بقلم ربيع غرندس
وتمضي الأيام
وتمضي الأيام، إلى الأمام، بخطوات ثابتة لا تغيرها عقارب الساعة، لا تكترث لأحد ولا تتوقف لسبب، لا صاحب لها ولا رفيق، تمشي دون تسمّر، دون تعب أو ملل.
تتحرك بصمت، في ذهن الإنسان، تارة يراها تزحف زحفاً بطيئاً، وتارة يشعر كأنها تسابق الوقت وربما تسابق عمره.
لا تعرف مفراً من التقدم إلى حيث الدرب المجهول، بحثاً عن نهاية المطاف، لكن دون جدوى، على الرغم من طول السنين، وتبدل أحوال الأمم، ومع ذلك لم تيأس ـ وما تزال صامدة للوصول إلى حيث تنتهي الحياة.
تلك الأيام التي يعيش معها الإنسان، والتي تأخذ حياته رويداً رويداً، تذهب بأفراحه وأحزانه إلى غير رجعة، وحدها الصور والذكريات والتذكارات هي التي تجعله يستعيدها. إلا أنها سلبت منه القدرة على أن يعيش لحظاتها مرة ثانية بكافة تفاصيلها.
وتمضي الأيام، ويمشي معها الإنسان أسيراً مجبراً على التنازل عن لحظات حياته مع مرور الزمن، ليس بيده السير خلفها، لعله يستطيع أن يفلت من قبضتها، ولا السير أمامها لربما يسابقها للمستقبل ليعرف مصيره.
وتمضي الأيام إلى أن ينتهي الزمان، وينتهي معهما الإنسان.
ربيع غرندس