الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / مُهَاجِرٌ إِلَى بِحَارِ المَوْتِ!

مُهَاجِرٌ إِلَى بِحَارِ المَوْتِ!

بقلم د. أنور الموسى

مُهَاجِرٌ إِلَى بِحَارِ المَوْتِ
1- لَمْلَمَ بَقَايَا أَطْفَالِهِ وَحَيَاتِهِ/

عَزَمَ عَلَى الرَّحِيْلِ… لِيَتَحَرّرْ…/

قَبَّلَ جُدْرَانَ ذِكْرَيَاتِهِ/

وَتُرَابَ أَجْدَادِهِ… وَقَالَ:/

فَلْأَنْجُ كالطَّائِرِ بِمَا تَيَسَّرْ…/

وَلْأَحْمَلْ أَطْفَالِي وَأَتَرَجَّلْ…/

وَمِنْ مَجَازِرِ بِلادِيْ فَلْأَتَحَرَّرْ/

عَزَمَ عَلَى الرّحِيْلِ.. وَتَرَجّلْ…

2- نَسِيَ أَنْ يَطِيْرَ…/

فَسَبَحَ بِأَطْفَالِهِ… وَأَبْحَرْ/

يَا لَحَظِّهِ المَكْلُوْمِ…/

وَعَوْمِهِ المَسْمُوْمِ…!/

مَوْجٌ عَاتٍ كَصُخُوْرِ الشَّمْسْ…/

عَلَى قَارِبِ جَسَدِهِ… تَفَجَّرْ/

يَمِيْنًا يَسَارًا… هَا هُوَ طِفْلُهُ يَتَدَوَّرْ/

وَطِفْلَتُهُ تَتَضَرّرْ/

وَرَضِيْعَتُهُ تَتَعَوَّرْ…/

رُوَيْدَكَ، أَيَا مَوْجَ الغَضَب…/

فَأَنْتَ عَلَى أَطْفَالِ العَرَبِيِّ تَتَجَبَّرْ/

وَفَوْقَ تَشَرُّدِهِ تَتَفَجَّرْ…!/

مَهْ، أيا موجَ الرّزايَا…!/

فأنْتَ مَعَ المقامِرِيْنَ، تَتَبَخْتَرْ…/

عَزَمَ عَلَى الرّحِيْلِ… فَتَبَعْثَرْ…

3- ضَاعَ وأبْنَاؤُهُ…/

وَفِيْ أَعْمَاقِ البِحَارِ…/

وَدَّعَنَا وَتَحَرَّرْ/

مِسْكِيْنٌ العَرَبِيُّ… يَوَدُّ الحَيَاةَ…/

فَمِنْ أَطْفَالِهِ والنَّجَاةْ… يَتَحَرَّرْ!