بقلم فرح غزال
أرجوك أن تبعد..
قليلا..
حتى لا يصير الحب..
مستحيلا..
غادرني ليوم واحد..
لشهر..
لعام واحد..
غادرني طويلا..
حتى لا يصير الحب.. مستحيلا..
دفتر مواعيدنا.. بات أخطر..
من أصابعنا..
من شفاهنا..
من نظراتنا.. بات أخطر..
وسعت دائرة الاعتياد فيه..
كبرت أقحوانة التكرار فيه..
فتحول زنجبيلا..
كيف تريد سيدي..
أن أحب الزنجبيلا..
يبست كل الأزهار..
في حدائقه..
جفت عرائس الماء..
في غدائره..
مات النرجس..
وتقطعت أوصال الخميله..
ما عاد يشفينا اللقاء..
ولا عاد يبلسم القلب العليلا..
من أجل هذا.. أرجوك..
أن تبعد قليلا..
إعتيادك أفيون يرهقني..
خدر.. يلازمني..
نصر يشطرني..
ينزفني..
يزرعني قمحا في حقول الضجر..
يغرسني وتدا في أرض الغجر..
يجعلني حبة رمل..
يجعلني قطعة حجر..
إعتيادك أكرهه..
أرفضه..
أي شيء فعلت..!؟
حتى لم ترفض إعتيادي..!؟
أرجوك أن تبتعد قليلا..
وتأخذ معك مقاعدنا..
سجائرنا..
لوحات البن المرسومة..
على فناجيننا..
أرجوك أن تأخذ..
قصورنا التي بنيناها..
أحلامنا التي حلمناها..
أسماءنا التي..
على كل المقاعد حفرناها..
أرجوك أن تسحب..
بصائمك عن جسدي..
قبلاتك عن شفتي..
عطرك من نفسي..
إنهيني من واجب موعدك..
من جليد أخبارك..
وأحاديثك..
وابعد قليلا..
حتى أرى الأشياء جميلة..
ويعود اللون للبحار..
يعود الحزن للأمطار..
ويبقى الدليل..
يا حبيب..
من أجلك.. ومن أجلي..
سيدي أرجوك أن تبعد..
قليلا..!