السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / بين التين والدين..حكاية نفاق!

بين التين والدين..حكاية نفاق!

بقلم الدكتور المهندس قاسم محمد دنش

وقفت عند الرسول مسلما
للدينِ الحنيف حامدا وشاكرا
ومررت بالبقيع حاسرا متحسرا
هنا ضُيّع الأثر
هنا يحاولون ان يُطفئوا نور الإله
ويأبى الله إلا أن يُتم نوره
هنا الحسن والسجاد والباقر
هنا جعفر مكتبة رسول الإسلام
سلامي لكم، سلام محب لحقكم
وما ملكت عبرتي… فلمن ألجأ غدوت حيرانا
فهجرت إلى الغَرِيِب مناشدا
حيدر ومن سواه حلّال كل متعسرِ
وما خاب من ناداهُ
ولم تطاوعني دموعي إلا ان عرجت لذبيح الإله بكربلا
فلم أردد أي زيارة منصوصة عن أي ولي
وكلمته بلغة نبضات عاشق متلهفِ
ورحتُ متأملاً سر الإله في دين محمدٍ
وما أتاه من أهل بيت ووصيٍّ بعد وصي
وأرخيت دموعي كاشفا ألما يزيدُ من ألمي
ألمٌ احاط أمة محمدٍ ولم تشعر به
فغدوتُ لا أصدق ما أراه وما أسمع
فغدوت أسرق السمعَ
فأترك أذنيَ عند نواحي الطريق
وأأمن على عينيّ هنا وهناك
لا أصدق ما أرى
وأكفر بما أسمع
حتى أنفي بات يستشعر بتلك الرائحة
رائحة مزيج الفسق والتملق والنفاق…

أذناي لن تنسى يوم جاءها “متتين”
وقد أرخى أصابعه ظاهراً خواتمه
فاستعجب التملق لشدة ما قال
وروى لي كيف أن روحينا قد تلاقت
في عالم قبل عالمنا…
وظلَّ يفرك بصابونة حبه المزيف لي
حتى سمعته ينقل عني ما لم أقله…

ولعينيَّ مكانٌ متألم من الفؤاد بات يتسعُ
ترى كل يومٍ وتشهد
(متتين) من هنا وهناك
يتملقون ويتملقون
وبعد سويعة ينقلبون على من كانوا له يتقربون

ولشفتي حكاية عتاب وعتاب
اعتادت أن تقبل يدي ذاك الشيخ منذ الصغر
الذي ملأ قلوبنا بزُهد عليٍّ في الحياة
مع علمنا أنَ سيارته هي الأغلى
ولقانا علوماً نيرة من الأخلاق
مع أننا كنا نراه كيف ينفجر غضباً بين تارةٍ وأخرى…

علي أقف يوم القيامة شاكياً
قصصا وروايات وربما اساطير
ابطالها معممون لم يتذوقوا من العلم شيئا
ذاك اكتفى في دعوته
تملقا وتقرباً من زعيمه
ليخط عناوين من النفاق
وذاك الذي لم يُذكر ويُشهر
فراح يأتي بمطارحات واشكالات
ومن خلفها تلفزيون واعلام
يهتك، يعترض، لا اشكال
فللشهرة تكلفةٌ وأثمان..

وكيف لحالي وأرى ذاك الحاج
الذي يوزع صناديق الصدقات
ومن كثرة «تتينه» اكتفى فقراء دون فقراء
ففقراؤه ليسوا سوى ارامل او مطلقات
لغاية في نفسه الشهوانية…

وغصت المنابر والساحات
كل يتكلم عن اباء الحسين
وصرخة الحق العابرة للتاريخ
وهم لا يعرفون للحسين مقاما
لا في تملقهم للساسة
ولا عند حقوق الضعفاء…

آه كم ارى في كل يوم يزيديين
لكنهم ما ذاقوا الخمور قط
ولا مالوا يوما للملاهي والمراقص
هم دائما متختمون
وملازمون واكثر للمساجد
ولم يعرفوا للدين طريق
لا من درب من دروب الأخلاق
ولا من طريق من طرق الآداب
فعن الجوهر هم معرضون
ولكل الطقوس والمظاهر مقبلون
لذا باتوا متتينون…

آه و للآهات آهات
وقد لجأت للمسلمين
فلم اجد عندهم اسلاما
فرحت للغرب فوجدت اسلاما
دون مسلمين…

لا أدري ما الحق وكيف التبسَ عليَ كل هذا
أرسول الإسلام جاء بدين استغله منافقون
ليبيعوا سلعة رخيصة
يتاجرون به كلما نقصت أموالهم او سلطتهم
فبات دينهم تينًا؟!