بقلم الدكتور المهندس قاسم محمد دنش
وسألتُ قلبي لِمَ في نبضك العجلة
وما سر اختلافك هذه الليلة
فأنت أبواقُه وعلا ذاك الصوت
عبست وجوه القوم خوف الموت
والعباس فيهم ضاحك متبسم…
أنا القلبُ الذي لطالما انتظر هذا القصيد
أنا لوعتي كل عامٍ في تجديد
فهذه ليلةٌ باسم العباس نعقدها
وعلى ذكره نبضاتي ناراً أوقدها
لا تلمني ان أسرعتُ أو أبطأتُ
فجنون عقلك بحبه سبقني
فسامحني ان بكل نبضة تأوهتُ
فانتظار سكينة الماء قد ذبحني…
شكت عطشها فما تحملت غيرتُه
فلبى الفرات آذنا حميته
فدناه وقلبه من العطش تلظى
فأبت شفتاه إلا أن تكون يقظة
فتمتمت بكلمات اقرحت كل الجفوني
يا نفس من بعد الحسين هوني
وبعده لا كنت أن تكوني…
ومضى إليها ابن حيدر الكرار
وسيفه جاور بأس ذي الفقار
فأبت أحقاد أمية إلا الغدر صانعة
وماء يصل الحسين وأطفاله مانعة
واستجمعوا من الجاهلية احقادا و عصبية
وسلوها على يمينه ويساره بحدية
فهبط كفان للأرض ودماءٌ نازفة
لنداء الحق ملبيةً هاتقة
أخي يا حسين عليك مني السلام
فها جفوني دنت من الرمال تنام
وأنّى يطيبُ من ذابل شفتايَ الكلام
وفي عيني نبالٌ وتنتظرني سهام…
ومشى إليه السبطُ وقلبه من الجسد نازعا
عباس لا طاقة لي ان أكون لك مودعا
عباس قم يا بصيرة العيون
كسرت ظهري وأقرحت مني الجفون
عباس قم وودع زينب الحوراء
او دعها فها سكينةُ تنتظرك والماء
ورضيعي غفا وعلى وعدك التعويل
فأيُ عهد ينكثُه من كان لزينبَ كفيل
عباس لم لا تكلمني
وتواسي من عيوني السبيل
كيف لقلبك أن أسعفه
كيف لنبل عينك أن أنتزعه
كيف لكفيك أن أعقدها
كيف أنعاك لزينب وأحدثها
عباس نم يا حبيب قلب البتول
فكنت نعم الأخ ونعم المسؤول
فها أنا يا حبيبي لاحق بك بعد ساعة
وعلى نحري ستكون السيوف جامعة