بقلم تسنيم العابد
لا أعرفُ كيف كان الأوَّلون يستغلُّون لحظات حياتِهم بدقائقِها و ثوانيها. أو بمعنى أدق يستثمرونها استثمارًا يليقُ بغاياتِهمُ المنشودة الَّتي يعيشون لأجلها.
أَن تستثمر وقتَك ليس كَأَن تستغِلّه.
رُبَّما تقضي يومًا كاملاً و تمضي و تُرهقُ نفسك أو تتركها برفاهيةٍ مطلقة.
ألا إنَّهُ الاستغلالُ للوقت.
أما أن تستثمرهُ فهذا أسمى بكَثيرٍ .. ذاكَ مما يعني أنَّك تؤدِّي ما يجب أن تؤدِّيه لتصلَ إلى ما تريد.
باستثمارِ كلّ لحظةٍ تمُر.
أنت باستثمارك تُثمِر،أما باستغلالك فربما تُثمر أو لا تثمر أصلا.
أعتقد أنَّنا مستغلون بحقِّ لكل شيء.
نحن نلحق بأي شيء دون انتباه و ترَيُّث ..إن كان لنا الأمر لنا وضمن أولوياتنا.
لعل أبسط شيء نقوم به أن نستيقظ صباحًا و نفعل الأشياء ذاتَها ،نمضي هنا و هناك و نسير كما يسير الناس مع المسير.
ربَّما الاستثمار أن تضعَ قوانينَ الجميعِ جانبًا و تبسطَ قوانينَك أمامك و تركِّز عليها فقط.
تنفِّذها بندًا بندًا دون استثناء شيء منها، ربما تشترك في بعض الأمور مع غيرك.
لا بأس فلكلِّ أمر حقّه و مستحقّه. لكنَّ الأهم أن تَعي جيدًا ما تستيقظ لأجلِه طيلَةَ نهارك إلى أن تهوِي بقواكَ ثم تنام منهكًا بعد أعمالٍ تصلُ بكَ إلى هدفك الذي لم يكن سرابًا بفضلِ تخطيطكَ له بعقلانيةٍ و وعي.
ربَّما أهم ما يجب أن نركز عليه في عصرنا .هو أن نعيشَ هذه الدقائق بوعيٍ وصدق، لأنَّه كثيرًا ما يُقال: (أمسينا و أصبحنا و أفلتَ منَّا ما كانَ معنَا و ما إليهِ سعينا).
يمكنك أن تشعر بكلِّ ثانيةٍ يا صديق.
فقط تعلَّم كيف تعيشها بعيدًا عن قوانينِ الآخرين في حدودِ ما اتَّفقنا عليه.