من قال لله (موت نجم)!
2017-08-25
واحة الشعر والخواطر
435 زيارة
شعر ناجي مخ
(من روائع العمق الوجداني)
سآخذُ اليومَ لي قِسْطًا مِنَ الغضَبِ
إنّي تناسَلْتُ صَمْتًا وانْمحى نَسَبي
أنا الجنونُ، أنا مَقابِري، وأنا
من حيثُ لا شئتُ أو قدْ شئتُ ابنُ أبي
مَنْ قالَ للهِ إنّي لسْتُ مُنتَحِرًا
النّاسُ لا تعْرفُ الموْتَ المُهاجِرَ بي
أُغيثُ قافِيَتي آنًا وأترِكُها
مَنْ قالَ للهِ إنّي لا أفي تَعَبي
جَريحُ كُلِّ قَريبٍ ليْتَني حجَرٌ
لا يعْرِف العوْمَ في أَبْحارِ مُقْترِبِ
وليتَ للموتِ، في دورٍ مُهَمّشَةٍ،
أواخِذَ الرّوحِ مثلَ المنْزِلِ الذَّهَبِ
تعبْتُ حتى كأنّي لا أرى أحَدًا
إلاّ وفي يدِهِ جِيِدٌ مِنَ الحَطَبِ
لا وجهُ غادُ بَدٍ في وجْهِ شاعِرِها
ولا جُذاذاتُ ما ألّفْتُ في كُتُبي
ولا تُلائِمُني الدّنيا وساكِنُها
كأنّما الدّهرُ وَغْدٌ في ثِيابِ نَبي
سأخلُدَ اليومَ صَحْوًا إنني تَعِبٌ
وآنَ للروحِ ما قد آن للهُدُبِ
من قالَ للهِ إنّي لستُ مُنتَحِرًا
قد أرسلَ الموتُ، منذُ الرّحْمِ، في طَلَبي
تعِبتُ حتى كأنّ الناسَ أجمَعَهمْ
لمْ يعْرِفوا رجُلاً مِثْلي مِنَ العَرَبِ
ولَيْتَ أنزِعُ وجْهي عنْ مَلامِحِهِ
وأدّعي الصِّدْقَ يوْمًا أوْ أرى كَذِبي
من قالَ للهِ إنّي لستُ مُنتَحِرًا
وقالَ للرّيحِ إنّي أرْتَدي سُحُبي
تعِبْتُ حتى كأنّي لسْتُ في جَدَثٍ
وأنني أحْزَنُ النّاجينَ في الهَرَبِ
اليوْمَ أقْطَعُ بيِدًا لا أَعومُ بها
أُمَلِّحُ الماء في المُعْشَوشِبِ الرَّطِبِ
من قالَ للهِ إنّي لستُ مُنْتَحِرًا
إنّي أنا المَيْتُ لكنْ بعْدُ لمْ أَغِبِ
ناجي مخ، الحقوق محفوظة©