السبت , فبراير 22 2025

بقلم أ . د . بومدين جلّالي

الطَّرِيقُ إِلَى الشَّـمْسِ

رَكِبْتُ غُرُوبِي وَنـَـفْسِي تـُنَاجِي / مَسَــاءً صَرِيعًا يُجِيـــدُ الخُشـُـــوعْ

وَرُوحِي عَلَى سَفْحِ لَيْلِي وَمِيضٌ / ضَئِيلٌ – بِصِدْقٍ – يُرِيدُ الطـُّـلـُــوعْ
وَقـَـلـْبِي قَرِيضٌ حَزِينُ القَوَافِي، / عَلـَى الحَـــالِمِينَ يَخـَـافُ الوُقـُــوعْ
فـَـسِرْتُ زَمَانـًا كـَـلـَــوْنِ مَسَائِي / عَلـَـيْــهِ الرَّحَى وَبَقـَـايَــا الـــدُّروعْ
صُفـُـوفُ التَّآبِين فِيــهِا سَحَــابٌ / كـَـثِيــفٌ يُدَاهِـمُـنِــــي بِــالدُّمُــــوعْ
وَنـَـوْحُ الـنـَّــوَادِبِ شَـقَّ قـُـبُورًا / فَكـَــانَ الذِي تـَـــزْدَرِيــهِ الـــرُّبُوعْ
تـَـطـَاوَلَ رُعْبِي وَقـَـالَ فـَخُورًا: / “أنــَا مِنْ سَيَسْحَقُ كـُــلَّ الضُّلـُـوعْ
أنـَا – إنْ نـَـسِيتَ- أثِيرُ التـَّهَاوِي / وَسَــدِّي فـَـــرَاغٌ لِضَـــوْءٍ مَنـُــوعْ
تَسَلـَّـلـْت سِرَّا إلـَى نِبْضِ عَصْرٍ/ وَصُغْتُ دُجًى فِي النـُّفُوسِ هَلًوعْ.”
وَشَقَّ الفـُـؤادَ بِعُـنـْـفٍ جَـرِيــــحٍ / فـَـــسَالَ الفـُـــؤادُ بِلـَـحْـنٍ جَـــزُوعْ
تَغَنـَّـتْ قُرُوحِي بِذِكْرَى شُرُوقِي/ وَرَحْــلِي المُكـَــابِرُ يَأبَى الــرُّكُوعْ
لَعَــلَّ ضِيَـــاءَ النـَّهـَـارَ سَقـَـــــاهُ / غُــرُورًا يُجَــدِّدُ نـُـــورَ الشـُّـــمُوعْ
لِتـَـبْـقـَى دَوَامًــا تـُـكِـنُّ الأمَــانِي / وَتَخْزنُ مِــنْ أصْلِهَــا فِي الفـُـرُوعْ
فـَـيُـلـْهِمُهَـا دَمْــعُ جِيلٍ عَـلِيـــــلٍ / يَـرَى نـَجْـدَةً فِي إيـَّـابِ اليَـسُـــوعْ
مَشـَـيْتُ رُوَيْــدًا رُوَيْـدًا وَحُلـْمِي / نـَـشِيــدٌ يُؤدِّي سَــلامَ الشـُّـــــرُوعْ
فـَـلـَـوْلا أغـَــانِي المِيَــاهِ وَإرْثِي / لـَجَــفَّ فـَمِــي بِجَفـَــافِ الضُّرُوعْ
وَلـَـوْلاَ رِمَالُ الصَّحَارى وَنَخْلِي/ لـَـتـُهْـتُ وَتـَــاهَ البَرِيــــقُ اللـَّـمُوعْ
طـَـوَيْتُ طـَـرِيقــًا وَرَاءَ طـَرِيقٍ/ وَخـَـيْــلِي عَلـَى جُوعِهَـا لاَ تـَجُوعْ
فـَمَا هَزَّنِي فِي مَسَارِي سُـقـُـوطٌ/ وَلا رَدَّنِــي مَــا تـَــرَاهُ الجُمُـــــوعْ
مَضَيْتُ إلـَى غـَـايَـتِي دُونَ يَأسٍ/ وَمَا كـُـنـْتُ يَوْمًا حَلِيــفَ الــرَّجُوعْ
رَمَانِي مَصِيرِي بِقـَلـْبِ الدَّيَاجِي/ وَعَــاصِفُ رِيحِي لِخـَـوْفِي قـَـمُوعْ
وَأهْــوَالُ بَحْرِي تـَـقـَدُّ الجَوَارِي/ وَتـَـقـْـصِفُ بِالبَرْقِ ذَاكَ السُّطـُـوعْ
إذا جَاءَهَا النـَّجْمُ تـَـرْمِي حِجَابًا / فـَـتـَـقْضِي عَلـَى رَافِضَاتِ الخُنُوعْ
وَباِلقـَــرِّ قـَــامَ الجَلِيـــدُ عَـنِيـــدًا/ إلـَى أنْ ظَنـَـنـْـتُ الحَيَــاةَ خُضُـوعْ
فـَنَاجَيْتُ سُلْطَانَ وَحْيِ النَّوَاصِي/ وَعُدْتُ شـُعَـــاعًا عَجِيبَ الطـُّـبُـوعْ
وَمَوْجِي يَـفِيضُ، صُدِمْتُ بِمَوْجٍ/ رَقِيــقِ الحَوَاشِي ظـَـرِيفٍ سَمُــوعْ
فـَقـَالَ: “أأنْــتَ رَفِيــقُ طـَـرِيقِي/ وَعَــاشِقُ شـَـمْسِي بِحُــبٍّ رَبُــوعْ؟
أأنْتَ الذِي فِيكَ حُلْمِي وَصَبْرِي،/ وَزُرْقـَــةُ عَيـْـنِي تـُـرِيكَ الدُّمُــوعْ؟
أأنْتَ الذِي إنْ تـَـنـَامَى التـَّـنـَائِي/ تـَـظـَـلُّ لِقـُـرْبٍ طـَـمُوحًا طَمُوعْ؟”
فـَقُلـْتُ: ” نَعَمْ صَاحِبِي إنَّنِي مَنْ/ ذَكـَـرْتَ، وَعِشـْـقِي شـَهِيــرٌ ذَيُـوعْ
أرِيــدُ بَرَاءَتـَــهَـا وَرِضَــــاهَــا،/ أهِـيـــمُ بِضَـوْءٍ إلـَـيـْــهِ النــُّـــزُوعْ
أنـَــامُ وَأصْحُو عَلـَى لـَحْنِهَا فِـي/ هُـيَــامٍ وشـَـمْتُ عـَـلـَـيـْـهِ الشـُّمُوعْ
يـُــرَافِقـُـنِـــي وَجْهُـهَــا بِوَفـَـــاء / وَيُطـْرِبُـنِي فِي الفـَـرَاغِ الخـَدُوعْ.”
فـَـقـَــالَ: “إلـَـيـْـكَ البَشَائِرَ حِينـًا / وَأيْضًــا إلـَـيْـكَ ضَيَـــاعٌ وَجُــــوعْ
سَيَرْسُو بِكَ البَحْرُ بَعْـدَ صِــرَاعٍ / مَــعَ المَوْجِ، وَاللـَّـيْــلُ فِيكَ قـَطـُوعْ
هُـنـَـاكَ تـَـذُوقُ السَّـنـَـاءَ بِصَفـْـوٍ/ وَتـَـشْرَبُ مِنْ عَيْنٍ ذَاتِ الطـُّلُوعْ.”
وَغَابَ كَمَا جَاءَ دُونَ اصْطِخَابٍ/ وَخُضْـتُ ظـَـلامِــي بِحُلـْـمٍ لـَـمُوعْ
إلـَـيْهَا أنـَــا سَائـــِرٌ فِــي ثـَـبَـاتٍ/ وَلـَـوْ حُطـَّـمَت دِافعات الشـُّرُوعْ