السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / المرأة بين الشكل والعقل!

المرأة بين الشكل والعقل!

بقلم ديانا كريم
من منا لا يعرف المثلين المتضادين: “الجواب ظاهر من عنوانه” و”لا تحكم على الكتاب من غلافه”. المرأة هي أحد أبرز المتضررين من هذه الأمثال وأحيانا أخرى تكون أبرز المستفيدين. فكم من حواء سجنت نفسها في مفهوم الجسد والشكل لتصبح أشبه برسالة مغفلة من التوقيع.. متناسية عقلها وجوهرها كإنسان أولا وليس فقط كأنثى.

نرى اليوم معظم الفتيات يحصرن تركيزهن في المظهر , فأساليب الإبتكار أصبحت متعددة الجنسيات. ليس المطلوب إهمال الشكل عامة ولكن بدون مبالغة, فيجب التركيز على بناء الذات أدبيا والتسلح بالعلم والمعرفة. فقد ولى عصر “كوني جميلة واصمتي” بل كوني جميلة وتكلمي وترأسي وناضلي… واكتبي بحبرك الشفاف على صفحة الأفق…

كوني أنثى فيك شيء من شهرزاد ومارلين مونرو. ولا تتوقفي أمام عثرات التقاليد وتكوني تلميذة في مدرسة الببغاوات التي بناها مجتمعنا المريض بالإيدز, وتدفعين ثمن تخلفهم لمجرد أنك امرأة ! بل عليك اجتراع الحلول من وسط بعض القيود المحبطة, بخلق مناخ متوازن بين الأعراف وبين ما تريدين تحقيقه.

كوني جميلة… نعم، فالجمال بالبساطة، فتركيزك على الشكل سيضيع عليك فرصة أن تكوني عنصرا فعالا في المجتمع. فلا تحصري دورك فيه بأن تكوني “ماريونيت” يحركونها عبر الخيوط، فيخطتون لك تسريحة شعرك، ولون ثيابك وسيناريو أحلامكي… بل كوني كما أرادك الله كيانا حقيقيا وفاعلا، واعلمي أنك من يكتب التاريخ ويسطر الجغرافيا. ومأساتي أن مقولة “المرأة نصف المجتمع” تضحكني حتى في حفلات التأبين الوقورة . لست نصف المجتمع بل أنت من يصنع هذا المجتمع بكل مكوناته الذكورية والأنثوية، لست حرة.. بل أنت الحرية.

وأخيرا كوني بحجم ما وهبك الله من مقومات وقدرات.. غذي عقلك وروحك وكوني جديرة بكتابة مستقبل ناجح.. وفي نهاية المطاف انتعلي الكعب العالي وتأنقي.. باختصار، كوني أنثى تتحلى بقوة حديدية ممزوجة بأنسجة مخملية.