إلى كل امرأة معنفة…!

بقلم فرح غزال

إلى كل امرأة معنفة…!
سأقول لك شيئا:
تمردي سيدتي…
تمردي على من يفرضون عليك أن تكوني نسخة باهتة لا تشبهك.
تمردي على من يريدون دفن تفردك ليصنعوا منك رقما ونموذجا يقررون هم تفاصيله وعناوينه.

لا تتركي لهم الفرصة لكي يختزلوك في جسد… نعم، أحبي جسدك وتصالحي معه… اعتني به… دلليه… لكن لا تختزلي نفسك فيه. لأنك هذا الجسد وأكثر…

أبدا لا تلغي أنوثتك لكي ترضي هوسهم أو مرضهم… كوني جميلة. أحبي نفسك… لكن لا تختزلي كينونتك في أنوثتك وفي دلالك.

أنت لست ضعيفة بالفطرة… لكل منا، رجال ونساء، ملكات فكرية وعاطفية وقدرات جسدية وعقلية تختلف من شخص لآخر لكن ليس بناء على الجنس… لذلك لا تصدقي من يقولون إنك بطبعك رومانسيةٌ وبطبعك ضعيفةٌ أو هشةٌ.

لا تثقي برجل يطلب منك أن تتغيري لكي يحبك… لأنه في الواقع لا يريد أن يحبك؛ بل أن يحب شيئا يريدك شبيهَته وعلى صورته. الذي يحبنا لا يطلب منا أن نتغير… والذي يطلب منا أن نتغير لا يحبنا فعلا لأنه لا يحب ما نمثله.

لا تثقي برجل يختارك لأنك أفضل من غيرك أو أجمل… بل اختاري رجلا يختارك رغم أنك لست الأفضل… رجلا تكون أمامه نساء أجمل وأذكى وأشهى… ويختارك أنت لأنك أنت…

لست مجبرة أن تكوني ملكة في مطبخك… لعلك تحبين الطبخ وهذا شيء جميل ورائع. لكن، وفي حالة العكس، لا تشعري بالذنب. لست مكوَّنة جينيا لكي تكوني طباخة ماهرة.

لا تحاولي أن تردي على دفتر تحملات معين لنموذج المرأة المثالية… كوني أنت فقط. لا تحاولي أن تشبهي نموذجا لم تختاريه… لكن احرصي دائما على انتقاد الذات والقدرة على التطور ليس بناء على ما يطلبه الآخرون لكن بناء على ما تستشعرينه من حاجات.

كوني أنت… أنت فقط… بتفردك… بتميزك… بقوتك وضعفك… بهشاشتك وحزمك… بجسدك وقلبك وعقلك وروحك… لا تلغي من ذاتك شيئا حسب الطلب…

ساعتئذ، ستفتحين الطريق نحو سعادتك الذاتية. لأن هذا الطريق يبدأ منك أنتِ.