السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / بيت المقدس.. الصارخ!

بيت المقدس.. الصارخ!

شعر د. أنور الموسى

من ديوان زيتونة القدس

قِفْ بِيْ عَلَى مَنْزِلٍ بِالقُدْسِ قَدْ سَحَرَا

أَبْدَى الشُّجَاعُ لَنَا فِي حُبِّهِ عِبَرَا

أَيْنَ الأَحِبَّةُ؟ قَدْ كَانَتْ رُؤُوْسُهمُ

شَمْسًا تُخَجِّل مِنْهَا النَّجْمَ وَالمَطَرَا

سَرَحْتُ فِيْهِ فَلَمْ أَلْمَحْ لَهُمْ أَثَرًا

بَيْنَ الدَّمَارِ وَلَمْ أَسْمَعْ لَهُمْ خَبَرَا

أَحِبّةٌ كَانَ مَشْهُوْرًا بَرِيْقُهُمُ

حَتّى تَطَاوَلَ شَعْبُ العُهْرِ فَانْتَشَرَا

لَوْلَاهُمُ مَا شَفَانِي السَّيْفُ مُعْتَذِرًا

مِمّا يُؤَرِّقُنِي مِنْهُم وَلَا أَمَرَا

يَا بَيْتُ قَدْ كُنْتَ لِيْ قَبْلَ الدِّمَا هَرَمًا

بَلَغْتُ فِيْكَ عَلَى رُغْمِ العِدَى وَطَرَا

أجّجْتُ نَارَ حَنِيْنِي فِي حَدَائِقِهِ

شَوْقًا فَكِدْتُ بِهِ أَسْتَنْطِقُ الحَجَرَا

كَفْكَفْتُ دَمْعِي وَخَاطَبْتُ التّرَابَ أَسًى

بِفَائِضِ الدّمْعِ فِي الأَشْعَارِ فانْفَجَرَا

حَدَائقٌ طَابَ تُفّاحُ المَدِيْحِ بِهَا

وَطَابَ رُوّادُهَا بَذْلًا فَطِبْنَ ثَرَى

فَوُشَّحَتْ شُعْلَتِي فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ

مِنْهَا فَطَارَتْ عَلَى أَصْحَابِهَا دُرَرَا