بقلم الدكتور المهندس قاسم محمد دنش
سلامي إليكَ أيُها المخلص…
سلامي إليك وان عزَّ سلامي، سلام منتظرٍ لدحض الظلم والجور…
أنتظرك ليل نهار، تلك الشارة وذاك الصوت المنادي بأن يا أهل الأرض لقد ظهر الحق المُنزل والعدل الموعود…
أنتظرك مولاي،
ومعي دفاتر من الشوق وكراسات من العشق وأطروحات وأبحاث دونها أصحاب حقوق ومظلومون ومستضعفون..
أنتظرك، وقد لاحت قراطيس وأقلام، ورسائل ورسائل، من أطفالٍ هنا ونساء هناك.
نادوك من دمشق وكفريا والفوعة وحلب،
نادوك من صعدة وصنعاء وعدن،
نادوك من القطيف والدراز والمنامة،
نادوك من قانا والمنصوري وبئر العبد والغازية،
ولم تجب…
أنتظرك وفواحش الملوك والسلاطين تتعالى وتتعاظم،
أنتظرك راثياً هجرانك كلما استمعت إلى مدائح متملقي الحكام والفاسدين..
أرى أموالاً في حزم، أخذت للفقراء والمساكين، أراها كيف أن فقراءهم المزعومين اصحاب قصور وتيجان وحلل، لكن ربما احتاجوا كثيراً من الأعلام والرايات فكانت الصدقة هي العنوان…
أرى أولئك الرجال الذين استعممت وتدعو في العلن لكم عند كل صلاة ويتمنون في باطنهم ان تكون في زمنٍ غير زمانهم…
مولاي،
أكتب إليك وقد حكم العالم حيتانٌ وقروشٌ من الأموال، وعصائب وتجمعات وتحالفات دموية،
أكتب إليك لا شاكياً، لا عن ترامب، ولا عن قومية العربان، ولا مستوضحا عن بوتين…
أكتبُ إليكَ راوياً عن أنّ قيامتنا في لبنان قد قامت، ولم يعد هناك شيئٌ من الحق ننتظره سواك أو من العدل نرجوه غيرك.
ننتظر منك قضاة صالحين وأطباء غيرَ فاسدين،
ننتظر منك ولاة ومعممين صالحين لا مكابرين ولا متكبرين،
ننتظرك ان جئت في زماننا، أن نكون لك دعاة حق مخلصين…
سيدي،
كيف لا أنتظرك وأرى جاري فقيراً ينتظر مائدة وفاة غنيٍ الذي ما تصدق عليه في حياته حتى بنظرة استعطاف، مع انه اعطى سيارة للشيخ وحجَ إلى بيت الله واعتمر…
كيف لا أنتظرك، وها قد رأيت طبيباً يشترط حصته من باع الأدوية والفيتامينات، وذاك مهندساً يوقعُ زوراً على جودة الأشغال…
كيف لا أنتظرك، وتواضعٌ صوريٌ قد مر من امامي ذاك الوزير الذي حرّض وقتل ودمر، وآخر هناك بكل وقاحة يُرسل التحايا إلى من شارك في تجويعهم وساهم في تعذيبهم!!
أرجوك اعطني مسكناً للصبرِ والإنتظار،
فكيف أستطيع ان أفهم ذلك الفقير المتملق لحزبه ومات منتظراً لوظيفةٍ من هنا أو هناك؟
كيف لي أن أفهم قصة محارب مات دون زعيمه لا داحراً للإرهاب ولا مقاومةً لإسرائيل؟
كيف لي ان افهم دموع أطفال جائعة وأخرى متألمة ولا دواء لديها، وجيرانها يرمون الطعام والمال عند ابوابهم جشعا؟
سيدي،
طالت سنون الإنتظار، ولا بد من هلالك ان يسطع بدراً، ناهياً ليالي اللاعدل والإفساد.
مولاي، كتبت إليك بعد يأسي من حال بلدي، عليِّ برؤياك يصطلح الحال، وإلا فمحال.