بقلم زهراء وهبي
عناقُ أَهْلٍ
_’عطيني عبوطة’
هَذِهِ ‘العبطة’ أَوْ مَا يعرفُ بِالعناقِ قُدْ يِكُون سَفِينَةُ نَجَاة لَحْظَة الطُّوْفَانِ، طُوْفَانُ الخيبات؛ الأحزان؛الفشل… أَوْ مِينَاءٌ يُفْرغُ فِيهِ مَا أُوتَى بِهِ مِنْ مُجْتَمَعٍ مُضْطَرِبٍ وَمحملا مايستطاع لتهدءته،. هُنَا نطرح سؤال:”مَا سَيَحْدُثُ لَوْ اِشْتَدَّ هَذَا العناقُ؟” حَتْمًا رَدَاتُ فعل لَا إِرَادِيَّةً صَاعِدَةً مِنْ شَخْصٍ يَشْعُرُ بِالخَطَرِ! وَهنا هَذَا الشَّخْصُ هُوَ الطِّفْلُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ إِذْ أَنَّهُ فِي مَرْحَلَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ يَكُونُ بِحَاجَةٍ مَاسَّة إِلَى عناقٍ يُؤَمِّنُ لَهُ مِسَاحَةً آمِنة… إِلَّا أَنَّهُ مَعَ مُرُورِ الوَقْتِ وَاِنْتِقَالهُ مِنْ مَرْحَلَةٍ إِلَى مَرْحَلَةٍ جَدِيدَةٍ يُصْبِحُ مِنْ اللَّازِمِ أَنْ يَنْفَصِلَ الأَهْلُ تَدْرِيجِيَّاً عَنْ أَطْفَالِهم وَمُوسِعِينَ هَذِهِ المِسَاحَةِ وَمُشَجِّعَيْنِ إِيَّاهُمْ عَلَى الإِنْخِرَاطِ بِبَعْضِ التَّجَارِبِ الَّتِي سَتُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ على حياتِهِمْ وَمُسْتَقْبَلِهِمْ.
فَبِهَذِهِ الحَالَةِ لَيْسَ عَلَى الأَهْلِ أَنْ يَرووا الأُمُورَ بِسَلْبِيَّةٍ، أَوْ يَعْتَبِرُونَ هَذِهِ الرُّدُود ماهِي إِلَّا مُقَاوَمَةٌ غَيْرُ لَائِقَةٍ أَوْ ثَورَة عَلَى بَعْضِ عادَاتٍ لَا مَنْطِقِيَّة مُنْتَهِيَة الصَّلَاحِيَّةِ؛ مَعَ العِلْمِ أَنَّ السَّبَبَ الكَامِنَ لِظُهُورِ هَذِهِ المُقَاوَمَةِ اليَافِعَةِ هُوَ عَدَمُ التَّوَافُقِ مَا بَيْنَ المُقَدَّمِ مِنْ المُجْتَمِعِ الحَدِيثِ وَمَا وَرِثَهُ المُجْتَمَعُ الحَالِيُّ؛ فَيَلْجَؤُونَ إِلَى سُبُلٍ دِينِيَّةٍ، أَخْلَاقِيَّة حَتَّى أَنَّهُمْ قَدْ يَصِلُونَ إِلَى القُوَّةِ وَالعُنْفِ، مُعْتَقَدَيْنِ أَنَّ هَذَا هُوَ الحَلُّ الأَنْسَبُ لِلمُشْكِلَةِ.فالشجرة أَوَّلُ مَا تَشْتَرِيهَا تَكون فِي عُلْبَةٍ بلَاسْتِيكِيَّةٍ صَغِيرَةٍ. بَعْدَ أَشْهُرٍ أَوْ سِنِينَ لَا تَسْتَطِيعُ هَذِهِ العُلْبَةُ بَعْدَ اِحْتِضَان شَجَرَةٍ فِي طَوْرِ النُّمُوِّ، فَإِمَّا تَذْبُلُ وَتَمُوتُ ،أَو تبدأجذورها بِاِخْتِرَاقِ العُلْبَةِ بِالقُوَّةِ فَلَا يَكُونُ بِيَدِكَ حِيلَةً سوى أَنْ تَنْقُلَهَا إِلَى مَكَانٍ أَوْسَعَ وَأَفْضَلَ لَهَا و لَكَ.. وَالجَدِيرُ بِالذِّكْرِ، أَنَّهُ وَإِنْ وَضر الأَهْلُ هَذِهِ المِسَاحَةَ فَهَذَا لَا يَعْنِي اِمْتِلَاكًا لِحُرِّيَّةِ مُتَنَاهِيَة الأَطْرَافِ!