إعداد د. أنور الموسى
الفكر الحر.. لا يموت..كنفاني أنموذجا
…الفكر الحر لا يموت أو يزول، ولا سيما إذا كان صاحبه ملتزما يكتب بلون الدم.. ومن الغريب والمهين أن يقتل المفكر أو الأديب بسبب فكره مهما كان…
وهنا في ذكرى استشهاد غسان كنفاني… نورد نبذة عنه… تكريما لقلمه الملتزم…
غسان كنفاني ولد في مدينة عكا في سنة 1936م، وعاش في مدينة يافا، ثمّ اضُطر للنزوح عنها تحت ضغط الاحتلال الصهيوني، وكان ذلك في سنة 1948م، ثم أقام مدة وجيزة مع ذويه في جنوب لبنان، ثم انتقلت عائلته إلى دمشق، وعاش حياةً صعبة وقاسية فيها، حيث عمل والده في مهنة المحاماة، وقد اختار أن يعمل في قضايا كان معظمها قضايا وطنية خاصة بالثورات التي كانت تحدث آنذاك في فلسطين، وقد اعتقل لمرات عديدة، إلّا أنّه تميز بأنّه شخص عصامي وذو آراء متميزة، ما ترك آثراً عظيماً في شخصية غسان وحياته.
تعلم غسان كنفاني
دخل غسان روضة الأستاذ وديع سري الواقعة في مدينة يافا، فقد كان في الثانية من عمره، حيث بدأ بتعلم اللغة الفرنسية والإنجليزية… ولغته الأم اللغة العربية، ثم انتقل إلى مدرسة الفرير، ومكث فيها حتى سنة 1948م، وبعدها أكمل المرحلة الإعدادية من تعلميه في مدرسة في دمشق تُعرف باسم الكلية العلمية الوطنية، ثمّ انتقل منها مباشرة إلى مدرسة الثانوية الأهلية، وبعدها التحق بكلية الآداب في الجامعة السورية في عام 1954م.
الحياة المهنية
عمل غسان منذ شبابه في مجال النضال الوطني، فقد عمل مدرساً للتربية الفنية في مدراس وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين في دمشق، ثم انتقل بعدها إلى الكويت في سنة 1965م، إذ عمل هناك معلماً للرياضة والرسم في مدارس الكويت الرسمية، وكان خلال هذه المدة يعمل أيضاً في الصحافة، فقد بدأ إنتاجه وإبداعه الأدبي في تلك المرحلة، ثم انتقل في سنة 1960م إلى مدينة بيروت، حيث عمل هناك محرراً أدبياً في جريدة الحرية الأسبوعية، ثم في عام 1963م أصبح رئيس تحرير جريدة المحرر، كما عمل أيضاً في كل من جريدة الحوادث، والأنوار حتى سنة 1969م، ثم بعدها أسس صحيفة الهدف، وظل رئيس تحريرها مدة… الحياة الآدبية لغسان كنفاني
يعد غسان كنفاني نموذجاً مثالياً للروائي، والكاتب السياسي، والقاص الناقد، فقد كان مبدعاً معروفاً في كتاباته، كما كان مبدعاً في نضاله وحياته، وقد حصل على جائزة في عام 1966م بعنوان أصدقاء الكتاب في لبنان، وكان ذلك لرواية (ما تبقى لكم) التي عدت وقتئذ أفضل رواياته، كما حصل على جائزة منظمة الصحافيين العالمية، وفي عام 1974م حصل على جائزة اللوتس التي منحه إياها اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا في عام 1975م.
أشهر روايات غسان كنفاني
عائد إلى حيفا. رجال من الشمس. أرض البرتقال الحزين. أم سعد. عن الرجال والبنادق. القميص المسروق. العاشق. ما تبقى لكم. عالم ليس لنا. الشيء الأخر.
وفاة غسان كنفاني
استشهد الروائي غسان كنفاني يوم السبت صباحاً بتاريخ 8 /7/ 1972، بعد انفجار عبوة ناسفة في سيارته،… وضعت من جهة معينة بهدف اغتياله.
اغتيل كنفاني.. لكن فكره بقي… والدليل غزارة الدراسات التي لا تزال تتناول أعماله..