صور السادية في عقيدة الاعتقال الصهيونية!
2017-11-22
الأدب المنتفض, مقالات
743 زيارة
بقلم د. أنور الموسى
يتضح السلوك السادي الإجرامي الصهيوني أكثر فأكثر مع المعتقلين الفلسطينيين في أثناء الاعتقال وداخل السجون… ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقات الدولية والقوانين والشرائع الإنسانية…!
فبعيدا من السجن الكبير الذي يعيشه الفلسطينيون داخل فلسطين التاريخية المغتصبة، أو في الشتات، يرزح آلاف المعتقلين داخل سجون لا يمكن وصفها إلا زنازين إذلال وظلم واجحاف…!
لكن حكاية السجن تبدأ منذ لحظة الاعتقال، حيث يتفنن الجندي العنصري بالتنكيل بالمعتقل، حتى لو كان جريحا أو مريضا…!
وقد يترك الجريح المعتقل ساعات وهو يتعذب من دون تقديم يد العون الطبي له، وسجلت الكاميرات والوقائع صور معتقلين تنهشهم الكلاب، بتوجيه من مدربيهم الجنود…!
ويلقى المعتقل وهو يساق إلى السجن كل صنوف الضرب وربما الجر والتنكيل… وحين يصل إلى قبو التحقيق يقع المراقب على مشاهد مؤلمة لنزع اعتراف أو إذلال أو تحقير…!
يضرب المعتقل ضربا مبرحا، ويجلسه الجلادون على كراسي عذاب، ويربطونه بشكل مهين، وتطفأ على جسده السجائر، ويعذب باسلاك كهرباء، ويجبر على الوقوف أو الجلوس بوضعيات مؤلمة، وقد يعذب بأصوات صاخبة، ويهدد بذويه وأبنائه، وفي أثناء البرد يرمى عليه ماء بارد، ويمنع من النوم لمدة طويلة…!
وإن كان المعتقل أنثى، فهنا العجب العجاب، إذ توجه لها الشتائم والكلمات النابية، وينزع حجابها وثيابها، ويعمد أحدهم إلى التحرش بها، مع لتهديد بالاغتصاب، فضلا عن إرغامها على الجلوس بوضعيات غير ملائمة، وكشف شعرها أو جسدها، ومحاولة ابتزازها… وكي يكتمل المشهد، يفلتون عليها جندي عربي متمرس على الكلام البذيء والنذالة…!
ولا يقتصر الاعتقال على الراشد، بل يشمل القاصرين والأطفال، حتى النساء المرضعات والحوامل… حيث يعامل الطفل معاملة في قمة العنصرية، وسط ضرب وتحرش مريب…!
وبعد التحقيق، قد يساق عدد من المعتقلين إلى زنزانة أو سجن انفرادي، لا يمت إلى العيش بصلة، لا يتسع سوى للجسد، فيه رطوبة وعفونة، خال من أي هواء نظيف أو حياة!
ومن الانتهاكات الخطيرة بحق الأسرى، التمديد الإداري بالاعتقال لمن انتهت مدة محكوميته، وغياب النظافة في السجون، والاقتحامات المتكررة للسجون، حيث يضرب فيها المعتقلون جماعيا بلا رحمة…!
فصول إذلال المعتقلين الفلسطينيين جمة، فيها تعمد الاهانات… ولذا، لا غرابة أن تجد بين الفينة والأخرى الأسرى يعلنون إضرابهم عن الطعام، فرديا أو جماعيا… جيث يحققون بعض التحسينات التي تتنصل منها ادارة السجون في وقت لاحق…!
هذه المشاهد تؤكد أن اسرائيل فوق القانون، وتنفذ شريعة الغاب، وتعلن ساديتها على الملأ بلا رادع او مانع…!
أمام هذا الكم الكبير من الجرائم التي تتفوق على جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، على منظمات حقوق الإنسان تحريك دعاوى عاجلة ضد الكيان الإسرائيلي السادي، وعلى كل شريف حر فضح هذا التنكيل…
فالصهاينة لم يكونوا ليتجراوا على هذه السادية، لولا السكوت عليها عربيا ودوليا…
لكن السؤال الكبير: حتام تبقى إسرائيل خارج العقوبة والقانون؟ ولم تنظر حكومات العالم إلى تلك المشاهد بلا استنكار؟! أم أن هناك تماهي بالمعتدي يجعل الحكومات كافة تستلذ بمشاهد التنكيل…؟! أليست عمليات خطف الجنود الإسرائيليين قادرة على التخفيف عن المعذبين الأسرى؟!
السؤال الاستنكاري الأخير كفيل بحل قضايا التعذيب والتنكيل… لكن متى…؟!