الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / مكتئبة السرطان الهاربة.. الثائرة!

مكتئبة السرطان الهاربة.. الثائرة!

بقلم د. أنور الموسى
تذكرت في ليلة قدر خاشعة
صبية نبيلة وفية باكية
غابت كالشمس الخارقة!
بلا مسوغ تائهة شاكية
قلت في نفسي: إنها فرحة راحلة!
وسألت: لم تحولت إلى ذكرى خالدة؟!
وما سر غيبتها الحارقة..؟!
أجاب طيفها: بت في ظلامي رافضة!
ولكل ماض معادية..
قلت لظلها: يا ابنة الكرام الناظرة..
ابقي في الحياة مناضلة
ازرعي هدفك ونباتك كالهادية
لا تقنطي من رحمة الله والخاتمة
عودي زهرة حياة متفانية
ونصحتها كمن يداوي ابنته الغالية
قلت كما تقول أم حانية:
طلبت من الله في ليلة القدر الشافية
ان يحفظك ويعيدك كما كنت.. مؤمنة متفائلة
وتصبيحي في الصفوف الأولى رائدة شاعرة!
قال طيفها كزهرة ذابلة:
أفتى من دونك كالهضاب الراجفة
…لكن القدر أوقعني بشباك محاصرة
بت مقيدة كفريسة مرمية خائفة
أعاني كآبة قاتلة ظالمة
صحت في علني كالنائحة:
ما دهاك؟! ولم استسلمت كالفانية؟!
أنت لست أنت.. أيتها الشاكية!
ماتت فيك الروح النابضة؟!
أجابت والدمعة في العين شاردة
ينهشني داءان كفانية:
سرطان موت كمخلوقات ناهشة
وخوفي على من أهوى كأم طاهرة
قلت لها والدمعة من فؤادي جارية هاطلة:
داؤك ليس في الأمراض الجائرة
أنت ضحية وفاء هاربة
وصرخت قبل رحلتها الفانية..
أنت شهيدة قلوب سامية
وفية كإخلاص كواكب خالدة
أنرت دروب أوطان ثائرة!
ذكراك لن تزول في حقبات التاريخ الآتية
ثورتك لن تغور من قلوب شعوب نابضة
أنت روح ثورة هدأت اليوم كالنائمة
لكنها ستستفيق كالعنقاء الجارفة
ستزيل كل احتلال كسيول غاضبة
نامي قليلا.. ففي نومك راحة محاربة
ستقتلع كل طاغية كثائرة!