السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / مقالات / انتصار الأقصى …دروس وعبر

انتصار الأقصى …دروس وعبر

بقلم : ثامر سباعنه – فلسطين
أسبوعان من الزمان كانت كفيلين بأن يغيرا الكثير من المعادلات، و يدخلا للواقع حقائق جديده كانت قد غابت عن الكثير ، حصار الأقصى وصمود المرابطين وانتصارهم، مجموعة من الأحداث المتلاحقه التي سيستطرها التاريخ بأحرف من نور وذهب، فمن جديد ينتصر الكف على المخرز ، وتثبت الشعوب الضعيفه ماديا أنها قادرة على الثبات، بل والانتصار على جيوش تملك كل الامكانات المادية.
قضيه حصار المسجد الأقصى المبارك وتركيب البوابات الإلكترونية على أبوابه، ثم تدحرج الموقف لتركيب كاميرات ، وانتهاء بإغلاق باب حطه ، سلسلة من الخطوات التي اتخذتها حكومة الاحتلال كرد على عملية المحمديين أبطال ام الفحم يوم الجمعة ( 14 – يوليو 2017 ).
لقد ظن نتنياهو وحكومته أنهم قادرون على استغلال هذا الحدث لبداية تنفيذ خطتهم بالسيطرة على الأقصى، او على الأقل تقسيمه سواء زمانيا او مكانيا ، كما حدث سابقا مع الحرم الإبراهيمي ، ولم يخف على نتنياهو الحالة التي يمر بها الفلسطينيون من انقسام أضعف الموقف الفلسطيني بالاضافة الى انقسام عربي وحصار لدولة قطر ادخل العالم العربي لحالة من التشرذم والضعف لم تمر بها سابقا ، لذا راهن الاحتلال على سهوله تنفيذ مخططه.
لكن كانت المفاجأة للجميع وليس لحكومة الاحتلال فقط ، فقط أثبت صمود وارادة المرابطات والمرابطين ان هذا الجسد الهزيل لا زال يملك الروح الثابته القادرة على صناعة المستحيل والصمود امام العوائق، رغم كل المحن ، لقد سطر المرابطين اروع آيات النصر والثبات ، واعادوا للامة شيئا من الأمل.
انتصار الاقصى ومرابطيه ارسل عدة دروس وعبر علينا ان ندركها وندرسها جيدا:
*لم ولن يكون الضعف سببا في تنازلنا عن حقنا ، بل الحق قوة ويحتاج منا للصبر والصمود ، ولعل المعركة هي معركة وقت فقط والصامد هو من يحقق النصر بنهاية المعركة.
*انتصار المرابطين لا يعني نهاية المعركة ولا يعني تحرير الاقصى وفلسطين لكنه انتصر في جولة من الجولات وهو واحة خضراء في صحرائنا القاحلة وسيكون ملهم للشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
*لقد اعادت معركة الاقصى المكانه للعلماء وللشخصيات الدينية ( المرجعيات ) واثبت هؤلاء العلماء مكانتهم وقيمتهم وحكمتهم ، فاداروا المعركة بحكمة وصبر ومشاركه كاملة للشباب الفلسطيني فكانوا مثالا يحتذى به لعلماء الامة ولم يكونوا علماء للسلاطين ، واظن ان هذه المعركة ستعطي لهؤلاء العلماء دور هام وفعال في مستقبل الاقصى والقضية الفلسطينية بشكل عام.
*معركة الاقصى كانت معركة شعبية بامتياز، بعيده عن كل فصائلية او حزبية او حكوميه ، فقد تشارك الشاب مع العجوز والطفل والمرأة ، بل والمسيحي والمسلم والسامري ، ابن القدس وابن الداخل الفلسطيني المحتل وابن الضفه وغزة ، الجميع شارك حسب قدرته ولم تكن المشاركة حزبية بل مشاركة لاجل الاقصى ولمكانة الاقصى ، فكان النصر.
لقد اعاد هذا الانتصار حالة من العزة والكرامة للشارع العربي خاصة بعد سلسلة الهزائم التي التي اصابت الشارع العربي بعد الثورات والانقالاب عليها وحصار قطر والانقسام الخليجي.
الثبات والصمود للمرابطين اظهر ضعف وهشاشة المحتل، وقيمته الحقيقية وبالتالي هزمت وحرقت اسطورته امام بقية الشعوب العربية والمسلمة، وادخلت كيان الاحتلال ومجتمعه الداخلي في دوامة من الرعب والخوف امام حقيقة انتصار ابطال الاقصى.
الصمود والثبات اخر المشروع الاحتلالي تجاه الاقصى وفلسطين.
كشفت معركة الاقصى واقع الانظمة العربية ودورها وحقيقتها وموقفها الحقيقي تجاه فلسطين والاقصى.
لكن:
مطلوب الآن استكمال المسيرة وان يكون هذا الانجاز ارضيه للمستقبل واصرار على الصمود وتحقيق الانتصار.
مطلوب من الاحزاب والفصائل الفلسطينية والسلطه ادراك القطار قبل فوات الاوان ، فالشارع الفلسطيني قد سبق قياداته.
لا بد من توثيق يوميات الصمود والثبات والانتصار.
إبقاء حالة التكاتف والتعاضد الفلسطيني الفلسطيني.
الاستمرار في المرابطه والتوجه نحو الاقصى وابقاء اكبر عدد ممكن داخل ساحات الاقصى.
حالة الاحباط في الشارع الصهيوني بعد إزالة البوابات الإلكترونية قد تدفع مجموعات إرهابية يهودية لشن عمليات إرهابية في الأقصى أو محيطه، لذا مطلوب الحذر.