أ.سهام الكسواني: على المرأة الوعي بحقوقها وعدم الرضوخ للإهانات
2017-08-01
مقابلات وتحقيقات
685 زيارة
حاورتها فرح غزال
العنف ضد المرأة يزلزل بنية الأسرة والعرب والعالم
الأديبة سهام صبرا: على المرأة الوعي بحقوقها وعدم الرضوخ للإهانات
العنف بصفة عامة هو إلحاق الضرر بالغير على المستوى الجسدي أو المعنوي، وهو ظاهرة ليست حديثة، وليست وليدة العولمة، وإنما يعود تاريخها إلى المجتمع الإنساني الأول…من حكاية قابيل و هابيل، ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هدا شهدت البشرية أصنافا لا تحصى كما وكيفا من مظاهر القسوة والبربرية …والعنف …التي سببت سلسلة الكوارث المأسوية المتعاقبة، لأن العنف لا يولد إلا العنف…
أما العنف ضد المرأة والذي هو موضوع هذه المقابلة، فقد كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة..
ويُستعمل مصطلح العنف ضد المرأة عادة للدلالة على مختلف أنواع العنف الذي تتعرّض له المرأة حول العالم، حيث صار بعض أنواع العنف حصراً على النساء دون الرجال؛ ذلك أنّ المرأة وبسبب الموروث الثقافي لبعض الشعوب، صارت الحلقة الأضعف في المجتمع، كما أنّها صارت أيضاً مطيّة سهلة لتحقيق الأغراض السيّئة لضعيفي النفوس من أجل زيادة الأرباح المادية بطرق غير مشروعة، ومن هنا فإنه يمكن القول إنّ البعض يعتقد أنّ المجتمعات المتأخرة هي التي تكثر فيها حالات اضطهاد المرأة، غير أنّ الواقع يشير إلى أن اضطهادها قائم وموجود في كل المجتمعات حتى في أكثرها تطوّراً ورقياً، غير أن اضطهادها هناك يكون تحت مسمّيات أخرى تخفي تحت بريقها جرائم وجرائم…
…ترى، ما رأي الأديبة والناشطة الاجتماعية الأديبة سهام صبرة الكسواني في هذه الظاهرة؟ وما الحلول التي تقترحها؟
١.ما تعريفك للعنف/التعنيف؟
إن أنواع العنف مختلفة منها:
*العنف الجسدي، كالضرب وتعذيب الجسد بشتى الوسائل.
*العنف الجنسي/عند اجبار الشخص لممارسة الجنس بالإكراه.
*العنف النفسي: فهذا النوع يترك أثرا سيئا لدى الشخص، كوصفه بالغبي أو قليل الفائدة أو أن يوبخ بشتى الطرق السلبية، وأن تسلب حقوقه من دون الدفاع عن نفسه، إلخ.
*العنف السيكولوجي/هو اللجوء إلى اسلوب التهديد والتعليقات أو التعاملات الدونية بهدف السيطرة على الشخص، فهذا النوع يسبب شعورا بالقلق او الخوف، سواء كان موجها للشخص نفسه او احد اصدقائه …
العنف الروحي/هو الاستهزاء بمعتقدات الشخص الذي يؤمن بها…
العنف المجتمعي/هو تسبب الأذى للشخص بسبب العادات والتقاليد السائدة في المجتمع إلخ.
العنف اللفظي/فالعنف اللفظي من اكثر انواع العنف انتشارا، وهو خروج الألفاظ البذيئة من الشخص تجاه الشخص الآخر.
العنف المادي/هو عندما يتدخل أحد في دخل شخص آخر، ويتحكم بمصروفه، ووارده المالي…
الإهمال هو أسوأ انواع العنف، ولكن ربما أحد الأشخاص يستحق الإهمال إن كان لا يستحق الاحترام، بسبب تعامله وأخلاقه… هذا نوع من انواع الإهمال، وأما النوع الآخر فهو اهمال الأب لأولاده والزوج لزوحته فهذا ايضا عنف…
٢.اتعتقدين أن تعنيف المرأة تتزايد نسبته في بلادنا العربية؟
نعم هو واقع وليس اعتقادا، لأن مجتمعنا العربي في كثير من الأحيان يتعامل بقضية العادات والتقاليد دون مزجها بالثقافة والتقدم الحضاري الا من رحم الله… وقليل ما يتعامل مجتمعنا العربي بطريقة الفهم والعقل والفكر النير…
٣.هل عصيان المرأة لأوامر الرجل سبب من أسباب تعنيفها؟
عصيان المرأة احد أسباب تعنيفها، ولكن أيضا يقع السبب الأكبر على طبيعة شخصية الرجل إن كان يتمتع بشخصية متسلطة، فهذا ينتج عنه سبب آخر من أسباب العنف الأسري…
٤.هل استسلام المرأة للتعنيف بلا مقاومة سبب من الاسباب التي تؤدي الى ازدياد تعنيفها؟
أنا أستغرب شيئا من المرأة التي تسمح لزوجها أن يعنفها، فأين شخصيتها الجميلة التي تطمس ذلك التعنيف وتكبحه بطريقتها الذكية، حتى مهما كانت شخصية الرجل عنيفة، بحسب اعتقادي المرأة بذكائها وشخصيتها تقدر أن تخفف من حدة هذا العنف، رغم انه يوجد رجال مهما حاولت المرأة ان تطفئ من عنفه، فهو يبقى عنيفا، ولكن عندما يجد الزوجة تواجهه بطريقة عقلانية، هنا لا يقدر أن يفرغ طاقة عنفه بها، فيبقى يغلي كنار مشتعلة، فهذا النوع من الرجال لا يدرك معنى الحياة الجميلة.
٥.أيكون الشك في سلوك المرأة(إساءة الظن بها) دافع لتعنيفها؟
عندما تكون المرأة واثقة من نفسها لم تجعل زوحها يشك بها في الأصل؟ إلا إذا كان الرجل مريضا بمرض الشك، فهذا يعتبر أحد الأمراض النفسية وأحيانا تكون إحدى النساء على مسار خاطئ، تدفع الزوج لطريقة العنف معها التي تؤدي للطلاق..
٦.برأيك هل الغزو الثقافي الذي يشاهد في الأفلام سبب لتعنيف المرأة؟
الغزو الثقافي قد يؤثر أحيانا بتعنيف المرأة، لأن الرجل يعيش لحظات جميلة مع هذا الغزو الذي يجعله ينقلب ضد زوجته، والزوجة الحكيمة قادرة على أن تكون لزوجها مثال الثقافة والجمال والأدب، طبعا في حالة ان يكون الزوج متفهما ويتمتع باسلوب عقلاني..
٧..هل عدم قدرة مؤسسات المجتمع على تمكين المرأة من الدفاع عن نفسها يجعلها ضعيفة ويصبح من سهل تعنيفها؟
في الأصل لم تلجأ المرأة الى المؤسسات للإصلاح؟ فهذا النوع بزيد الرجل عنفا، فأنا برأيي عندما يكون الأمل مفقودا من تخفيف حدة العنف عند الرجل فإما ان تصبر المرأة على زوجها وان لم تقدر على الصبر، فالشرع يحكم لها بالطلاق لسلامتها من ضياع باقي عمرها في المشاكل والتعنيف من زوج غير متفهم معنى السعادة الزوجية…
٨.ايمكن اعتبار التهديد بالطلاق والحرمان من الأبناء شكلا من أشكال العنف ضد المرأة؟
نعم يعتبر هذا النوع من انواع العنف اللفظي..
٩.توجيه الألفاظ التي تخدش بالحياء يمكن تصنيفها عنفا ضد المرأة؟
كما ذكرنا في السؤال الأول
الألفاظ التي تخدش بالحياء تعتبر من أنواع العنف اللفظي…
١٠.هل الحرمان من المصروف أيضا يصنف عنفا؟
الحرمان من المصروف يعتبر نوعا من أنواع العنف المالي كما ذكرت أعلاه…
١١.أترين أن جهل بعض النساء، وعدم تعليمهن وتثقيفهن يؤدي الى تعنيفهن دون معارضة منهن؟
عدم تثقيف المرأة قد يسبب عنفا من الرجل ان كان هو اعلى منها ثقافة، ولكن هذا النوع من الرجال لا ينظرون الى عقل المرأة الذي يدير مجتمعا بأكمله، ربما توجد امرأة جامعية وتحمل ثقافة كثيرة لكن لا تصلح ان تكون اما او حتى مديرة منزل زوجها، فهي لا تفهم الا بما حملت من ثقافة، وتجدين إحدى النساء تحمل ثقافة وتربية وادارة مجتمع بأكمله وهذا الصنف قليل بين النساء ويعد على أصابع اليد..
١٢.أتعتقدين بأن التهديد بإبعاد الأطفال عن أمهاتهم يجعل المرأة تخضع للتعنيف دون مقاومة وحماية نفسها؟
إما أن تصبر المرأة على أذى زوجها او تطلب الطلاق لتحقق لنفسها واطفالها حياة هادئة آمنة من الخيبات..
١٣.ما هي النتائج التي تترتب على المرأة والمجتمع والاطفال من هذا التعنيف؟
احيانا العنف الأسري ينتج عنه تفكك وتشرد العائلة والأطفال الى عالم لا يعلمه الا الله، اما ان يكون نقيا طاهرا او يكون العكس..
١٤.ما هي واجبات المؤسسات/الجمعيات والمجتمع كافة للحد من هذا التعنيف؟
يجب على المؤسسات ان تنشر الوعي بين المجتمعات للتخفيف من حدة العنف في المجتمع، من خلال بث أفلام وثائقية توعوية وصدور مجلات مجانية تحمل كل تعاليم الخير والسعادة بين الأسر..
١٥.برأيك ما هي الحلول لحماية المرأة في المجتمعات العربية من التعنيف بكل أنواعه؟
الحلول للتخفيف من حدة العنف في المجتمع الوعي الديني وتعاليم سيرة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، واللجوء الى تكثيف الوازع الديني، ففيه يكمن الضبط وكل السعادة في الدنيا والآخرة…
ان العنف ليس سوى آلة هدم لطاقات المرأة المعطاء و مواهبها التي قدر لها أن تظهر و تنمو وتعطي ثمارها الطيبة , وحينما تسحق حرية المرأة، فقد حكم على مجتمع كامل بالتعاسة والتخلف لأن سعادة المجتمع نابعة من سلامة نسائه روحا وفكرا… و كلما تحررت المرأة من الضغوط التي يصطنعها الآخر لاضطهادها، سار المجتمع نحو أهدافه برؤية واضحة و خطى ثابتة، يستمد قوته من قوة نسائه [ فالتي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسراها ] و هذه المقدرة العالية على التأثير في المحيط لدى المرأة لا تتأتى إلا برفض العنف بكل أشكاله، و اذا ابتدأت المرأة بالرفض أولا كان ذلك خطوة كبيرة في سبيل إزالة كابوس العنف الجاثم على صدر المجتمع الإنساني…!