الجد للطفل: الدنيا دائرة!

بقلم مريم علي الدين

الطفل : طفل كبير…
الجد : صدقت!
الطفل : لكن كيف لك أن تكون طفلا وأنت كبير؟!
الجد : الدنيا دائرة أنا هنا وغدا أنت.
الطفل : لكن أنا مثلك مقعد.
الجد : ليس لمدى الحياة يا ولدي ، سيأتي يوم وتمشي أما أنا فانتهى مسيري هنا…
الطفل : و كيف سأقف ومتى؟
الجد : ستناضل لتخطو أول خطواتك..
لكن احذر، ستقع يا صغيري فانفض نفسك، وقف مجددا…
الطفل : علمني يا جدي دروسا في الحياة.
الجد: أولا: ستبدأ بالحبو وتستعين بالسبات لتقف على رجليك، وهنا غريزتك تدفعك إلى حبك الحرية…
ثانيا: سيكون عملك… والآلة الأكثر استعمالا هي اللسان، لذا احفظه في مكان آمن قبل أن يتكلم الشيطان على لسانك..
ثالثا: ستقع بحب والديك و الحبيبة، لكن حذار… أن تعصي أهلك لأجلها… فرضى الله من رضا الوالدين..
رابعا: هذه الحياة ما هي إلا امتحان مصيرك الرسوب أو الظفر واختباراتها صعبة في أسخف الأمور…
خامساً: حقبة بلوغك سن الرشد هي السلاح الاكبر و أهم مرحلة في حياتك… فهنا الجد و الكد والسعي، تعمل بعرق الجبين فتبني مستقبلا مقبولا تتزوج والمسؤولية والأمانة تصبح أثقل من الجبال، فكما تربي أولادك تلاقيهم و ها انا ابنتي تخدمني وهي قدماي وذاكرتي…
سادسا : كل ثانية لا تتهاون بها فهي مسجلة وحياتك ليست لك…
سابعا : فليكن صديقك الله وأحمل الأمل والثقة والرضا اينما كنت، و كيفما كنت…
ثامنا : ستكبر أكثر وترى صغارك يكبرون معك… قد تعيش لترى الاحفاد وتكون الجد…
تاسعا : سيصبح صديقك هذا الكرسي عند الكهل و تجد أن جسدك ما ضاع هباء، فها هم يكافئونك و يعطونك القلب و اليد والقدم و العقل و ….كل ما يملكون…
وكما ستكون سيكونون …
الطفل : آه يا جدي هذه الدنيا سلسلة أن رحلت انا سترحل انت، وإن لم اعد موجودا ستكون الاخير…
الجد : تثقف يا بني والشهوات فلتكن في اسفل جحيم…
ما يفيدك إلا أنت…وما تعمله…. تجده…