الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / التحشيش… انتحار بطيء ومسبب سرطان..فما عوارضه؟!

التحشيش… انتحار بطيء ومسبب سرطان..فما عوارضه؟!

بقلم جابر سالم القحطاني

تحرير د. أنور الموسى

الماريوانا تحتوي على مواد مسببة للسرطان 2/2

الحشاشون.. تتدنى قدرتهم على العمل والإنتاج والتفكير وينعدم لديهم التفاعل مع الآخرين!

جابر سالم القحطاني

   يوجد من الحشيش عدة أصناف بحسب أماكن زراعة الحشيش ويعد أحد المهلوسات التي تسبب الإدمان النفسي والمادة الفعالة التي تسبب التأثير المهيج للحشيش هي مادة تدعى دلتا – 9تتراهيدر وكنابينول (THC) ويتعاطى الحشيش عادة بالتدخين إما على هيئة سجائر أو باستعمال النارجيلة، ويمكن أن يتعاطاه الشخص عن طريق الفم، لكنه لا يستعمل عن طريق الحقن.

تأثيرات الحشيش على الإنسان…

عندما يتعاطى الشخص الحشيش بمقادير قليلة، فإنه يسبب حدوث أعراض نفسية مثل الشعور بالنشوة والارتخاء وتغيير الاحساس بالوقت (الشعور بأن الوقت يمضي بطيئاً، فالدقائق كأنها ساعات) والمسافات مع الشعور بزيادة حدة الابصار والشم والتذوق واللمس، والتآلف مع الآخرين والمرح والضحك الذي يصعب السيطرة عليه، بالإضافة إلى تخيلات لمشاهد وهمية، واضطرابات الذاكرة للأحداث القريبة مع الميل لخلط أحداث الماضي والحاضر والمستقبل، وتدني قدرة الشخص على التركيز مع صعوبة التعبير عن الشعور والأفكار…

   وشمل الأعراض الإحساس بالجوع الزائد واشتهاء المأكولات السكرية، وسرعة البديهة وقد يميل الشخص إلى النعاس حينما يكون وحيدا، ولكن قابليته للنوم تقل عندما يكون في صحبة الآخرين، وقد يعيش في حالة شبيهة بالأحلام، أو يكون مستغرقا في النوم استغراقا عميقا. ويترتب على تعاطي المخدر بمقادير كبيرة حدوث أعراض نفسية أخرى مثل الهلوسة السمعية والبصرية فقد يسمع الألوان ويرى الأصوات، ويشعر بتغير ملامح الأشياء التي يراها، بالإضافة إلى انحلال الشخصية والانسلاخ عن الواقع والشعور بالرعب والفزع والقلق، واسترجاع المواقف والأحداث والذهان، وجنون العظمة وضعف البصر وفقدان التبصر، وقد يصاب المدمن في بعض الحالات بالاكتئاب النفسي والشيخوخة المبكرة لخلايا المخ، كما يصاب المدمن في حالات نادرة بانفصام الشخصية .

الأعراض البدنية

تشمل الأعراض البدنية احتقان العين الناتج عن تمدد الأوعية الدموية بها وزيادة دقات القلب، وارتفاع ضغط الدم في وضع الرقود وانخفاضه عند الوقوف، واضطراب التناسق العضلي، ووهن العضلات والرعشات، وتغيرات في معدل التنفس، واتساع حدقة العين وشحوب الوجه وانخفاض مقدار الدم المتدفق إلى أنسجة الجلد وجفاف الفم والحلق.

أعراض الحرمان

عندما يتعاطى المدمن الحشيش أو الماريوانا بمقادير كبيرة ولمدة طويلة، فإنه يعتمد على المخدر، اعتمادا نفسيا بحيث يشكو من أعراض الحرمان حينما يقلع عن تعاطي الحشيش، وتشمل التململ والاضطرابات العصبية والقلق والأرق وفقدان الشهية للطعام وفرط النشاط وتصبب العرق وزيادة إفراز اللعاب وارتفاع الضغط الداخلي للعين،

وزيادة المدة الزمنية للأحلام مع حدوث الرعشات، وارتفاع درجة حرارة الجسم والقشعريرة.

الأضرار الصحية والاجتماعية الناجمة عن إدمان الحشيش والماريوانا

تشمل الأضرار الصحية اصابات في الجهاز التنفسي والقلب وجهاز المناعة مع حدوث اضطرابات في الهرمونات وتغيرات في مكونات الخلية وتشوهات في الكروموزومات حاملة الصفات الوراثية. وتشمل الأضرار الاجتماعية تدني قدرة الفرد على العمل والانتاج والتفكير وانعدام التفاعل مع مشكلات الاخرين، وعدم الاهتمام بالمظهر، بالاضافة إلى زيادة عدد حوادث السيارات.

اصابات الجهاز التنفسي

يؤدي الافراط في تدخين الحشيش أو الماريوانا إلى حدوث اصابات في الجهاز التنفسي وتشمل اثارة الأغشية المخاطية للشعب الهوائية، والتهاب القناة التنفسية المزمن والمصحوب بإفرازات مفرطة والتهاب الحنجرة والربو الشعبي والتهاب البلعوم والامفيزيما، وقد يسبب الافراط في تدخين الماريوانا الاصابة بسرطان الرئة، حيث اثبتت الدراسات أن نواتج احتراق الماريوانا تحتوي على مواد مسببة للسرطان وتدل نتائج بعض الدراسات التي أجريت على مدخني الحشيش على حدوث اضطرابات في وظيفة الرئة بعد تدخين الحشيش لمدة تتراوح بين 6- 8أسابيع .

إصابات القلب:

يسبب ادمان تدخين الحشيش والماريوانا حدوث اصابات في القلب مثل تسرع القلب وضعف انقباض عضلة القلب، ولذلك فإن تعاطي هذه المخدرات يشكل خطورة على مرضى الذبحة الصدرية وعطب القلب وفشل القلب الاحتقاني.

إصابات جهاز المناعة :

يؤدي أدمان تدخين الحشيش أو الماريوانا إلى حدوث اصابات في جهاز المناعة ينجم عنها تدني مقاومة المدمن للأمراض.

اضطرابات الهرومونات :

قد ينجم عن ادمان الحشيش أو الماريوانا حدوث اضطرابات في إنتاج هرمون الذكورة (تستوسترون) وتكوين الحيوانات المنوية، حيث دلت الدراسات على احتمال الاصابة بالعجز الجنسي (يحدث التنشيط الجنسي في بداية الاستعمال) وعرقلة النمو الطبيعي والتطور الجنسي في المراهقين، كما اثبتت الدراسات التي اجريت على عدد من النساء الحوامل، اللائي يدخن الماريوانا أثناء الحمل بافراط أن التدخين يؤدي إلى حدوث اضطرابات في تكوين الأعضاء الجنسية في الجنين الذكر.

التأثيرات على مكونات الخلية:

بينت نتائج الدراسات الحديثة أن مركب دلتا 9- تتراكنابينول وبعض المركبات الاخرى الموجودة في الماريوانا، تسبب حدوث تغيرات في الأحماض الامينية ومركبات الحمض النووي للخلية، وهذا يؤدي إلى حدوث اضطرابات أيضية.

وينجم عن تراكم نواتج أيض مركبات الماريوانا في الجسم حدوث اضطرابات في الذاكرة ودرجة الانتباه والقدرة على العمل .

إصابات الكرموزمات:

ربما يترتب على إدمان تعاطي الماريوانا أو الحشيش حدوث إصابات في الكروموزومات قد ينجم عنها حدوث تشوهات في الأجنة، وقد يسبب إفراط المرأة في الإدمان توقف خروج البويضة مما يترتب عليه حدوث العقم، وعندما تفرط المرأة الحامل في تدخين الحشيش أو الماريوانا، فإن هذا يؤثر على سلوك المولود فيما يتعلق باكتساب المعرفة والاستجابة للمؤثرات الخارجية.

الأضرار الاجتماعية :

ينجم عن إدمان الحشيش أو الماريوانا حدوث بعض الأضرار الاجتماعية مثل التبلد الاجتماعي الذي يتصف بعدم تفاعل المدمن بمشكلات الآخرين، كما يترتب على الإدمان قلة الإنتاج البدني، والفكري وعدم الاهتمام بالمظهر، وفتور الهمة وفقدان الحافز على العمل والابتكار.

وقد دلت الدراسات التي أجريت على العديد من المفرطين في تعاطي الحشيش والماريوانا على تدن ملحوظ في الإنتاج البدني والفكري للفرد وأن مقدار هذا التدني يتناسب مع درجة الإفراط في تعاطي المخدر .ولعل من أخطر المشكلات الاجتماعية الناجمة عن الإدمان كثرة حوادث المرور،

حيث يسبب تعاطي الحشيش أثناء قيادة السيارات أو المركبات الأخرى تدني مقدرة السائق في التحكم في القيادة وبخاصة عندما يتعاطى الحشيش مع الخمر.

وقد يؤدي إدمان الحشيش أو الماريوانا إلى فتور عاطفة المدمن نحو والديه وعدم الاكتراث باقتراحاتهم وآرائهم، كما أنه لا يولي أي اهتمام بحقوق الآخرين ومصالحهم، وقد يأتي الفرد بتصرفات مشينة وغير لائقة وهو تحت تأثير الحشيش.

المصدر موقع الرياض النسخة الورقية، الاثنين 15 ذي الحجة 1428هـ( حسب الرؤية )- 24 ديسمبر 2007م – العدد 14427