقادا بسلطة ألهو والغرائز… حيث يشبع الأخيرة بالقمع والدكتاتورية وكم الأفواه..
وينعكس تصرفه على الأقنعة التي يرتديها نفسيا، فهو كالاب القاسي أمام زوجته وعياله… في الوقت نفسه، يغدو الحمل الوديع أمام الدول النافذة كاميركا…!
ويطال تصرفه المضطرب علاقتة بالعدو… كإسرائيل، فيحاول كسب ودها لانها تعيد له الصراعات الاوديبية وتحلها… فهي تغدو كالاب البديل… والحبيبة الأم….!
صفوة القول ان التكالب على السلطة مرض نفسي خطير… وهو منبع الإرهاب وأصله… وأساس السادية والمجازر… فمتى نتخلص من هذه الجرثومة الحقيرة؟!