هل تخلى الأدب عن الأقصى وفلسطين؟!
2017-07-19
ابحاث ودراسات عليا, مقابلات وتحقيقات
1,403 زيارة
تحقيق بقلم د.أنور الموسى
بعضهم يمن عليها بكلمة وبعضهم يعتقد بأنها صورة لتشبيح قيادات وفصائل
وبعضهم متمسك بها قضية أحرار
هل لا تزال فلسطين في أولويات الشعراء والأدباء العرب؟
…يبدو أن نظرة الأدباء العرب وشعرائهم إلى فلسطين، باتت متشرذمة ضبابية، ملتبسة حينا، أو متعصبة أحيانا…
فبعد أن كانت فلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين، باتت في مؤخرة الأولويات بعد عواصف الحروب التي صنعت الحواجز بين الأخ وأخيه… ومع ذلك، لا يزال عدد ليس بالضخم، يتمسك بالأدب الملتزم الذي يجعل من قضية فلسطين عنصر حق وعدالة وحرية… فيجعل من شعره سلاحا في وجه الظلم والتخاذل والانقسام والفساد…
فتحت عنوان: معا نصنع تحقيقا، طرحت مجلتنا الموضوع على بساط البحث الجاد، فكانت الفرضية المطروحة: تخلي الأدب عن قضية فلسطين وجرائم الاحتلال… وطلبت المجلة ممن يود المشاركة في هذا التحقيق، التعليق باختصار، تمهيدا لنشره في مجلة إشكاليات فكرية ووسائل أخرى… فضلا عن إرسال رسائل الى الأدباء والمثقفين العرب على مدار شهر كامل…
وكانت الأسئلة المطروحة:
1-هل ترى أن الأدب العربي الذي يوثق جرائم إسرائيل ويسجل مفاصل القضية الفلسطينية كافٍ؟
2-ما بواعث تخلي عدد كبير من الأدباء عن الكتابة للقضية الفلسطينية؟
3-ما وظائف الأدب الذي يكتب لفلسطين؟ وهل يؤدي دورا ما في الصراع؟
4-ما الدور الذي يمكن أن يؤديه الأدباء في مساندة القضية الفلسطينية؟
وذكرت المجلة من يرغب في المشاركة… بالإجابة عن بعض الأسئلة أو كلها…
علما ان الأسئلة ستوجه إلى بعض الشعراء عبر الماسنجر ووسائل أخرى.
…تجمع الآراء على أن ما تشهده المنطقة من حروب وصراعات وقتل أثر في اتجاه الأدباء واهتماماتهم… فيما رأى آخرون أن فلسطين قضية الأحرار ولا يمكن القفز فوقها و..
وإليكم الآراء مع أسماء أصحابها ومواقفهم الصريحة.
* الشاعر الأردني جراح القيسي
الأدب العربي الذي يوثق جرائم إسرائيل ويسجل مفاصل القضية الفلسطينية هو في الأصل زخم وكاف، إذا تم تسويقه إعلاميا، وخرج كما هو بعيدا عن مقص الرقيب،
ولكن دوره تراجع مع ظهور الألوان الشعبية الأخرى، وأهمها الأغنية التي اكتسحت سوق المستهلك بشكل أوسع…
أما موضوع تراجع واحجام وتقلص دور الأدباء، فيعود الى عدم وضوح الرؤية السياسة حتى في أوطانهم، وأصحاب القرار عندهم، وتغير الأدب الى الرمزية وحصره فقط في توظيف مصطلحات محدده لمحاولة لفت الأنظار، وعدم وجود مرجعية لهؤلاء الأدباء أو جهة ذات مستوى أدبي عال للإشراف على الغث والسمين من كتاباتهم، أو بايجاد كيان واضح لهم يبرز كتاباتهم على ساحة الوجود بالشكل الذي ينشدونه، والأهم من ذلك كله افتقار الكثير منهم الى الثقافة السياسية والأكاديمية اللازمة لمواكبة المستجدات، إضافة الى شح الدعم المادي لمن يحتاجه منهم، ما صرف معظمهم الى البحث عن القوت قبل الإبداع في الكلمة…
كما أن افتقار الأدب الى التسويق والى القاريء والمستهلك كان له بعض التأثير أيضا. ناهيك عن وجود أدباء وكتاب الفكر المناهض أصحاب الأجندات المخطط لها…
أما الدور الذي يمكن أن يؤديه الأدباء في القضية الفلسطينية فهو تحقيق استمرارية وجودها، ولفت أنظار العالم إليها في ظل التعتيم والغموض السياسي وعدم تعويمها وتحويلها الى مجرد سيرة غيرية لحدث شأنه كسائر الأحداث الأخرى، من دون جوهرته وقولبته بأسلوب يحافظ على خصوصيته ويربطه بكل أحداث الواقع اليومية…
شاعربني قيس/الأردن
الشاعر
جراح القيسي
أبو حمزة
*رأي الأديب والمخرج المغربي د. عبد الله بنحسو
1. أية قضية لا بد من أن يولد لها أدبها، حتى و إن حلت يبقى أدبها شاهدا عليها، و يصبح أديب القضية البارحة مؤرخا اليوم لمدة معينة، ويصبح أدب القضية ذا قيمة تاريخية لمن جاءوا بعده، هذا عموما، لكن يبقى هذا غير كاف، إذ لا بد لكل المجالات من أن تتداعى وتقود المد بالموازاة.
2. بواعث تخلي كثير من الأدباء عن الكتابة للقضية الفلسطينية متنوعة بتنوع الحالات وانقسامها… إلى ما هو ذاتي منها و ما هو موضوعي، ولكن يمكن ان نلخص معظمها في ما يلي :
– الاسباب الموضوعية :
* عدم التفاف القارئ العربي حول أديبه.
*تدجين الأنظمة للشعوب.
* شيطنة الأدباء الملتزمين وتنفير الناس منهم.
* نشر “ثقافة” الجهل في الشعوب.
* حصار الأديب الملتزم وصناعة الأديب “الوهمي” المقرب من السلطة.
في ما يخص الأسباب الذاتية، يمكن إجمالها في ما يلي:
* عدم انطلاق بعض الأدباء من منصة ثابتة ومرجعية صلبة، ما يعرضه لهزات تفقده التوازن وتوقعه في الارتباك، ثم الفشل والتخلي.
*امتطاء بعض الأدباء للوهم والرضى به واصطدامهم بالحقيقة وانكسار الاستمرار…
* طبيعة فكر بعض النخب يسهل على السلطة شراءهم بثمن أو آخر .
لتقارب السؤالين 3 و 4 سوف اجمع جوابا لهما :
يمكن أن يكون العائد الأدبي مهما و رهيبا ومزلزلا لصالح القضية، من خلال خلق زخم فكري متصاعد، و نشر رأي عام ثوري فاضح للمخططات التي راوغت العقل العربي الراكد، واشترت النخب الخائنة وغيبت الشعوب وحكمت عليهم بالاغتراب الداخلي ..
يمكن للأدب و الأدباء أن يعطوا للقضية الفلسطينية ( التي اسميها القضية الانسانية لأنها الأطول والافضع في التاريخ… وإذن لا بد ألا نفصلها من هذا البعد الاوسع) ما اعطاه الادباء الواقعيون و الرمزيون والرومنسيون في القرن التاسع عشر لانقاذ الثورة الفرنسية من ديكتاتورية جديدة، ديكتاتورية الامبراطورية النابوليونية وعلى رأسهم هيجو و فرلين و رامبو و بودلير و بالزاك و زولا…
*رأي الشاعر العراقي الكبير عبد الله عبدالله عباس خضير
ظلت القضيّة الفلسطينيّة الشغل الشاغل للمثقّف والأديب العربي وقضيّته المركزيّة طوال ستين عاما ًأو تزيد ، وفي رأيي أن العرب طوال هذه الحقبة كان الحس ّالقومي ّوالحركات والأحزاب القوميّة العربيّة عندهم هي المحرّك الأوّل للساحة العربيّة وللشارع العربي ّ، وكان لا بد ّللحكومات أيّا ًكانت ميولها من الخضوع لضغط الشارع المعبّأ قوميّا ً … وكانت التيارات الإسلاميّة مقموعة أو متوارية في الخط ّالثاني أو الثالث … ومنذ صعود الحركات الدّينيّة وتسلّم بعضها كرسي ّالحكم ورغم شعاراتها الرّنانة بمواجهة الصهيونيّة إلا ّأن ّالبذرة الطائفيّة التي هي في صميم بنيتها كانت مدمّرة للأمّة والتي وصلت إلى مستوى الفضيحة بعد ما سمّي بالربيع العربي ّحيث انشقّت الساحة العربيّة طائفيّا ً انشقاقا ً خطيرا ًوصل حد ّ التّصادم في سوريا والعراق واليمن …
كل ّذلك انعكس سلبيّا ً على الموقف من القضيّة الفلسطينيّة ، وصارت الحركات التكفيريّة تجنّد الفلسطينيين ليقاتلوا إخوتهم العرب في العراق وسوريا واليمن ومصر . وذلك موثّق بإحصاءات واستبيانات واعترافات محايدة . ورغم أن ّهؤلاء مضللّون إلا ّأنّه ترك أثرا ًسلبيّا ًفي الشارع العربي ّوالعراقي ّ ّبشكل خاص والذي أنا على تماس ّبه وأسمع تعليقات الناس كلّما جرى الحديث عن القضيّة الفلسطينيّة…
العراقيّون الذين كانوا خط ّالصد ّالأوّل في كل ّالحروب العربيّة مع الصهاينة وجدوا أنفسهم يموتون بالمفخخات التي يقودها انتخاريّون عرب وفلسطينيّون … وقد هوّلت هذه القضيّة وضخّمت بالتّأكيد لكنّها تستند إلى وقائع على الأرض .
أقول ذلك والجميع يعرف موقفي الرافض للطبقة السياسيّة الحاكمة في المنطقة الخضراء.
وكثيرا ما صوّر المقاتل الإسلامي ّالفلسطيني ّوهو يدير ظهره لبيت المقدس متوجّها ًلقتال إخوته العرب .
أرجو ألا ّتكون هذه الحقائق صادمة ، أمّا أنا فمع شعبنا الفلسطيني ّقلبا ًوقالبا ً وقصيدة وموقفا ً وسبق لي القتال في حرب اكتوبر ١٩٧٣ في الجبهة السوريّة ضد ّالكيان الصهيوني ّالمسخ .
*رأي مدير «أخبار ونشاطات ثقافية» الأستاذ محمد علي رضى عمرو
ج :1 قد يصح القول إن الإعلام العربي يسجل جرائم العدو، ولكنه ليس قادرا على تفعيله بسبب تحكم الإعلام الغربي بوسائل الإعلام، أما لجهة الأدب العربي، فمكتباتنا العربية حافلة بتوثيق جرائم العدو الصهيوني، ولكن للإسف أمة أقرأ لا تقرأ .
ج :2 لا يمكن القول تخلي الأدباء… فيوميا يكتب الأدباء العرب عن معانتهم وصراعهم مع العدو الصهيوني، ولكن تسارع الأحداث في منطقتنا وظهور الفكر التكفيري فرض عليهم مواجهة هذا العدو المصنوع من الصهاينة، لا سيما أن هناك بيئة حاضنة لهذا الفكر ، وأظن مع مرور الإيام ثبت للجميع أن ما يواجهنا كأمة سببه عدم تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة ما يستدعي من الأدباء تفعيل دورهم في هذه النقطة تحديدا، لأن ما نواجهه أخطر مما كنا نتوقعه من العدو نفسه.
ج : 3 فلسطين اليوم على فوهة بركان، تعاني من الداخل كما الخارج ، والمهمة صعبة جدا ، ولكن ومهما طال الزمن لا بد للقضية الفلسطينية من أن تنتصر ، وتأكد أن كلمة الحق ستعلو ولو بعد حين.
ج :4 القضية الفلسطينية نتوارثها جيلا بعد جيل، والأدباء مستمرون في مساندتها، هم لا يقصرون، ولكن الظروف المعيشية والاقتصادية تمر بحال من الركود، وهذا طبيعي امام التغيرات التي يشهدها العالم لا سيما في ظل هذا التطور التكنولوجي الذي حول العالم كله إلى قرية صغيرة …
سيبقى الأدباء العرب يولدون مع كل أشراقة شمس، وستبقى فلسطين عنوان العرب والعروبة وبدونها لا عرب ولا عروبة.
*رأي د. حسن منانا
للأسف أدى ارتباط النخب الأدبيه والثقافيه بالسلطه ارتباطا نفعيا في جميع الدول العربيه إلى التخلي عن جوهر القضيه الفلسطينية، واختصر على التنديد الخجول أو اللامبالاة إرضاء للحكام…
مع أن الأدب هو السلاح الأمضى في وجه
الاحتلال، لأننا نحن نملك الذاكره والتراث والتاريخ والجغرافية، وهم ليس لديهم أي ذاكرة عن أي وطن.
*رأي د. محمد ضناوي
هذا تحقيق مهم، وأهميته تكمن في أن يطلع عليه جيل الشباب الذي أنسته المؤامرات قضية العرب المركزية، ألا وهي القضية الفلسطينية.
*رأي الأستاذة خديجة حيدرة (لبنان)
عندما نتحدث عن القدس، فإننا سنذكر السلاح.. والجهاد والشهادة والتضحية والنضال. سنذكر القهر والظلم والكرامة والعنفوان… سنذكر كل معاني الحب والجمال والجلال. ونحن في ما نذكر سنرفد حديثنا بالمقاومة وآلياتها وحركاتها وأساليبها. كلنا نحب عاصمة الأحرار ، ونطمح إلى تحريرها. بعضنا يملك مهارة حملة السلاح.. والآخر يدعم هذا السلاح بماله ..ومنّا من هو سياسيّ ماهر في تحليل الأحداث والإضاءة على مجرياتها…
…يملؤون قلوب الناس بالتفاؤل على عكس السياسيين المنافقين ..وهنا نذكر المناضلين أصحاب الكلمة الحرّة ظاهرا ومضمونا.
تتعدّد أشكال المقاومة للاحتلال، وتتمظهر عند كل حرّ من خلال ما يقدر عليه. المقاوم مقاوم بالسلاح الحي والكلمة الحيّة والرأي الصريح.. من سيحمي ظهر المجاهدين في سبيل القضية سوى أصحاب الكلمة الحرة، سواء كانوا سياسيين أو أدباء أو شعراء؟!
للقلم وقع أشد من وقع الرصاص في صدر العدوّ، وآليات الدفاع تتنوّع كما تتنوع الأنواع الأدبيّة من مديح إلى هجاء إلى نقد لاذع وتصريح معلن بالولاء .
إن أشدّ ما يخاف منه الأعداء الصهاينة هو القلم الواعي والعقل الواعي، وهو إن دلّ على شيء فإنه يدل على منهجية علمية في الدفاع والمواجهة بعيدا عن العبثية المطلقة.
ولكن، أين هم الأدباء والشعراء والمثقفون من القضية الفلسطيني والقدس وجرائم الاحتلال؟
إنّ كثيرا من الأدباء والشعراء حملوا همّ القدس في كتاباتهم ، وبين طيّات أشعارهم. فجاءت أقلامهم زاخرة بالحنين والألم، ولعلهم في ما يصنعون يوثقون قضيتهم على صفحات الكتب والمجلات والجدران.. قيحفرون في ضمائر الشعوب كل الشعوب حكايتهم ووجع السنين…
وهؤلاء هم مناضلون مكافحون على طريق القدس كما المجاهد بالسلاح والرصاص….فكلماتهم أضحت كالرصاص الحي في معركة الضمير الحي بمقابل الضمائر الميتة. رصاصهم الكلمة والحرف يتراشقون ببراعة مع الجبهة المقابلة فيصيبون أحيانا ويخفقون أحيانا أخرى…
كتابهم جعبة وسلاح، كلماتهم رصاص وقافية موزونة، ساحتهم الثقافة والمعرفة والعقل والتفكير …
بعضهم جاز حدود الورقيات والمنابر المحصورة في أماكن ضيقة، فكان مبدعا في كلمته، إذ نقل ساحة معركته إلى الاعلام المرئي والمسموع، والشبكة العنكبوتيّة التي تمثل أقسى مكان لاحتدام الصراع العربي الإسرائيلي.
إن المثقف الواعي والمناضل الكاتب والشاعر الأنيق المقاوم بالكلمة يحمل في جعبته سلاحا لهو أقوى وأمضى وأقسى ممّا تحدثه المعارك ارض الواقع .
البعض يستخفّ لسذاجته العقلية بالقدرة الدفاعية والهجومية للكلمة . وهو سوء تقدير وسوء تفكير!
القضية والحروب تحتاج أكثر ما تحتاج إلى توثيق للأحداث ونقل للوقائع وتصوير مبدع يتذوقه العامّ والخاصّة .
تحية إلى اولئك الذين يبذلون الغالي والنفيس، طوّعوا اقلامهم لخدمة أوطانهم، لم يبيعوا مبادئهم ولا ضمائرهم .. بل كانوا خير مقاومين على طريق حريّة الأوطان.
تحية إلى صفّ طويل بطول الأزمة من الادباء والشعراء والفنانين .. إلى من حموا ظهر المناضلين بالسلاح ووثقوا معاركهم وبطولاتهم والتضحيات …
تحية إلى الثابتين بأقدام منغرسة لا تتزحزح عن محور المقاومة والدفاع بمواجهة الاستكبار والذل والعار .
*رأي الإعلامية اللبنانية الأديبة نجلاء أبو جهجه
1-هل ترى أن الأدب العربي الذي يوثق جرائم إسرائيل ويسجل مفاصل القضية الفلسطينية كافٍ؟
القضية الفلسطينة كانت محور الأدب والشعر مع محمود درويش وسميح القاسم وغسان كنفاني، والشعلة استمرت مع أسماء عديدة مثل روايات الياس خوري التي تنضح بالقضية بأسلوب شيق يحاكي أدب الحداثة وما بعد الحداثة…
مشكلتنا تكمن في تشظي القضايا اليوم من سوريا الى ليبيا والعراق واليمن بحيث صار كل قطر مشغول بنفسه…
2-ما بواعث تخلي عدد كبير من الأدباء عن الكتابة للقضية الفلسطينية؟
بعض اليسار فقد حلمه اليوتوبي مع انهيار الاتحاد السوفياتي، فجرى تلقفهم في مؤسسات إعلامية وثقافية نفطية ومشكلة بعض المتأسلمين أنهم ضاعوا في دهاليز (جهادهم ) فأحيلت فلسطين الى الرف..
3-ما وظائف الأدب الذي يكتب لفلسطين؟ وهل يؤدي دورا ما في الصراع؟
الفنون والآداب تستطيع أن تحمل هما ايديولوجيا ووطنيا، شريطة عدم الوقوع في فخ الكليشيه، فتصبح القضايا مجرد يافطات منتهية الصلاحية.
4-ما الدور الذي يمكن أن يؤديه الأدباء في مساندة القضية الفلسطينية؟
الأدباء صوت من بين أصوات عديدة مهمتها حفظ قضية فلسطين بطريقة ذكية تحاكي الرمز بما يتوافق وروح العصر.
*الشاعر أديب عابد الرنتيسي من فلسطين
1 – هل ترى أن الأدب العربي الذي يوثق جرائم إسرائيل ويسجل مفاصل القضية الفلسطينية كافٍ؟
للأسف ليس بكاف …. صحيح أن هناك كتابات في هذا الجانب، ولكنها على استحياء، فمثلا كم رواية أو قصة أو مسرحية أو حتى قصائد توثق ذلك على مستوى العالم العربي والإسلامي ؟
الجواب قليل قليل قليل، قياسا بأهمية هذه القضية التي أقل ما يقال فيها أنها مقياس شرف وكرامة الأمة! وهنا لا أتحدث عن الجهد الفلسطيني الذي مع ظروفه إلا أنه يعطي أكثر للقضية الفلسطينية …
2 – ما بواعث تخلي عدد كبير من الأدباء عن الكتابة للقضية الفلسطينية؟
في رأيي المتواضع هو عدم الانتماء الحقيقي للقضية الفلسطينية هذا أولا، وثانيا الانتماء السياسي أو الحزبي أو الطائفي، وهذا يوثر سلبا على الكاتب، فمعظم الكتاب انتماؤهم حزبي أولا …. وبصراحة أكثر إذا حدثت إشكالية معينه بين الفلسطينيين وأقصد الجانب الرسمي والجهة أو الدولة التي يتبع لها الكاتب، فإن ذلك ينعكس سلبا على نظرة الكاتب للقضية الفلسطينية، ويمكن أن تنحرف بوصلته بشكل عكسي، وقد يكون للحالة الفلسطينية من انقسامات واعتراف بدولة الكيان من بعض الفلسطينيين… أثر في ذلك، إذ يمكن أن يؤدي إلى حالة من الإحباط عند بعض الكتاب والأدباء ولسان حال البعض يقول هل أكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين؟! …
3 – ما وظائف الأدب الذي يكتب لفلسطين؟ وهل يؤدي دورا ما في الصراع؟
الأصل أن يكون الأدب سلاحا ضد المحتل وخادما للقضية على مستوى العالم، وهنا اسأل كم مؤتمر أو ندوة أو مهرجان أو فلم أو مسرحية كانت عن فلسطين ونضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني أو لتعرية العدو الصهيوني وفضح جرائمة للعالم؟!
4 – ما الدور الذي يمكن أن يؤديه الأدباء في مساندة القضية الفلسطينية؟
قبل الحديث عن ذلك يجب أن يكون الأديب والشاعر منتميا قلبا وقالبا لهذه القضية… لا تتقاذفه الأهواء ولا تشده النعرات الحزبية والطائفية، فإذا كان كذلك فإنه يستطيع أن يؤثر ويكون جنديا في خدمة القضية الفلسطينية، ويكون دوره تعبويا في الجماهير عربيا.. وكاشفا للحقائق التي تدين الاحتلال وتظهره على انه عنصري ومحتل لأرض ليست أرضه، وانه الاحتلال الوحيد في العالم على مستوى الساحة العالمية، وهنا لا يمكن أن يكون محايدا لأنه بذلك يكون كما قال الإمام علي رضي الله عنه ( الشخص المحايد هو شخص لم ينصر الباطل ولكن من المؤكد انه خذل الحق)..
*رأي الباحث اللبناني د.محمد حمود رئيس منتدى العباسية
1- فلسطين القضية في الأدب العربي غائبة، بل تكاد تختفي من كتب المناهج.قلما أو تكاد تكون الصورة الأدبية (نثرا، شعرا،قصصا،،،)اللهم من قصائد معدودة مر عليها العمر ولم تفصح عن الاجرام الصهيوني ومجازره وافعاله.لقد غيبت فلسطين عمدا عن الأدب العربي ولا تزال.كل ما يتم توثيقه لم يدرك النور بعد.فالذاكرة تحفظ ما تراه العين أما الأهم الذي يوثق للأجيال تلك الجرائم فمحكوم ب” كي الوعي ” الذي تتحمل مسؤوليته الانظمة العربية والاسلامية السلبية التي باعت فلسطين أرضا وقضية فكيف بالتاريخ الفكري والوجداني والتربوي؟
2- إن غياب النفس المقاوم وروحية التعلق بالأرض وإنسانية الأقلام التي تكتب بكرامة وتعبر بجودة وتنظر للأدب في كافة مجالاته بأنه بندقية للدفاع عن العقول في وجه الحملة المسعورة ضد كل فكر مقاوم فضلا عن حالات النقص الأخلاقي الذي يعيشه الادباء المأجورين بحثا عن الأمان الذاتي والشهرة الاعلامية وممالحة ذوي المآرب من عربان السلطات الحاكمة في عالمنا العربي والتابعة للثقافة الامريكية والصهيونية من اهم مسببات ابتعاد الادباء عن القضية الفكرية والوجودية الأم.فلا حياة في ظنونهم لأدباء تحمي بيئة المقاومة وترفض التطبيع وتتحدث بلغة الكرامة والشهادة…ناهيك عن شراء الذمم بالمال فباتت الأقلام مأجورة تكتب لصالح السلام المنشود، فلغة الحرب ستبعدهم عن تحقيق الأمنيات التي يحكمها السراب.
3 -لا شك بأن ثلة من المثقفين والمبدعين واصحاب العقول يكتبون لفلسطين ويوظفون قدراتهم واقلامهم ودراساتهم العليا وابحاثهم لصالح فلسطين وهذا يعطي ثمرة كريمة ويزرع بذورا سوف تؤدي دورها المستقبلي في حفظ هذا الفكر. يعزز هذا اللون من الادب القدرة على الصمود وتعزيز روحية الأدب المقاوم والوطنية، وظيفة هذا النوع في نقل دروب الدماء والآلام وعشق الشهادة واستعادة البوصلة ممن عمل أن يوهن هذا الفكر ليلغي الهدف السامي من بقاء هذه القضية حية وقوية.فوظيفة القصيدة والرواية والحكاية والفنون الأصيلة جميعها تشكل نواة بقاء وديمومة في ظل الاعلام السلبي الذي يبحث عن عالم ثقافي هجين.
4 – الأديب الحق المشبع بالثورة والعقل النير والثقافة والبصيرة وسعة الاطلاع والقدرة على المواءمة بين الكتابة والهدف قادر على تغيير المعادلة إذا ما اتقن الدور وأصاب الوعي العربي في الصميم.فالجيل الشاب يترقب الشاعر المبدع والروائي المبدع ويتاثر بهما.نحتاج الى امثال محمود درويش وسميح القاسم وغسان كنفاني وغيرهم نحتاج لأصحاب الاقلام التي تجذب القارئ وتحفر في أعماقه هذه القضية، ولو أن ادباء وشعراء كثر من أصحاب الابداع والتميز لا زالوا يناضلون في تبليغ الناس بان القدس لا تزال عربية وان النهج المقاوم فكرا وادبا هو شريك النصر وشريك البندقية.
*د أيمن أحمد رؤوف القادري (محاضر بالجامعات)
1-هل ترى أن الأدب العربي الذي يوثق جرائم إسرائيل ويسجل مفاصل القضية الفلسطينية كافٍ؟
الأدب غير مُطالَب بالتوثيق الدقيق، وإحصاء الحوادث، وتأريخ التفاصيل، فذلك يُدنيه إلى مرتبة النثر العلمي. لكنّه مطالب بأن يتلبّس دور الالتزام السويّ لقضايا الأمة، عبر تحريك مشاعر الناس، وإلهاب أحاسيسهم، وتخليد الشهداء، في ساحات النضال المحقّة، ولا ريب أنّ ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني هي الساحة الشريفة التي ينبغي أن تُسخّر لها كل الأقلام. والتقصير في ذلك واضح وفادح. صحيح أنّ الأدباء الذي تطرّقوا إلى الشأن الفلسطيني كثر، لكن ذلك يجب أن يُربَط بالطول الزمني للقضية الفلسطينية، وعمق الآلام المتولّدة من هذه القضية. وهكذا سنجد أنّه ما زال لدى الأقلام ما تكتبه، ولدى الحناجر ما تنطقه. وطالما أنّ فلسطين غير محرَّرة، فليس للأدب أن يستكين، وليس للأديب أن يخلد إلى الراحة.
2-ما بواعث تخلي عدد كبير من الأدباء عن الكتابة للقضية الفلسطينية؟
أظنّ أنّ حالة الإحباط السياسي فرضت نفسها بنسب متفاوتة على الجميع. نحن نعيش أزمة حقيقية في عالمنا العربي. وأسوأ ما فيها ضياع البوصلة التي تحدِّد هوية العدو! دخلنا في متاهات الصراعات الجانبية التي تتوسّع باطّراد، وتُفرِغ القلوبَ من مشاعر الوحدة والعزّة، وتشحنها برذائل التشرذم والعصبية والانتماءات الوضيعة. على الأديب العربي أن يسمو فوق كل الجراح، ويرتفع فوق الألم، ليكون مبدلًا للواقع، لا أن يكون نسخة عنه، ينبغي أن يصوّر الواقع كما يجب أن يكون، لا كما هو كائن.
3-ما وظائف الأدب الذي يكتب لفلسطين؟ وهل يؤدي دورا ما في الصراع؟
الذي نراه من خلال استعراض ما كتبه الأدباء، عبر تاريخ النضال الطويل، أنّ مادّة الأدب تراوحت بين كتابة أناشيد ثورية مغنّاة، لإلهاب المشاعر في المسيرات والاحتفالات وساعات المواجهة الفعلية، وتصوير الأحداث البطولية عبر قصص سردية ممتعة ومشوّقة، وتجسيد المقاومة في مسرحيات مؤثرة ومعبّرة، وتبديج مقالات وخطابات تلامس الوجدان، وتُحسِن إيصال الصورة. لكنّ المزعج انتقال بعض هذا الأدب إلى شتائم مقذعة واتهامات صريحة وتجريحات قاسية. لا أقول إن ساحة العمل الفلسطيني خالية من الأخطاء والخطايا، لكنني أرى إخراج الأديب من الانقسامات، وإبقاء الأدب مظلّة وارفة فوق الجميع، ليكون حربًا على العدوّ الأساسي، الكيان الإسرائيلي.
4-ما الدور الذي يمكن أن يؤديه الأدباء في مساندة القضية الفلسطينية؟
الأدوار المنوطة بهؤلاء الأدباء: إحياء الروح الجهادية الصحيحة، والتركيز على الصور المضيئة في عالَم المقاومة الفلسطينية، ونفض الغبار عن صفحاتها المشرقة، وبثّ الأمل في القلوب اليائسة، ونفخ الحيوية في النفوس المتراخية. على الأديب أن يَظهَر قلمًا غير مأجور، وقصيدة لا تُوظَّف لصالح طرف دون آخر. عليه إخراج القضية الفلسطينية من التوظيفات الإقليمية والصراعات الداخلية. إننا أمة بدأ تراثها بالشعر، واستمرّ معها، ولذلك يملك الشاعر العظيم أن يسيَّر الشعوب، إن تيقّنت أنّه مخلص لها تمام الإخلاص.
* رأي الأديبة افتخار عبد الله من فلسطين
الأدب العربي شجرة أصلها ثابت، وفروعها متشعبة ومتفرعة، وكل كاتب أو شاعر لديه لمسة سحرية يضفيها على الفرع الأدبي الذي يكتب فيه، فيبدع أكثر من غيره…
بداية والجميع لا يغفل أننا أمة اقرأ ولا أحد يقرأ… وشريحة كبيرة من العرب لا ترغب في القراءة والاطلاع لأسباب كثيرة…
فإذا تطرقنا إلى موضوع الكتابة في الأدب العربي لفلسطين وقضيتها… وكتبت قليلاً من السطور، ثم طلبت من أحدهم قراءة ماكتبت، سيقاطعني بالقول: أنا أتعب، أو ليس لدي وقت أو أي حجة يستحلها ليخرج من بؤرة الإحراج…
على أية حال، إذا كان هذا الواقع لا رغبة ولا قابلية ولا أدنى جاذبية نحو القراءة.. فماذا نتوقع؟!! وماذا ننتظر؟!! وكيف سنواكب ونلاحق الإنتاج الفكري والنبض العربي الثوري الذي مازالت تفقسه المطابع ودور النشر حتى الآن!!!
أبدع الأدباء العرب في توثيق أحداث القضية الفلسطينية شعرا ونثرا… وفضحوا جرائم الاحتلال ونددوا بها… إلى أن ضعفت وفترت الهمم في السنوات الأخيرة بظهور الصحافة والإعلام العربي والمحطات الفضائية المرئية والمسموعة وحتى ازدهار التكنولوجيا الحديثة ووصول الانترنت إلى كل بقعة جغرافية في الوطن العربي على أبعد تقدير… ولا أريد الخوض في مجال النقد السلبي والإيجابي هنا… ولكن أود الإشارة إلى أن الانترنت وسيلة مشتتة ومضيعة للأجيال العربية بنسبة كبيرة جدا ولا أستثتني منها إلا القليل جدا… واليوم العقل العربي رغم تفتحه إلا أن انفتاحه جعله يغوص في وحل الفساد السياسي والأخلاقي والتفكك الاجتماعي… إلخ
لا أريد الإطالة في هذا الجانب.. انفرد أدباء فلسطين بقسم خاص… هو أدب المقاومة وأدب الثورة ضد الاحتلال الإسرائيلي… وقد برع فيه شعراء كثر.. فكتبوا شعرا منظوما وشعرا حرا… وكله يصب في بوثقة واحدة.. القضية والاحتلال… إضافة للنثر والقصص القصيرة والروايات والخواطر وغيرها وحتى السير الذاتية كما في كتاب فدوى طوقان رحلة جبلية رحلة صعبة… سلطت الضوء على واقع مرير وصورت الأحداث آنذاك وكأنك تعيشها واقع…
رداً على سؤال طرحه الدكتور أنور الموسى حول مدى كفاية الأدب العربي في توثيق الجرائم وتصوير القضية الفلسطينية… أود أن أقول وجهة نظري باسهاب… إن الأدب العربي في كل قطر من الأقطار العربية هو مرتبط بسياسة الدولة وعلاقاتها الدبلوماسية والخارجية مع العدو الصهيوني.. علاقات التطبيع… فإشارة واحدة كافية لمحو كل المداد المخطوط… بعض المجلات والجرائد المحلية العربية كانت تخصص زوايا لنشر إبداعات الكتاب والشباب حول القضية وفضح الاحتلال… ولابأس في ذلك… لكنها كانت زوايا جبانة لاتجرؤ على ذكر الاسم الحقيقي للكاتب بل توقع برموز خوفاً من المواجهة والتصريح…
ومن جانب آخر نجد سياسية القمع والاضطهاد تجاه الكتابة في المواضيع الساخنة… فتجد الكتاب والأدباء يحتفظون بما كتبوا حتى تخف وتيرة الأحداث ومن ثم يقومون بالنشر…
بالطبع أنا كمواطنة فلسطينية أقدر وأثمن جهود الكتاب والمبدعين من الأدباء على ماخطته أقلامهم من دعم للقضية الفلسطينية وتوثيق للجرائم الصهيونية وفضح لعنجهية الاحتلال.. لكنني لا أرى أن ذلك كان كافياً… فعلى سبيل المثال لا الحصر ما فائدة الكتابة في فترة النكبة عام 1948 وحتى النكسة عام 1967 والأمية كانت متفشية في الوسط العربي وخاصة الوسط الفلسطيني… والتجمعات السكانية آنذاك كانت تجمعات ريفية قروية يعملون ويكدحون في الزراعة والفلاحة من طلوع الشمس حتى غروبها… ولايجدون متنفسا للراحة… هل نتوقع من هذه الفئة القراءة والتأثر بالمقروء… هذا ضرب من الخيال.. وما الفائدة من إرسال أبناء القرية لتلقي تعليمهم واقتصار تعليمهم على علم الحساب والقراءة والقرآن الكريم والعلوم المتنوعة بما لا يمت للقضية الفلسطينية بصلة… ولا أريد التغريد بعيداً فحتى زمن قريب تمكن الفلسطيني من ترديد النشيد الوطني في المؤسسات الحكومية والخاصة… أيضاً لاتغفل عن نظام الطبقة البرجوازية الذي كان سائدا ويستبيحون مايفعله الأجنبي بحق العربي القروي… بدافع ديمقراطي وماهو إلا جهل وتخلف وتقليد…
من وجهة نظري أرى وجود علاقة غير متكافئة بين الكتابة الأدبية والمجتمع العربي مجتمع القراء.. وكل واحد يغرد خارج سربه…
يرى بعض الأدباء ضرورة تنويم أقلامهم تنويما مغناطيسيا.. لأن هذه الكتابة لاتسمن ولاتغني من جوع… ولن تطعمه رغيف خبز ولاتسد جوعه… ولا تكسوه ثوباً.. فضلاً عن النتائج السلبية المترتبة على الكتابة فيما يتعلق بجانب الاعتقال الإداري والتعذيب والنفي وغيرها… وهناك باعث آخر يدفعهم لترك الكتابة وهو الإيمان بأن القضية قائمة إلى يوم الدين… فلماذا نجهد أنفسنا ونرهق عقولنا في ما لافائدة من ورائه…
الأدب الفلسطيني المنتفض.. أدب الثورة.. أدب المقاومة… وغيرها من المسميات التي تندرج تحت مضمار القضية الفلسطينية… نلمس لها وظائف مؤثرة في الصراع العربي الإسرائيلي…
رأينا في السنوات الأولى والمرحلة الأولى للاحتلال.. تأثير القلم الثوري الحر في انتفاضة الجماهير الشعبية… الشعارات المنددة… والأناشيد المناهضة لهم… كان التأثير كبيراً والجمهور متأثر ويدفعه الحماس للثورة والخروج في المسيرات السلمية والتي غالبا ما تنتهي بالتصادمات والتراشق بين الفريقين وسقوط أعداد من الشهداء والجرحى والأسرى… الإضرابات الشاملة… والحداد… إغلاق المحال التجارية… والأسواق الشعبية… فرض الطوق الأمني ومنع التجوال لفترة طويلة… تعطيل الدراسة والدوام في الدوائر الحكومية… ولاننسى توظيف التراث الشعبي والفلكلور والدبكة الشعبية والزجالين… وفرق الكشافة الوطنية… والمخيمات الصيفية لتدريب الصغار على استخدام السلاح وإحياء القلب الثائر… وغيرها من أشكال الثورة السلمية وغير السلمية… تنفيذ أحكام الإعدام بحق المناضلين… خروج المجاهدين لمواجهة الاحتلال في الثغور… إلخ
أستطيع القول بأن الشعراء من أمثال محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وفدوى طوقان وإبراهيم طوقان، وعبد الكريم الكرمي أبو سلمى وغيرهم كثير…استطاعوا تسليط الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي… ومعاناة الفلسطيني فوق أرضه من تشريد وقتل وتهجير وتدمير وسلب ونهب للحريات والممتلكات… ولم تصلنا كتاباتهم على أطباق من ذهب إلا بعد خوضهم للتجارب والعيش في الظروف الحالكة القسوة… فالأديب ولدت كتاباته من رحم المعاناة والواقع المرير…
أود الإشارة إلى محاولات الاحتلال الإسرائيلي في إخماد القلم العربي المقاوم والحر… ففي البدايات كانوا يمنعون الكتابة في الجنس الأدبي الثوري والمنتفض… لايريدون ذكر اسم فلسطين المحتلة أو القدس خلال الحديث… فلجأوا إلى تشجيع الكتابة العربية ولكن في منحى جديد وهو الجانب الغزلي والعاطفي وفيض المشاعر والعواطف… وتدريجيا حاولوا إخماد الانتماء الوطني الثوري شيئاً فشيئاً… كانت برامج الإذاعة والتلفزيون تشجع العرب على انتهاج نهج جديد في الكتابة… وأيضاً دور النشر لاتنشر إلا ماكتب في هذا المجال… أضف إلى ذلك قمع الاحتلال للأمسيات الأدبية والشعرية في الليل… ومحاولات التضليل الصهيوني للكتاب العرب والقراء… حيث يقومون بسرقة الكتابات العربية وتحويرها والتصرف فيها ومن ثم إعادة نشرها… أو كتابة منهم موقعة بأسماء عربية يخترعونها…
خلاصة القول: الأدب العربي متشعب.. لكنه لم ينصف القضية الفلسطينية..ومازال بوسع دور الثقافة والإعلام واتحاد الكتاب تشجيع العرب على إيفاء الحق وتأدية الرسالة على أكمل وجه… المسابقات العربية على مستوى الوطن غير عادلة وتتهرب من مسؤولياتها… عليها الابتعاد عن المحاباة والتزام الحياد… وأن تكون أكثر جدية في حسم الأمر…
*رأي الأستاذ الشاعر حسن مرتضى
*(قضيية فلسطين)*
“””””””””””””””””””””‘””
بين بلفور 1917
وترامب 2017
مضى قرنٌ من الزمن/
على قضية فلسطين التي تم اقتلاع شعبها المظلوم من أرضها بعد الحرب العالمية الثانية على أيادي وحوش الصهاينة : (سايكسبيكو)والدول الكبرى المعروفة بهتك حقوق الإنسان ونهب خيرات الشعوب… لم تشهد البشرية منذ اغتصاب فلسطين سنة 1948 وضوحاً للقضايا الإنسانية بقدر ما شهدته قضية شعبنا العربي الفلسطيني من وضوحٍ منذ وعد بلفور المشؤوم الى وعد ترامب المرجوم ب:
( 500 مليار لعنة).
ولكن الحقيقة أن شعوبنا العربية ؛ رغم أنها هي المغلوب على أمرها ؛ لم تشهد تراجعاً عن اعتبار عدوها الأول والأخير
(إسرائيل) . ولكن بالمقابل نجد مواقف العار والعربان المتمثلة بالنظام العربي الرسمي وجامعة الدول العربية
التي كانت مواقفها ولا زالت قائمة على ماتفرضه مصالح العدو
الصهيو أميركي فرضاً محكماً… أمام هذا الواقع المذل تنحني رؤوس الأنظمة راكعة ساجدة أمام أبشع الشياطين وأحقر المخلوقات على الإطلاق… واذا كانت رؤوس الرؤوس قائمة على هكذا انحطاط/ فماذا عسانا نقول على أذناب ذيولهم المنحطة؟! ..
ذوو الألسنة الطويلة
تخصصوا بلحس أحذية السلطة وتلميع نفايات الزعامات ولعق الحثالات دفاعاً عن كتاب السلاطين.. وهاهم يلهثون وراء الرشاوي بألأقلام المأجورة … وها نحن أصحاب العيون الداميات/ نراهم كيف يحرسون تخمة البطون..وهاهي أمعاؤنا الخاويات/ تنسخ الصارخات عن صراخ أبواقهم/نسخةً
تترجم الخواء للكتاب..
ونسخةً تترجم النباح للكلاب…
:::::::::::::::::::::::::::
كيف ينبغي النظر إلى المسألة ؟؟ … هل يجوز تسمية مثقف السلطة المتحالفة مع أعداء الشعب أديباً ؟!.
من البديهي أن لا تكون ثقافة النظام القائمة على الظلم والطغيان إلا ترجمة عملية لمقولة فرِّق تسُدْ !!. وإلا فكيف تكون الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية بوابات واسعة ليدخل منها العدو بنيرانه الحاقدة ليشتعل الأخضرواليابس حتى يتفحم كل شيءٍ إسمه حجر/ وكل حيٍّ إسمه بشر/ ..
((وتأتي بعدها صناعة الفحم الحيواني لتشرح درساً لكل من يرى ويسمع؛ يقول له ولنا باعتبارنا/معاً/ بشراً متفحمين : اُنظروا؛ هذا ما حلّ بكم … ألم أقل لكم اسكتوا تسلموا؟!. التزموا نومكم وبيوتكم وابحثوا
عن خبزكم بأحلامكم ولا تقاوموا !! فالمقاومة سراب !!!
ثم يأتي من جديد حاملاً دزينة من دواوينه الشعرية مادحاً فيها حمامات السلام بلا أجنحة وعاريات بلا ريش…
متهمكاً على ثائرٍ إسمه طانيوس شاهين!! لماذا؟…
قال: لأن شاهين طائرٌ متفحمُ أسود … ويشبه الغربان!! وهكذا أطال وأطنب تشويشاً على سطوع المنارات/فقط: ليطمس ضوء الغراب !!!///… وعلى هذا منحته حكومات النفط الخليجي جائزة التفوق بالثقافة والأدب تخليداً لكتابه الكبير : دراسات وأبحاث نقدية عن ثورة الربيع العربي وأم الفحم/ بعنوان :
( دخانية النرجيلة والفحم)…
وهكذا؛ فلا نرى حضوراً للقضية الفلسطينة؛ لا في ثقافة السلطة ولا بين مثقفيها … أدب الفكر السائد ؛ هو المتراجع دائماً نحو المذلة والهوان ؛ ولا وجود له في مواقف الأدب الشريف والشرفاء…
مثلاً؛ جائزة نوبل (( ألإنسانية ))!! هل اُعطيت يوما لأديبٍ نجد
في كتبه قضيةً اسمها
فلسطين ؟! . أبداً …
وكأن الإنسانية ليست معنيةً بقضية الشعب الفلسطيني !!! لذلك فهم يجعلون الفائز بها مسطرة ؛ من دخان الأضاليل ؛ بها تقاس معاني الحضور والغياب/ ومعاني التراجع والإقدام في ميادين الأدب العالمي… واختصاراً للموضوع فلا أرى ضرورة للإطالة والشرح والتفسير…
فمسألة المعرفة : من هو العدو ومن هو الصديق لم تعد خافية على أحد/وغدت واضحة أكثر من وضوح الشمس/لذلك فنحن نقول : إن ثقافة الشعب العربي شيء/ وثقافة السلطات شيء آخر…ولا يجوز الخلط بينهما.. فلننظر الآن إلى مقاومات شعوبنا في/فلسطين/ولبنان/وسوريا/والعراق/واليمن/…
لنرى أساطير الشعوب
بالمقارنة مع حكومات
السقوط والمذلة والهوان… لا تراجع للقضية في قلوب شعوبها.. نحن فلسطين الثورية/
نحن اللغة العربية/
نحن آداب القضية/…
والسلام على من اتّبٙع الهدى…
*رأي البرفيسور الجزائري بومدين جلالي
الموضوع: تخلي الأدب عن قضية فلسطين وجرائم الاحتلال؟! يرجى منكم الإجابة…
تمهيدا للنشر في مجلة إشكاليات فكرية ووسائل أخرى.. مع التحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– س 1 – هل ترى أن الأدب العربي الذي يوثق جرائم إسرائيل ويسجل مفاصل القضية الفلسطينية كافٍ؟
أ.د. بومدين جلّالي : –
الأدب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين غير الأدب العربي في مطلع الألفية الجديدة … كان أدبنا في معظمه يتأرجح بين النزعتين الوطنية والقومية لعوامل تاريخية معروفة، والآن أصبح في معظمه يتأرجح بين الذاتية والعبثية لعوامل أخرى طرأت على المجتمعات العربية في هذا الزمن المعولم الذي لم نفهم منه أمورا كثيرة، وهو ما أدى إلى شبه ضياع في متاهات استفهامات هذا التعولم غير البريء، وذلك على مستوى غالبية النخب التي تسمي نفسها “”مبدعة”” وعلى مستوى الكثير من أطياف مجتمعاتها، لا سيما الشابة منها… من هنا؛ يمكن أنّ نقول إن الأدب العربي التسجيلي التوثيقي للجرائمية الصهيونية الاحتلالية في فلسطين الأسيرة قد أنجز الكثير الكثير في الفترة الوطنية القومية لكنه لم ينجز إلا بعض ما يحفظ شيئا محدودا مؤقتا من ماء الوجه في الفترة الذاتية العبثية … ذهب عصر الثورات والمقاومة والصمود واعتبار العدو عدوا فاختفى تدريجيا الشاعر المناضل والروائي المناضل والقاص المناضل والمسرحي المناضل والفنان المناضل والمثقف المناضل وما إلى ذلك من تصنيفات لأهل الثورة والنضال والموقف … ما ينتجه العلمانيون العرب وأشباه العلمانيين السائرين في ركابهم الأعوج الأعرج دفاعا عن الهولوكوست المزعوم وتأييدا للمثلية الجنسية وتبريرا للإنجاب خارج مؤسسة الأسرة و… و… و… يفوق مئات وربما آلاف المرات ما ينجز عن قضايانا العربية المركزية وعلى رأسها قضيتنا الأم، قضية فلسطين.
– س 2- ما بواعث تخلي عدد كبير من الأدباء عن الكتابة للقضية الفلسطينية؟
أ.د. بومدين جلّالي : –
بداية؛ ليس كل الذين يطلقون على أنفسهم توصيف “”أدباء”” هم حقا أدباء. فما أكثر الكتبة الذين تفتقر كتاباتهم إلى رائحة الأدبية وما أقل الأدباء الذين وصلوا إلى نسبة معينة من الأدبية في أدائهم الجمالي ضمن مختلف الأجناس الأدبية الرائجة في فضاء الثقافة العربية … وداخل هذه القلة التي تمتلك شيئا من الأدبية لا نكاد نجد من اعتمد فلسطين تيمة رئيسة لإنتاجه الأدبي إذا ما استثنينا بعض أدباء فلسطين. وبواعث هذا التخلي الأدبي، واللاأدبي أيضا، عن القضية الفلسطينية عديدة ومستمرة في التكاثر، ومن أهمها ما يلي : –
أ – تخلي القيادة الفعلية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن مشروعها التأسيسي الثوري الأصلي الهادف إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي وتغييره تنظيرا وممارسة إلى مشروع للتطبيع مع إسرائيل والتعايش المتعاون معها انطلاقا من المستوى السياسي ومرورا بالمستوى الأمني وانتهاء بالاقتصاد والاجتماع … وذلك تحت ضغوطات مركّبة ومقابل امتيازات شخصية لا علاقة لهذه ولا تلك بمصالح الشعب الفلسطيني في عمومه ولا بتحرير أرضه كلها أو بعضها من الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي الغاصب للإنسان والمكان وموروث الزمان … وهذا ما جعل كذا أديب عربي قصير النظر ضعيف الهمة ينكمش على ذاته بحجة أنه ليس ملكا أكثر من الملك صاحب الأمر.
ب – تخلي أنظمة دول الجامعة العربية إجمالا وتفصيلا عن القضية الفلسطينية لأسباب مرتبطة بديمومة الحكم هنا وهناك مضافة إلى تحقبيق بعض المصالح الشخصية المتنوعة، وذلك تحت هيمنة ضغوطات أوروأمريكية صهيونية صليبية مدعومة بتغريب داخلي كان محركا لكل الخيانات الكبرى التي حدثت في التاريخ العربي الحديث والمعاصر … والأكثر من ذلك أن معظم الأنظمة المشكّلة للجامعة العربية لم تكتف بالتخلي عن القضية الفلسطينية وإنما تجاوزته إلى التفنّن في صناعة جل المآسي الفلسطينية، سواء كان ذلك في ثنايا النسيج الداخلي الفلسطيني أو ضمن نسيج فلسطينيّي الشتات … وقد حدث هذا رغم أنوف أكثرية المواطنين المستضعفين والمواطنات المستضعفات في هذا البلد أو ذاك ممّن كانوا ومايزالون مقتنعين دونما أدنى اهتزاز بتحرير فلسطين العربية الإسلامية كاملة واسترجاع سيادتها التاريخية وقداسة قدسها مسجدا وعاصمة… وهذا ما جعل الأديب العربي الحامل لشيء من الجبن يشعر بالخطر على حياته ويلبس الحذر أمام الكثير من التيمات ومنها تيمة فلسطين حرة سيدة في قرارها.
ج – نجاح الحركة الصهيونية الإجرامية – صانعة إسرائيل المحتلة لفلسطين – نجاحا باهرا في السيطرة على مختلف مصادر القرار الفاعل في المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، وذلك بالدهاء الإستراتيجي حينا والمكر التوريطي حينا والرشوة المالية حينا والتصفيات الجسدية حينا وزرع التخريب حينا وترقية الفشل حينا وقلب المفاهيم حينا وتثمين الخيانة حينا وتغذية النزاعات حينا وهكذا دواليك وفق ما قالت به بروتوكولات آل صهيون في عملها الدؤوب لاستحمار بني الإنسان بصورة عامة والمسلمين والعرب يصورة خاصة… وهذا ما قلب النضال الثوري التحرري الجهادي إرهابا والمساندين له بالأدب وغير الأدب عصابيين دمويين يجب قتلهم أو سجنهم أو تشريدهم أو تهميشهم في أحسن الأحوال … والأديب العربي في راهن هذا الزمن ينسحب أمام أقل من عُشر هذا التهديد.
د – تأثير العولمة التي أصبحت مرادفة للقولبة والأمْركة تأثيرا سلبيا تعدى أقسى وأقصى الحدود السالبة القاتلة لكل إيجاب، وذلك من جراء التلقي التسطيحي واللانقدي لهذه العولمة المؤسسة على الاستصغار والاستحمار والاستدمار من أجل فرض ما يريده المركز المهيمن المتجبر وإلغاء ما يريده الطرف المستضعف المتواضع … وهذا التأثير السالب الذي عمل على إثبات فكرة القابلية للاستعمار بالدليل القاطع وقدم الحجة وراء الحجة على صلاحية نظرية نهاية التاريخ وما يرافقها من حرْب ضرورية لتطبيقها في الواقع العالمي – كما قال بذلك مفكرو المركز الأمريكي – جعل الطرف العربي برمته وما يحيط به من أطراف مشابهة له قاب قوسين أو أدنى من الخروج نهائيا من مسرح التاريخ الحي والدخول إلى أخبار التاريخ المندثر … وهذا التراجع العربي الوجودي في السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والاجتماع وما إلى ذلك من تمظهرات صناعة الحياة الحرة الكريمة انعكس متجليا في إنتاج الأدباء التسطيحيين اللانقديين الذين انزووْا في ذواتهم المسكونة بالخضوع والخنوع وراحوا يعانقون تفاهات الغرب وشذوذاته جاعلين منها تيمتهم الرئيسة متناسين قضايا أوطانهم وأمتهم ووجودهم الحقيقي ككل، وعلى رأسها تيمة فلسطين التي بها نكون وبدونها لا نكون.
– س 3- ما وظائف الأدب الذي يكتب لفلسطين؟ وهل يؤدي دورا ما في الصراع؟
أ.د. بومدين جلّالي : –
قديما كانت التيمة الفلسطينية بتنوعاتها اللامتناهية حاضرة بقوة في جل الحواضر العربية والتي فيها عرب وعند معظم حملة الحرف العربي الإبداعي المرتبطين بانتمائهم والملتزمين بقضاياهم الرئيسة، وكان مجمل ذلك الإبداع الذي يكتب لفلسطين يندرج ضمن أدب الصمود والمقاومة … فهو مرّة تذكير بتجذر الشعب الفلسطيني في أرضه وتاريخه وهويته وتميّزه الأصيل، وهو مرّة تعبير عن مأساة الإنسان الفلسطيني سواء كان ذلك في الداخل تحت وطأة الاحتلال وهمجيته أو في الخارج تحت واقع الضياع في مختلف فضاءات الشتات، وهو مرّة تبشير بجدية الثورة الفلسطينية وشرعيتها المطلقة والآمال الواسعة العميقة المترتبة عنها، وهو مرة دعوة صريحة واضحة إلى مساندتها ومؤازرتها لا من العرب والمسلمين فقط بوصفهم أصحاب القضية على قدم المساواة مع أهل فلسطين الأسيرة بل من جميع بني الإنسانية المؤمنة بالقيم العظمى للإنسانية السليمة وعلى رأسها التشبث بالحرية ونبذ الظلم كيفما كان نوعه، وهو مرّة ابتهاج بنضالاتها الجهادية وانتصارتها على الأرض، وهو مرّة تمجيد لأبطالها وتخليد لشهدائها، وغير ذلك من تنوع التيمات وتفريعاتها المصاحبة للأداء الثوري المقدام الصادق والمشجعة له …
أما في الزمن الراهن فالكتابة الأدبية لفلسطين أصبحت نادرة وهي غالبا مرتبطة بمناسبات معينة أو بأحداث ذات وقع إعلامي كبير، والمسيطر على جزء له أهميته من هذه الكتابات هو ما يمكن تصنيفه ضمن استمرار البكائيات الطللية الأندلسية الناحبة على ما ضاع أو اقترب من الضياع بسبب الوأد المقصود لثورة الشعب الفلسطيني وتفشي الخذلان الداخلي الخارجي والانشقاقات في الصف واعتبار الجهاد إرهابا وتصهين الكثير من الزعامات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية وما يجري هذا المجرى …
وفيما يخص دور ما يكتب لفلسطين في الصراع القائم فالأمر لا يستدعي إيضاحات شاسعة إذ في القديم كان لتلك الكتابات أدوار متعددة وليس مجرد دور واحد وحيد فقط، وكل تلك الأدوار كانت هادفة بطولية محركة للإقبال على التضحيات الكبرى من أجل تحرير فلسطين المدافعة عن عِرضها وأرضها، أما في الزمن الراهن فيتلخص دور معظم الكتابات (النادرة) المخصصة لفلسطين المكبّلة باحتلال صهيوني استيطاني متجبّر وخذلان عربي متصهين في عنصرين لا ثالث لهما، أولهما ملْء فراغات حيّز صغير في الفضاءات الافتراضية والصحف الصفراء أثناء المناسبات الفلسطينية، وثانيهما المزايدة على الشعب الفلسطيني المسلوب من كل حقوقه وممارسة بعض الإيهام شبه الثقافي عليه…
– س 4 – ما الدور الذي يمكن أن يؤديه الأدباء في مساندة القضية الفلسطينية؟
أ.د. بومدين جلّالي : –
يبدو لي أن الأديب الذي يحمل هذا التوصيف بمبناه الجمالي ومعناه الرسالي يدرك الإدراك كله أنّ الأدب رسالة إنسانية سامية في أداء لغوي جميل … وسمو الرسالة تحدده القضايا الرئيسة للجماعة في ظرف تاريخي معين، وجمال الأداء تحدده التطورات الفنية السليمة للجنس الأدبي الذي يكتب فيه الأديب المعنِي …من هذين المنطلقين الجوهريين يمكن للمتلقي العربي الناقد المحتكم إلى عمق المعرفة بالعلوم الضرورية والمصاحب للموضوعية المترفعة عن المجاملات والمساندات والمزايدات مهما كانت بواعثها سوف يصنّف معظم الكتبَة العرب في مطلع الألفية الثالثة التي ننتمي إليها في صنف المستأدبين الذين أساؤوا إلى الأدب والأمة معاً لا في صنف الأدباء الذين أحسنوا إلى الأدب والأمة معاً …
فمن حيث المعنى الرسالي؛ لا يُعقل أن تسيطر على نسبة معتبرة من السرد الروائي العربي ( التخصيص للتمثيل لا غير ) مشهديات الجنس الفاضح المثير لغرائز الصبيان والمتصابين حتى يخال المتلقي المتتبع للإنتاج الروائي ذي اللسان العربي أنه لم يبق للمجتمعات العربية في هذا العصر قضايا مركزية رئيسة غير قضية الجنس … وفي المعنى نفسه؛ لا يعقل أن تسيطر على أكثرية الشعر الوجداني العربي ( التخصيص للتمثيل أيضا ) تأوهات نائحة على موقف حبيب قال لا في لحظة من مسار الحياة حتى يخال المتلقي المتتبع للإنتاج الشعري ذي اللسان العربي أنه لم يبق للإنسان العربي من حاجز بينه وبين السعادة المطلقة إلا أن يقول له الحبيب نعم … قضايانا الأساسية وقضايا أدبنا شيء آخر غير الاستمتاع الشاذ بمشهد جنسي فاضح ورضوخ الحبيب بصورة استعبادية لا يقول بعدها لا أبدا …
ومن حيث المبنى الجمالي؛ لا يعقل أن يجهل المستأدبون التمييز التأسيسي بين مرفوعات اللغة العربية ومنصوباتها ومجروراتها ويدّعون جهارا نهارا أنهم من أدبائها، كما لا يعقل أن تغيب عنهم معرفة دلالة أدبية الأدب وكيفية ممارستها فنيّاً وهم يرتبون أسماءهم ضمن ألمع نجوم الإبداع في سماء الثقافة العربية التي باتتْ مظلمة بفعلهم …
وهنا نقف على الدور الوحيد الأوحد الذي يجب أن يؤديه الأدباء العرب مع فلسطين أو غير فلسطين، وهو أن يبتعدوا عن مستنقعات المستأدبين ويرتقوْا تدريجيا إلى رحاب أدبية الأدب ببعديْها الجمالي والرسالي، مع التشبث بعروبتهم لا بمعناها العرقي وإنما بمعناها الثقافي والحضاري والوجودي … وفي عمق ذاك أو ذلك الارتقاء المأمول يجد الأدباء – فرادى وجماعات، ودون توجيه من أحد – بحرية وقناعة ومسؤولية واقتدار ما يجب فعله وما يجب تركه.
وفي الختام؛ أقول : إن الأمر بات واضحا للأعمى والبصير على حد سواء … وبرغم الداء والأعداء، وكما حدث في كل الأزمنة التاريخية الواعية قليلا أو كثيرا؛ سيبقى النضال الأدبي واللاأدبي – بكل تجلياته الممكنة التي لها مشروعيتها الإنسانية – فرض عين لا فرض كفاية مادام في الوجود ظالم ومظلوم … وفلسطين مظلومة دونما شك ولا ريب.
*رأي الأديبة سهام صبرا الكسواني من القدس
١/إن توثيق الأدب العربي لجرائم إسرائيل وتفصيل القضية… تضم اجابتين: (١)كاف (٢) ليس بكاف…
الحالة الأولى
عندما يكون الأديب لا يملك سلاحا لقتال اليهود سوى قلمه، ولن يقدر على مواجهة عدوه وقتاله، فليبق يجاهد بقلمه ويدون تاريخ اليهود الأسود وظلمهم لأصحاب الأرض الأصليين حتى يوثق التاريخ ما كتبه القلم…
الحالة الثانية
ربما تأتي بعد هذا التوثيق أجيال تقرأ التاريخ وتهب هبة صلاح الدين والمعتصم وحينها تحرر الأرض والعرض.
٢/بواعث تخلي الأدباء عن القضية الفلسطينية
التدخلات الفكرية..فوسائل الإعلام الغربية ادت دورا كبيرا بعملية غسل دماغ الأدباء ولفتت نظر الكثير من الأدباء الغير متفهمين بأن الحياة أجمل من كل القضايا السياسية حتى فتكت بعقولهم نحو أدب العشق والغرام والبحث عن النساء في كل مكان سيطرت على أقلام الأدباء فانسلخ القلم من كل القيم وبات يكتب عن ملكة العشق وعن سندريلا أين يلقاها وساعة لقاء الحبيب والبكاء والحزن على فراق الحبيب وهلم جرة وأصبحت عندهم الحياة بهذا النمط وكذلك اليهود لعبو دور السيطرة على العقول وثبتت الفكر الغربي ونجح اليهود بتسليط النساء على العرب كي ينسون قضية فلسطين ونجحوا بذلك
حتى احد حاخامات اليهود قال:
كأس وغانية كفيلة على أن تهدم هذه الأمة
فقد نجحوا بما قالوا
وهدموها بمكرهم
٣/وضيفة الأدب الذي يكتب لفلسطين ان يستمر في الكتابة ليبعث روح الهمة والعزيمة في نفوس المحبطين ربما نهظوا واستقاقوا من سكرتهم التي هم فيها من ان دنس اليهود ارضنا
وكما انه يؤدي دورا مهما ما في الصراع وذلك ببيان الحقائق التي يحفظها التاريخ على مدى العصور وتكون للأجيال القادمة بمثوبة معلم لهم ومن هو عدوهم وسارق أرضهم
٤/ألدور الذي يؤديه الأدباء في مساندة القضية الفلسطينية هي
الحديث عن مجازر اليهود ضد شعبنا في كل مكان
الحديث عنوالأسرى في سجون الإحتلال
الحديث عن تجويع وحصار شعبنا الأبي في غزة العزة
والحديث لكل العالم عن حقيقة اليهود
وبذلك نكون كأدباء قد خدمنا جزءا لا يتجزء لقضيتنا وهذا هو جهادنا كأدباء نحو عدونا
تكملة السؤال الاول
وليس بكاف فيحب ان يبحث عن وسيلة لقتال عدوه وسالب أرضه.