الإثنين , أبريل 28 2025
الرئيسية / مقالات / المثقف المجرم والمجازر!

المثقف المجرم والمجازر!

بقلم د. أنور الموسى
…ها هي المجازر المتنقلة في تراب عروبتنا أو إسلامنا أو إنسانيتنا، تثبت مرة أخرى، إجمالا، (حتى لا نعمم) عقم الفكر العربي وتشرذمه وربما في حالات جمة لا إنسانيته وجوره وسوء تربيته…!

فالمجازر المفجعة بحق الأطفال والنساء والرضع والشيوخ والمرضى والأبرياء… بدلا من أن توحد المثقفين الذين يفترض تحليهم بصفات الأمانة والموضوعية والإنسانية… نجدها تفضح مكامن تعصبهم وربما عنصريتهم أو قل في أحيان كثيرة التعطش للدم ونبرة الانتقام عندهم…

ففي حين، ينتظر من المثقف أو الباحث الأكاديمي العربي أن يذم هذه الأعمال الإجرامية المتوحشة والبربرية، مهما كان باعثها أو مصدرها… نجده يشجع عليها حينا، مباشرة، أو من خلال السكوت عليها وعلى مقترفيها أحيانا أخرى…

والأدهى أن مثقفين كثرا يحللون على مقاساتهم، فيصدقون الفبركات أو يصنعونها، فإن كان مقترف المجزرة من طينتهم، فعذره مسموع، وإجرامه مسموح، وقتله مشفوع…

وبعض المثقفين تتحكم بسلوكه إواليات الدفاع، فيرفض أن يكون زعيمه أو حزبه قد اقترف المجزرة، فيسقطها على الخصم عبر اواليات الإسقاط أو الرفض أو التماهي!

والأنكى والأغرب أن بعض المثقفين يسارعون إلى تحويل المجزرة إلى مادة إعلامية ممقوتة… فتتحول الضحية إلى مذنبة أو مجرمة… ويتحول في عرفهم القاتل إلى بطل أو نعامة تدافع عن نفسها…!

والأغرب أننا بتنا نقرأ عبارات من مثقفين ترقى إلى جرائم بحق الإنسانية، وتشكل مادة أبشع من المجزرة نفسها، حيث يردد بعض المثقفين عبارات: فليقتل الخصم هو وأطفاله وعياله….
أو: يجب أن يباد هؤلاء كلهم…
او كل هؤلاء كفرة… فليسحقوا….
أو…. أو…

…خلاصة القول: إن الحرب قذرة… والجرائم والمجازر مدانة حتى لو اقترفها الأقرباء… ولكن طعنة المثقف للأبرياء المزهوقة أرواحهم جورا… تشكل وصمة عار على الحضارة والإنسانية!
فاتقوا الله أيها المثقفون…
اقرأوا الأخلاق والأديان قبل تفلسف أقلامكم…
اعلموا أنكم شركاء في المجازر والجرائم…!