بقلم الأسير المحرر ثامر سباعنة
التيع … حكاية تحدي لجلاده
يسعى السجان جاهدا إلى أن يقتل روح الأسير، وأن يحطم كل أسوار صبره وثباته ، لا يترك السجان سبيلا الا ويسلكه كي يدمر اخر قلاع العطاء والوطنية في نفس الاسير … لكن هناك قلاع لاتهدم ، وهناك نفوس لاتقبل الهزيمة ، وهكذا كان محمد ابو الرب المعروف بالتيع .
محمد ابن بلدتي قباطية ، هذه البلده التي عرف عنها العطاء وعرف عنها الشجاعه ، وكان ابنها محمد خير مثال ، لقد تحدى وحمد ولا يزال يتحدى سجانه ،وله العديد من القصص والمواقف التي جرت احداثها في سجون الاحتلال ، حتى ان ادارة السجون لاتبقيه فتره طويله في نفس السجن ،بل ان بعض السجون ترفض ادارة السجن ادخاله لهذا السجن .
محمد احمد ناجي ابو الرب المولود بتاريخ 20 يناير 1987 ،وهو وحيد والديه مع خمس اخوات ، وتلقى تعليمه في مدارس بلدته ، و معتقل منذ عام 2002, حيث تمت محاصرته في منزل في بلدة قباطيا هو والمطارد كمال ابو وعر ، وحكم الاحتلال عليه بـ30 عاما .
تقول والدته ام محمد : إن إبني محمد, شاب قوي وعنيد ويكره المحتل, فقد كانت إحدى زياراته ممنوعة ولم يقبل جنود الاحتلال إدخالي لزيارته, فتوسلتُ إليهم: أنه وحيدي واشتقت اليه كثيراً, ولكن عندما علم محمد بذلك غضب وطلب مني أن لا أسألهم أمراً مرفوضاً بعد اليوم, وانتهت الوالدة الرائعة الطيبة النقية كلماتها المتألمة بين الحروف: “أسأل الله تعالى أن يخرج كل الاسرى من السجون ويعودوا لأهلهم ويفرحوا بهم ومن بينهم ابني محمد”
محمد يخوض الان اضراب الكرامة (2017 ) وقد اعلن منذ البداية ان كرامة الاسرى فوق كل جوع ، وان امعاءهم الخاوية اقوى من عربدة كل السجانين ، وها الاضراب لم يكن الاول الذي يخوضه محمد فقد خاض اضراب عام 2012 وامضى فيه 28 مضربا عن الطعام متحديا سجانه ، بل ان درجة التحدي عنده انه كان يمارس الرياضه رغم الاضراب .
لمحمد حكايات كثيرة من التحدي ومواجهة السجان بل ان المواجهات وصلت حد الضرب واستخدام القوة ، ففي احدى المرات، قام احد الجنود بمضايقته, فقام محمد بغلي الزيت وسكبه على رأس الجندي, مما أدى ذلك الى هجوم عدد كبير من جنود الاحتلال عليه، وضربه ضربا مبرحا ادى الى كسر احد اسنانه ، طلب منه جنود الاحتلال التفتيش تفتيشا عاريا عند نقله من احد السجون , فرفض رفضاً قاطعاً, وحدثت مناوشات بينه وبين الجنود, وتعرض محمد الى اصابة في عينه، بالاضافة الى كسر أسنانه خلال المناوشات، نقل على اثرها للمستشفى ، وفي سجن مجدوا وبعد وصول محمد للسجن بساعات اجتمعت به ادارة السجن وحاولوا تهديده والضغط عليه لتنفيذ ما تريده الادارة الا انه رفض ذلك بقوة مما ادى لعزله في زنازين العزل لست شهور متواصله .
كل ذلك واكثر من قصص وحكايات العطاء لم توقف ارادة التيع ولم تهزم روحه الا انه لازال قلعه شامخه امام كل عواصف الاحتلال.
فك الله كربك اخي وكرب كل اسرانا
#كنت_معهم_بالاسر
#ثامر_سباعنه