السبت , فبراير 22 2025

لا تقترب!

بقلم.فرح غزال

قبل أيام، دخلت حفلة أنيقة في وسط البلد.. حفلة صاخبة بالموسيقى الكلاسيكية، الراقية.. وبعد دخولي بلحظات.. بدأت العيون تنظر، والشفاه تتحدث وتقول:
تناغمت ثيابُها مع الموسيقى الكلاسيكية، تمادت ضحكتُها لـِتُراقص أضواء عينيها..
وكان هناك في تلكَ الزاويه َ رجل يقف بِـطولهِ اللافت وثيابهِ الأنيقه الرسمية. رمى باتجاهي نظراتٍ مغزولة من خِيطان الشوق، فضحكتي ليست بـِعادية.. هي ضحكة أُنثى شرقية.. أُنثى يتعطرُ العِطرُ منها.. ويغار القمر من جمالِ أطرافها المُخملية.. فقرر أن يتباهى برجولتهِ الشرقية، اقترب مني بخطواتٍ واثقه وهمس بـِروية، أتسمحين لي بهذه الرقصة يا سيدتي؟ ابتسمت بدفء همس بأُذني العشق، ليس عشقا إن لم تغدقه على الرجولة أُنثى شرقية..
مع أنني لا أرضى إلا برجل شرقي ذي طلة تسحر العيون وتلمعها، إلا أني وللحظات تذكرت وجع قلبي، تذكرت لوعة الحب، وموت الاشتياق.. وقفت وعيناي بعينيه، ولم أتردد.. وقلت له:
أرجوك … لا تحبني، فأنا أنثى ….لا تَصلحُ للحُب ولا للأحاديث الطويلة.. أنثى تفقد مرحها سريعاً لتعود إلى قوقعتها وتغلق خلفها الباب جيداً… لاتنخدع بابتسامتي، وتورّد خديّ.. وإياك أن تُغرم بالبريق في عينيّ ..انني بعد خروجي من هذا الحفل الصاخب الذي يقيمه العالم، أرتدي وحدتي..!

أنا أنثى تُحكم قبضتها على قلبها، وتغلق بابه جيداً.. وكلما وقع في غرامها رجلٌ فتحت لعقلها الباب ليطلق صرخته ورفضه..

أرفض الحب…..لانني لا أُجيد لعبة التوسط، أنا حين أحب أغرق بكُلّي، انغمس في انتظار، أحترق اهتماماً ولهفة، أنا كلما أحببت فقدت ذاتي.. حبي لم يزدني قوة، بل هشاشة وسرق مني الكثير.. وحتى الذي أحبني بكل صدقٍ أخافه حبي المجنون لانه تجاوز كل مقاييس الدنيا..
لهذا صرت اختبئ من الحب بين رفوف الكتب، وأسفل طاولة المقهى، ووراء الباب، وخلف الصحيفة، وادسُّ عينيّ في فنجان القهوة، كلما حاول رجلٌ استراق نظرة مني..
فأرجوك لا تقترب..!